اللهم اشفِ كل مريض

السبت ٥ مايو ٢٠١٨ الساعة ٣:٠٨ مساءً
اللهم اشفِ كل مريض

جاءنا في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي خبر مزعج، محزن، يحمل في طياته إصابة أحد الزملاء المتميزين علماً وأدباً وأخلاقاً ومساعدة للآخرين في المجموعة والمهنة بمرض أُدخل على أثره إلى المستشفى، وأجريت له العديد من العمليات، وإلى كتابة المقال ما زالت حالته حرجة (أذهب البأس ربّ النّاس، واشفِ وأنت الشّافي، لا شفاء إلّا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً. أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، ولا كاشف له إلّا أنت يا ربّ العالمين، آمين. اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفي دكتورنا الفاضل وتشفي كل مسلم وتمدّه بالصّحة والعافية. اللهمّ لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير)، فانقلبت المجموعة رأساً على عقب أو كما يقول الفرنجة Upside down في ثوانٍ تحولنا من مجموعة وناسة وفرفشة وضحك وأصحاب دم خفيف إلى معشر قوم غشاهم الإيمان وملأ قلوبهم التقوى ولهثت ألسنتهم بالدعاء للزميل الحبيب، وهذا ديدن الجميع عند المصائب والمصاعب والشدائد، نعوذ بالله من كل مصيبة.

هذا زميل نعرفه ونحبه وندعو له، وهناك الملايين ممن ابتلاهم الله بالمرض نسأل الله الشافي المعافي أن يمن عليهم بالشفاء والعافية، فقد جبلنا على الدعاء بالشفاء لمن نعرف ومن نجهل، فعلينا الدعاء ومن الله الإجابة، ولكن هل الدعاء وحده يكفي أم لا بد من الأخذ بالأسباب؟ ماذا قدمنا لهؤلاء المرضى الذين انقطعت بهم السبل وتقطعت بهم الأسباب فلم يجدوا مركزاً صحياً متمكناً للنظر في حالتهم مبكراً، وإن وجدوا فقد يصعب عليهم إيجاد طبيب يشخص الداء ويصف بعض الدواء أو يتحلى بالشجاعة ليقول لا أعلم ومن ثم يحول المريض إلى مركز متخصص قبل أن يستفحل المرض ويصعب علاجه، (بالمناسبة كثير جداً من الأمراض إن تم التعامل معها مبكراً وبطريقة صحيحة قد تتم السيطرة وربما القضاء عليها وليس مرضاً بعينه).

مَن لهؤلاء المرضى؟ بعد أن أنهكهم المرض وضاعت أوراق قبولهم بين مكتب مدير المستشفى الطرفي ومكتب القبول في المستشفى المتخصص، أسأل الله العلي القدير أن يلطف بهم وييسر لهم من يتوسط لهم ليجدوا قبولاً في مستشفى مرجعي بالعاصمة أو إحدى المدن الكبيرة، ونسأل الله العلي القدير أن ييسر لهم واسطة أكبر للحصول على سرير في ظل شح الأسرة أو لنقل زيادة المرضى وثبات عدد الأسِرَّة أحياناً، كما نسأل الله العلي القدير أن ييسر لهم طبيباً متمكناً في علمه ومخلصاً في عمله بعد أن كثرت الشائعات عن تزايد الشهادات المزورة وجهل البعض، أو انشغاله بالطب الخاص، أو ما يردده البعض من وجود فساد في المجتمع الصحي.

ونسأله عز وجل أن يتوفر الدواء ويتم القضاء على الداء، كما نسأله بأسمائه الحسني وصفاته العُلى أن يجد كل مريض فريقاً صحياً متميزاً سواء من (ممرض، أخصائي اجتماعي، مثقف صحي، أخصائي تغذية، أخصائي نفسي، أخصائي علاج طبيعي، وباقي الفريق الصحي)، فالطب والعلاج ليس طبيباً متمكناً فحسب كما يعتقد البعض، فلكل فرد في الفريق الصحي دور كبير ومتميز في خدمة المريض. ختاماً بالرغم من الجهود الصحية التي تقدم آناء الليل وأطراف النهار ولا ينكرها إلا جاحد حاقد، فقد آن الأوان لمد يد المساعدة لكل مريض من خلال الجمعيات المتخصصة ومن خلال المتطوعين في المجال الصحي، فالتطوع لم يأخذ دوره في مجتمعنا الصحي وربما حان الوقت لينظم ويقدم بصورة متميزة تعكس الروح الإسلامية في خدمة المريض.‎

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني