مؤتمر وزراء الأوقاف: ولاية الفقيه والإرهاب أبرز تحديات الدول الإسلامية

الأحد ١٣ مايو ٢٠١٨ الساعة ٤:٢٦ مساءً
مؤتمر وزراء الأوقاف: ولاية الفقيه والإرهاب أبرز تحديات الدول الإسلامية

عبر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، عن سعادة وسرور منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لانعقاد الدورة الحادية عشرة للمجلس في مكة المكرمة هذه الأيام .. لافتاً إلى أن المؤتمر والمجلس يحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ــ أيدهما الله ــ.
وأبان معاليه ــ في تصريح له بعد ختام الجلسة الافتتاحية للمجلس ــ أن انعقاد هذه الدورة هو تمهيد وتحضير للمؤتمر العام الكبير الذي تشارك فيه كل الدول الإسلامية ، البالغ عددها (57) دولة ، ممثلة في منظمة التعاون الإسلامي ، وهذه الدورة لها أهمية خاصة في المجلس ، ويظهر ذلك من حجم التحديات المعاصرة .


واسترسل الوزير قائلاً : إن وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أمامها تحديات كبيرة ، وهي تحديات فكرية عقدية دينية على جميع المجالات ، فالمجتمعات المسلمة السنية لديها إشكالات كبيرة في وجود حراك لتنظيم ، أو لنظام ولاية الفقيه في إيران ، حراك للتأثير على المجتمعات السنية الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي لتغيير هويتها السنية إلى هوية أخرى ، وإنشاء مليشيات في كل بلد ، وهذا تحد كبير ، وهذا الحراك من تنظيم ولاية الفقيه في إيران، ومن التنظيمات المصاحبة لهم هذا الحراك سياسي وعسكري ولكنه فكري وعقدي ؛ ولذلك منوط بوزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في دول العالم الإسلامي الكثير من الجهد لمواجهة العقيدة بالعقيدة ، وترسيخ عقيدة أهل السنة والجماعة في مجتمعات أهل السنة والجماعة ، والحذر والانتباه ووضع الخطط للوقوف بحوائط سد قوية من تسلل مذاهب أخرى لمذاهب أهل السنة والجماعة .
وأضاف آل الشيخ : أما التحدي الآخر في هذا الوقت بالذات تحدي التكفير والتفجير والإرهاب ، وما زالت براثن وويلات الجماعات التكفيرية الضالة ، وجماعات الإرهاب تمارس دوراً هنا وهناك في العالم الإسلامي ، سواء في السعودية ، أو في الشام والعراق ، أو في مصر ، أو في المغرب العربي ، أو في بعض الدول الإفريقية ، عبر تنظيمات القاعدة ، وداعش ، وبوكو حرام ، وأسماء كثيرة متنوعة ، فالتحدي لمواجهة الفكر أن يتغلل في الشباب لا يزال حاضراً ، وهذا الموضوع سبق أن ناقشناه في مؤتمرات سابقة اتخذت عليه الكثير من القرارات والخطط عملت بها الوزارات ونشطت على مدى عشرين سنة لمواجهة هذا الفكر .


وأشار آل الشيخ، إلى توغل تلك الجماعات ــ اليوم ــ في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد ، مبيناً أن هذا المستجد كان من اللوازم أن يبحث من جديد ولذلك بحث المجلس التنفيذي هذا الأمر اليوم ، واتخذ فيه توصية بضرورة إعادة النظر في كل القرارات السابقة لمؤتمر وزراء الأوقاف ، وتوصيات المجلس التنفيذي السابقة ، وإضافة المزيد مما استجد لأن مواجهة الإرهاب ، والتكفير ، والجماعات الضالة هو قديم حديث ومتجدد ، فلا بد أن تكون عندنا أطروحات متجددة ووسائل متجددة ، ولذلك المؤتمر الذي سيعقد العام القادم ــ إن شاء الله ــ سيكون أمام أجندة كاملة حول المستجدات .. مشيراً إلى المؤتمر الذي عقد في المملكة عام 2009م ، بمشاركة وزراء الأوقاف كان عن الوسطية ومواجهة الإرهاب ، وكان فيه توصيات ، والآن نحن بعد عشر سنوات تقريباً يجب أن يكون هناك تجديد لوسائل المواجهات وتقييم الماضي والجديد .
وفي نهاية تصريحه ، أبان آل الشيخ أن المجلس التنفيذي في دورته هذه ناقش الكثير من الموضوعات التي تهتم بها وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف ، وهي موضوع تأهيل منسوبي المساجد ، واستدامة تأهيل الخطيب ، واستدامة تأهيل الإمام ، وأيضاً إعادة النظر وتجديد خطط التعريف بالإسلام في المجتمعات غير الإسلامية ، خطاب غير المسلمين بالإسلام ، وتجديد أولوياته ، وتجديد فكرته إلى آخره .. مؤكداً معاليه على وجوب أن نعمل سوياً لضمان المحافظة على هذا الدين نقياً صافياً كما كان ، وأن لا يخترق هذا الدين من أي فكر ضال لتشوية صورته وحرف المسلمين عنه أو تشوية صورته لدى غير المسلمين .