بالقرب من حدائق طاغور .. ديوان المقالح الجديد معايدة أدبي الباحة

الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٨ الساعة ١٢:٣٨ مساءً
بالقرب من حدائق طاغور .. ديوان المقالح الجديد معايدة أدبي الباحة

يصافح نادي الباحة الأدبي عشاق الحرف في هذا العيد بإصدار ديوان شعري زاخر للمفكر والشاعر اليمني الدكتور عبدالعزيز المقالح بعنوان “بالقرب من حدائق طاغور”.
ونجح نادي الباحة الأدبي في إعادة الوهج لأحد أهم الأسماء في محيطنا العربي مكرساً لحضوره النشط في مجال التأليف بهذا الإصدار الهام  ومعززاً بذلك ريادته في استقطاب الأسماء الوازنة عطاء ورؤية بطباعة نتاجهم الأدبي والمساهمة في رفد المكتبة العربية به .
وفي هذا الديوان يواصل المقالح تأملاته محاولاً تجميل وجه الحياة البائس في أرض اليمن بالقصيدة التي تبدو قريبة من الأشياء، وإن ابتعدت عن التأنق الزائد والإنشاد التطريبي.
ولم يتخل المقالح في هذا الديون عن غنائيته الموجعة والمبقعة بحروق النفس التي تركها الواقع اليمني المرتبك ذاهباً نحو البوح الشهي عن رؤاه التي تكشف عن ألم طال الشعر الذي توارى خلف ركام الأزمنة الشقية التي تجثم فوق صدر الإنسان اليمني فتفقده الاتزان والقدرة على رؤية الأشياء التي يحب في زمن يخلو من الشعر والشعور.
يبدو عبدالعزيز المقالح في هذا الديون (بالقرب من حدائق الشاعر الطاغور) حيث لا يجد الراحة ويتعطش دوماً إلى الأشياء البعيدة المنال في حين تهفو ، روحه وتتوق إلى لمس طرف المدى كما هي حال طاغور تماماً
ويواصل المقالح في ديوانه استحضار الرموز كما هي عادته حين تتقاطع حالته مع أحدهم ليأتي بالشاعر ابن الرومي حيث تتلاقى روح المقالح المضطربة جراء واقع سوداوي مريع ومظلم مع مسحة التشاؤم الهائلة التي كست روح ابن الرومي وصبغت رؤيته للحياة ليحضر كرمز شكلت شاعريته ورؤاه منهجاً خاصًا وخلقت حالة فريدة.
يبدو المقالح في هذا الإصدار مملوءًا بالتيه حتى عن عشقه الشعر ومكتوياً بنار القصيدة التي لا تجيء مستحضراً حالة (جودو) الذي يُنتظر طويلاً دون أن يأتي فيرتد إلى حالة من النكوص عاجزاً عن الاهتداء لمملكة الشعر في حالة تفضي الإفصاح عن حقيقة يشعر بها :” إننا نعيش زمن وغد …بلا شعر” مطالباً بإبعاد الشعر عنه كما في قصيدة (ابعدوا الشعر عني) في حالة تعبر عن ملحمة التوهان والانفصام الروحي المريع عن الشعر الذي يعشق .
ولا ينسى المقالح صنعاء مدينته الأثيرة التي تحيط بها أحراش الخوف الذي يتمدد فيحكي طرفًا من (يوميات الخوف الصنعاني) وأحزان المقاهي الخاوية من عشاقها في قصيدة ( أحزان المقهى المتقاعد) مجسدًا صورة صنعاء المظلمة وليلها البهيم المثقل بالرعب.
كما يعرج على السبعين التي يناهزها عمرًا معبرًا عن أوجاعها بلغة تلمس في أتونها كافكاوية ظاهرة وبذلك يواصل المقالح بهذا الإصدار حضوره الألق كشاعر ومفكر.
يشار إلى أن من جديد إصدارات النادي التي سيدفع بها لمكتبته كتاب أبحاث في التاريخ الجغرافي للقرآن والتوراة ولهجات أهالي الجحاز للدكتور أحمد قشاش والذي يكشف حقائق مذهلة عن المسرح الحقيقي لقصة سيدنا إبراهيم وذريته وموسى عليه السلام، وديوان الشاعر المبدع محمد أبو شرارة (السماوي الذي يغني) وكتاب القصة النسائية القصيرة في الأدب السعودي للناقدة أميرة حميد الغامدي لتنضم إلى 228 إصدارًا قدمها النادي للمكتبة العربية تصدر بها الساحة على مدار أربع سنوات في عدد الإصدارات على مستوى المملكة وفاز منها 16 إصدارًا بجوائز محلية وعربية.