تفاعل عالمي مع الكشف العلمي المثير في صحراء النفود

الخميس ١٧ مايو ٢٠١٨ الساعة ٣:٠٨ مساءً
تفاعل عالمي مع الكشف العلمي المثير في صحراء النفود

أكد الدكتور عبدالله بن محمد الشارخ رئيس الفريق العلمي من الجانب السعودي لمشروع (الجزيرة العربية الخضراء)، أهمية الاكتشاف الأثري الجديد الذي أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أثناء زيارته لليابان، والذي يتمثل في العثور على موقع أثري يحتوي على آثار طبعات أقدام بشرية يقدر عمرها بحوالي ٨٥،٠٠٠ سنة، مشيراً إلى أنه يحظى باهتمام كبير في الأوساط البحثية العالمية.

وكشف د الشارخ أستاذ الآثار المشارك بجامعة الملك سعود، في تصريح صحفي، أن الفريق العلمي للمشروع الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يُجري حالياً دراسات تفصيلية حول الموقع الأثري وما يحتويه من بقايا أثرية عديدة ومتنوعة ليتم نشر البحث في إحدى أبرز المجلات العلمية العالمية، منوهاً بمتابعة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لأعمال المسح والتنقيب الأثري في المملكة، ودورها الهام في التعريف بالتراث الحضاري للمملكة.

وبيَّن الدكتور الشارخ أن الموقع سُمي باسم موقع ” الأثر”، تبعاً لطبيعة البقايا الأثرية التي وجدت فيه، مشيراً إلى أن دراسة بقايا الموقع المختلفة ستسهم في إعطاء رؤية واضحة حول البيئة والمناخ القديم في صحراء النفود وتنوع الكائنات الحية التي عاشت في ذلك الوقت، حيث يعد موقع “الأثر” من أقدم وأندر المواقع الأثرية بالجزيرة العربية التي تحوي طبعات أقدام بشرية وحيوانية متنوعة، مشيرا إلى أنه سيفيد في إعطاء صورة أوضح حول الموارد المعيشية المختلفة التي توفرت للجماعات البشرية، ودعم الأدلة الأثرية المكتشفة سابقاً حول قدم وجود الجماعات البشرية المبكرة في الجزيرة العربية وانتشارها في مناطق جغرافية مختلفة.

وأشاد بما حظي به الفريق العلمي بدعم ومساندة من الأستاذ جمال عمر نائب الرئيس للآثار والمتاحف والدكتور عبدالله بن علي الزهراني مدير عام مركز الأبحاث والدراسات الأثرية بالهيئة، وكذلك الأستاذ محمد النجم مدير متحف تيماء.

يشار إلى أن “مشروع الجزيرة العربية الخضراء”، تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع جامعة أكسفورد البريطانية وهيئة المساحة الجيولوجية، وشركة أرامكو، وجامعة الملك سعود، وعدد من الجهات العلمية، والذي يتضمن دراسات أثرية بيئية معمقة للعديد من المواقع الأثرية بالمملكة شملت مواقع البحيرات القديمة في صحراء النفود وصحراء الربع الخالي إلى جانب مواقع أخرى ارتبطت بتواجد الإنسان خلال فترة ما قبل التاريخ.

ويتناول مشروع الجزيرة العربية الخضراء يتناول العلاقة بين التغييرات المناخية التي تعرضت لها شبه الجزية العربية على مر العصور وبين بداية الاستيطان البشري في البلاد وهجرة البشر إليها عبر قارات العالم القديم، حتى الآن، حيث كشفت الدراسات عن أدلة على وجود مئات البحيرات، والأنهار، والغابات، والكائنات في أنحاء الجزيرة، وقد نشأت حولها العديد من الحضارات المتعاقبة.