قصة طفلة عانت قِصر ساقها وكيف نجت من البتر في اللحظات الأخيرة

الإثنين ٧ مايو ٢٠١٨ الساعة ٦:١٧ مساءً
قصة طفلة عانت قِصر ساقها وكيف نجت من البتر في اللحظات الأخيرة

أثارت إحدى الحالات المرضية النادرة لطفلة بريطانية حالة جدل واضح بين الأوساط الطبية في أميركا والمملكة المتحدة، خاصة بعد أن فشل الأطباء ببريطانيا في التشخيص الصحيح للحالة، ليصلوا بها في النهاية إلى أسوأ خيار، كاد يذهب بساقها بالكامل.
أبرزت صحيفة ديلي ميل البريطانية حالة الطفلة كيرا وريل، والتي تبلغ من العمر 7 سنوات فقط، وتعاني من عيب خُلقي نادر في عظام الفخذ، وهو ما دفع المستشارين الطبيين في هيئة الخدمات الصحية القومية في بريطانيا، للاعتقاد بأن العلاج الأمثل لتلك الحالة هو بتر الساق بشكل كامل، خاصة وأن هذا العيب قد يؤدي إلى شبه إعاقة للفتاة عن بلوغها سن الرشد.
كيرا ترتدي ساقًا صناعية منذ ولادتها، حيث يعمل هذا الطرف على جعل القدمين في نفس الطول والمستوى، غير أن حالة الطفلة وصلت لوقت يُحتم على الأطباء اتخاذ قرار بشأن المرحلة التالية من علاجها.
حالة كيرا إذا استمرت دون علاج قد تتسبب في أن تكون القدم اليسرى أقصر بمقدار بعض السنتيمترات من اليمنى، وهو الأمر الذي سيؤدي حتميًا لحالة من الإعاقة تظهر علاماتها أثناء المشي والجلوس.
وقالت فيرجال مونسيل، استشاري العظام في مستشفى بريستول للأطفال: “إنها لا تمتلك الخبرة الكافية لجعل ساق كيرا الأيسر أطول، والخيار الوحيد الذي يمكن أن توفره الهيئة الصحية في بريطانيا هو بتر فوق الركبة واستبدال الساق بطرف اصطناعي أكبر”.
خيار البتر الذي وضعه الأطباء المُعالجين لحالة الطفلة كيرا، لاقى استهجانًا واسعًا في الأوساط الطبية الأميركية، والتي اعتبرت هذا القرار إشارة واضحة على ضعف الخبرات البريطانية في التعامل مثل هذه الحالات، حيث قال الجراح الأميركي درور بالي، والذي يعمل في مركز بالي الطبي بالولايات المتحدة، إن حالة الطفلة البريطانية تبدو أقل تعقيدًا مقارنة بالعديد من الحالات التي يشهدها مركزه الطبي في أميركا، والذي يعالج 3 آلاف حالة مشابهة لكيرا في الوقت الحالي.
وأخبر الدكتور بالي أهالي كيرا وريل، والتي ولدت بحالة نادرة من عيوب العظام الخُلقية، أن علاجها بسيط وحالتها لا تستدعي البتر إطلاقًا”.
وأشار الدكتور بالي إلى أن معدل نجاحه في العمليات المماثلة تبلغ 98 %، وأن حالات الفشل في تلك العمليات غالبًا ما يتعلق بوضع الركبة أو الفخذ، إلا أن التقنيات الحديثة في الولايات المتحدة استطاعت أن توفر نمطاً علاجيًا أكثر أمانًا وقدرة على تجنب الأغراض الجانبية.
وكشفت تلك الحالة المرضية مشكلة واضحة في بريطانيا بالتعامل مع تلك الحالات، والتي كانت الهيئة الصحية القومية في الماضي تكتفي بإرسال تلك الحالات للعلاج بالخارج، وهو الأمر ما أثار تساؤلات حول أساليب العلاج والتشخيص في البلاد.