الجبير من إسطنبول: قضية القدس لا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط بها

السبت ١٩ مايو ٢٠١٨ الساعة ٤:٥٠ صباحاً
الجبير من إسطنبول: قضية القدس لا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط بها

رأس وزير الخارجية، عادل بن أحمد الجبير، أمس الجمعة، وفد المملكة العربية السعودية في مؤتمر القمة الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول.

وفي كلمة أمام المؤتمر قال وزير الخارجية: “يسرني أن أنقل لكم من مهبط الوحي ومنبع رسالة الإسلام تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وموقف حكومة وشعب بلادي الذي يعيد التأكيد على أن قضية القدس هي قضية تتجاوز السياسة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط بها أو المساومة بشأنها”.

وأكد أن المملكة العربية السعودية أدانت وبشدة استهداف المدنيين الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق، ولا يفوتني هنا أن أتقدم بخالص التعازي لذوي الشهداء- يرحمهم الله- والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين الذي سقطوا جراء استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وقال: “يجب ألا يعتقد أحد أن إشغالنا بقضايا جانبية، وتهديدات وأزمات آنية، قد صرفنا عن الاستمرار بموقفنا الثابت والمستمر باعتبار قضية فلسطين ومدينة القدس قضيتنا الأولى، إلى أن يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وأضاف وزير الخارجية: بل إننا نرى أن هذه الأزمة بالذات تفرض على جميع الدول الأعضاء وحدة الموقف، وتعزيز محاربة الإرهاب والتطرف، ونبذ الطائفية، وحشد الجهود وتكثيفها لمقاومة تهويد مدينة القدس.

وقال الوزير الجبير: نحن في لقائنا المبارك هذا، ننشد العدل والسلام ونسعى لإحقاق الحق والإنصاف، فالمبادرات غير المسؤولة والتي تتعارض مع هذه الثوابت من شأنها تقويض فرص السلام، وأن سياسة الأمر الواقع لن تجدي أمام عدالة المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تحظى بتأييد المجتمع الدولي المناصر للحق والعدل، من أجل إقامة سلام شامل وعادل ينعم فيه الفلسطينيون وجميع شعوب المنطقة بالأمن والسلم والرخاء والتنمية.

وأكد أن المملكة العربية السعودية تؤمن أن الحل السلمي هو الطريق الوحيد لإعادة الحقوق الشرعية للفلسطينيين، ومن هذا المنطلق فقد سبق وأن تقدمت بمبادرة سلام تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م، كما حظيت بموافقة منظمة التعاون الإسلامي في القمة الاستثنائية التي عقدت في مكة المكرمة في العام 2005م، حيث وضعت مبادرة السلام العربية خارطة طريق للحل النهائي لجميع قضايا النزاع، وفي إطار حل الدولتين، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشريف، وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

ونوه الوزير خلال الكلمة بما صدر عن القمة العربية (29) وتسمية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- لها (بقمة القدس) الذي جاء تأكيدًا لأهمية القضية الفلسطينية والقدس وشعبها، بالإضافة لما صدر في هذا الشأن عن اجتماعات الدورة (45) لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت مؤخرًا في دكا، وكذلك الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية الذي عقد بالأمس في القاهرة.

وفي ختام الكلمة قال وزير الخارجية: إن حكومة بلادي تدعو الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها، والانضمام للمجتمع الدولي المحب للعدالة والسلام، واتخاذ مبادرات إيجابية لدفع عملية السلام وفق مبدأ حل الدولتين، والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.