إعلامي هولندي لـ”المواطن”: قطر حاولت التسلل من نافذة الرياضة وتحويل كأس العالم لسلاح سياسي مرفوض

الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٣:١٧ صباحاً
إعلامي هولندي لـ”المواطن”: قطر حاولت التسلل من نافذة الرياضة وتحويل كأس العالم لسلاح سياسي مرفوض

اعتبر الإعلامي الرياضي الهولندي، العامل في مؤسسة يوهان كرويف، هينك فان ران أنَّ العلاقة بين السياسة والطبقة السياسية والرياضة، تختلف من الدول الديمقراطية المتقدمة ذات التقاليد عن الدول والنظم السياسية الحديثة من حيث توظيف الرياضة في السياسة وحدوده، بين كلا النمطين من النظم السياسية.

الدوحة تلعب على وتر التمويل لكسب التأييد:

وأوضح فان ران، في حديث خاص إلى “المواطن“، أنَّه “في الديمقراطيات الغربية الأكثر تطورًا، الحق في الرياضة لجميع المواطنين، من حيث توفير الرياضة للجميع بلا تمييز، ووفق اختيارات المواطنين، فالرياضة جزء من نمط الحياة اليومية في هذه المجتمعات، ومن الصحة الفردية والعامة للمواطن. في حين أنَّ بعض النظم السياسية الحديثة، تتخذ من الرياضة وسيلة لمآرب أخرى، ومن ذلك ما تفعله حكومة الدوحة، عبر آلتها الإعلامية الرياضية، التي تحتكر البث، وتلعب على وتر التمويل، بغية الحصول على مواقف سياسية مؤيدة لسياساتها المتهمة بدعم الإرهاب”.

تسلل من نافذة الرياضة:

ورأى الإعلامي الهولندي فان ران، أنَّ شبكات قطر الإخبارية فقدت الكثير من مصداقيتها على المستوى الشعبي، لاسيّما في الجانب السياسي، وهو ما دفعها إلى التسلل من نافذة الرياضة، لكسب التأييد بعد مقاطعتها لدعمها الإرهاب، وذلك عبر القناة الناقلة لمباريات فيفا كأس العالم 2018 المقامة في موسكو، متناسية أنَّ عقد القناة ممكن أن يوقف وفورًا من طرف الاتحاد الدولي للكرة، بسبب إقحام السياسة بهذه الصورة في الإعلام الرياضي.

سقطة ومخالفة صريحة لقانون الفيفا:

وأشار إلى أنَّه “هناك تمايز بين السياسة والرياضة وفرقها وبطولاتها ونجاحاتها، وبين العمل السياسي في الأطر الديمقراطية وقواعد عملها، بحيث لا تؤثر الرياضة في العمليات السياسية، والمنافسة الحرة بين الأحزاب والسياسيين، ولا تؤثر الهزيمة أو النصر على مآلات العمليات السياسية، وشعبية الطبقة السياسية الحاكمة، إلا نادرًا واستثناء، وهو ما أغفلته الدوحة، في عرضها الذي أخذ طابعًا سياسيًّا، ضد المملكة العربية السعودية، ولم تراعِ أنهم عندما حصلوا على حقوق البث كانوا يمثلون كل العرب، وليس قطر، وسقطوا سقطتهم في مخالفة صريحة للقانون الذي وضعه الاتحاد الدولي لكرة القدم”.

وبيّن فان ران، في حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “قطر أحرقت طوقًا كان يمكنه أن يفتح بابًا للتسامح، إلا أنّها خلطت الرياضة بالسياسة، بداية بمحاولة غرز الكراهية والبغضاء بين البلدان العربية عند التصويت على استضافة كأس العالم 2026، والنهاية باستغلال هزيمة المنتخب السعودي بخمسة أهداف، متناسية هزيمة البرازيل قبل سنوات قليلة بسبعة أهداف من ألمانيا”.

النقل المباشر ليس سلاحًا سياسيًّا مفتوحة فوهاته:

وشدّد على أنَّ “كأس العالم لكرة القدم ليس ساحة للصراع، والنقل المباشر للمباريات ليس سلاحًا مفتوحة فوهاته، المهم في كل ما يحدث حول من له حق البث؟ ومن الذي يجب أن يتعاقد الاتحاد الدولي لكرة القدم معه”، لافتًا إلى أنَّ “النظم السياسية الحديثة، يختلف وضع الرياضة فيها، لاسيما العلاقة مع السياسة، ومع رسوخ التقاليد الديمقراطية يتراجع نسبيًّا هذا الدور للرياضة في السياسة، وهو ما تفتقر له الدوحة في رؤيتها لمحيطها الإعلامي والرياضي والعربي السياسي”.

وأوضح فان ران، في ختام حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “الرياضة عمومًا، لاسيما كرة القدم، تشكل أحد مصادر التعبئة الوطنية والاجتماعية، وإحدى قنوات استقطاب الاهتمامات العامة للجماهير خارج المجال السياسي، لذا يستخدم الحكام الديكتاتوريون والتسلطيون أمثال حكام قطر الرياضة وكرة القدم تحديدًا في الترويج لشعبيتهم ومحاولة وقف تدهورها في بعض الأحيان”.