الشيخ السديس يوضح أثر الصيام في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة

الإثنين ١٤ مايو ٢٠١٨ الساعة ٣:٣٨ مساءً
الشيخ السديس يوضح أثر الصيام  في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة

ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أمس، درسه الأسبوعي في تفسير آيات الصيام وشرح أحاديثه في المسجد الحرام , الذي تنظمه الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام.
وبدأ الشيخ السديس درسه بتعريف الصيام واستذكار فضائله في رمضان واستنتاج الفوائد والأحكام، وأطنب قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى لما فرض الصوم أخبر أنه أيام معدودات، أي: قليلة في غاية السهولة يستطيع أن يؤديها المكلف العادي.
وأبان أن الصِّيام فرض على أمَّة الإسلام على ثلاث مَرَاحِل، المرحلة الأولى إيجاب صيام يوم عاشوراء ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَأمُرُنَا بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ , فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَأمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا , وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ, والثانية فرض صيام رمضان على التَّخيير بين الصِّيام والإطعام، حيث أوجب الله تعالى الصِّيام على التخيير بينه وبين الإطعام عن كُلِّ يوم مسكيناً مع تفضيل الصيام، قال تعالى: ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ والثالثة فرضُ صيام رمضان على التَّعيين قال الله تعالى ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾، وذلك في حق غير المريض والمسافر، وقضاءً في حقهما إذا زال العذر.
وبيّن أنّ للصيام فوائد عظيمة وحكمًا كثيرة منها أنَّ الصِّيام من أكبر العون على تقوى الله تعالى لأن له تأثيراً عجيباً في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة والتعبُّد لله تعالى بترك شهوات النَّفس ومألوفاتها وفي هذا يتجلى صدق محبة العبد لربه وتعظيمه له، والتماس رضوانه، حيث قدَّم ما يحبه الله ويرضاه على ما تشتهيه نَفْسُهُ وهواه، الصَّومُ تربيةٌ للإرادة، وجهادٌ للنفس، وتعويدٌ على الصبر والتحمُّل فيما يعود عليها بالنفع، إضافة إلى أن الصيام فيه فائدة صحيَّة عظيمة، فهو يطهر البدن من الأخلاط الرديئة، ويكسبه صحة وقوة، بشهادة الأطباء المختصون الذين عالجوا مرضاهم بالصيام.
وأضاف الشيخ السديس أن من فوائد الصيام تضييق مجاري الشيطان على الإنسان ومعرفة قدر نعمة الله على العبد بتناول ما يشتهيه من طعام وشراب , وفيه من جزيل الأجر وعظيم الثواب , مبنياً بأنه لا تحصل هذه الفوائد إلا لمن صام صياماً كاملاً عن كُلِّ ما حرَّم الله، فصام عن الطَّعام والشَّراب والنكاح، وصام عن السَّماع المحرم، والنظر المحرم، والكلام المحرم، والكسب المحرم، وحفظ وقته واستفاد من أيام الشهر في طاعة ربِّه، فهذا هو الذي يستفيد من الصيام، منوهاً بخصوص تعليق الصوم والفطر بالرؤية، عَنِ ابنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وبيّن أن السحور يحصل بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب لقوله: «تسحروا» وأطلق لكن الأفضل أن يكون على تمر أو معه تمر لما روى أبو داود بسند صحيح أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال: «نِعْمَ السَّحُورُ التَّمْرُ»، وفي رواية: « نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ» وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – : «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً».