كواليس فيديو جيزاني

الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٨ الساعة ١١:٠١ مساءً
كواليس فيديو جيزاني

وصلني ووصلك المقطع.. شاب يدفع سريرًا به أمه المسنة المريضة، ومعها المرافقون، مناشدًا الجميع بإيجاد الحل، مرددًا بأن المستشفى والقائمين عليه قد طردوه وطلبوا منه مغادرة الطوارئ ولم يقدموا له العلاج.. ناهيك عن سوء المعاملة كما يقول، لسبب بسيط وهو عدم توفر سرير، ملاحقًا بكاميرا التليفون كل من في الطوارئ موثقًا معاناته صوتًا وصورة.

وزاد الطين بلة أن من أرسل الفيديو بالواتساب وضع تعليقًا.. هذه صحة جازان وهذه كوارثها.. مع العلم أنه لم يرَ جازان وأهلها الطيبين سوى في أحلامه، وعلى مبدأ “من سبق لبق” لم يملك الكثير سوى التصديق؛ ومن ثم التعاطف مع الحالة وبث شكواهم وحزنهم، سائلين الله صلاح حال الصحة الجيزانية واللطف بالعباد.

أما ما لم يتم تصويره ولم ينشر إلا بعد الهنا بسنة فهو أن المريضة زارت الطوارئ قبل الحادثة بأيام، وتم تقييم حالتها من الفريق الصحي وأخذت العلاج اللازم وغادرت المستشفى حسب توصية الفريق الصحي، ليتم تقديم الشكر بطريقة مبتكرة، وذلك بالبصق على الطبيبة المعالجة ليكتفي المستشفى بعمل محضر!!

وبعدها بيومين عادت المريضة مرتين في يوم واحد للطوارئ بالهلال الأحمر، وقد أعطيت الدواء، ولم تكن حالتها تستدعي التنويم؛ فغادرت إلى منزلها حسب توصيات الفريق المعالج، وفي اليوم التالي حضرت المريضة للطوارئ، وتم عمل اللازم، وطلب من الأهل الانتظار؛ حتى يتوفر سرير لإكمال باقي الفحوصات السريرية ومن ثم تنويمها، لكن المطالب تغيرت، ولعل أبرزها التحويل لمستشفى خاص (وهذا حق للمريض متى استوفت الشروط)، لكن المرافق رأى أن أيسر السبل وأسهلها هي تصوير فيديو والفضيحة ورفع الصوت.

وربما من وجهة نظر المرافق أن تلك أفضل وأقوى وأسهل السبل لنيل بعض الحقوق، كيف لا وكل ما في الأمر هو محضر وربما صلح إن لم يطلب من الفريق الصحي الاعتذار كما جرت العادة!

لك الله أيها الفريق الصحي الذي قام ومن منطلق الإنسانية والمهنية وحرصًا على صحتها باللحاق بالمريضة وإعادتها إلى الطوارئ وعمل اللازم ليتضح عدم الحاجة للتنويم لتغادر المستشفى.

وبعد هذه الأحداث لم يظل في ذاكرة الأغلبية سوى تقصير المستشفى وقلة الخدمات الصحية!!.. تُرى لو تم إبلاغ الشرطة بحادثة البصق ونشرها في الإعلام هل ستتغير الصورة؟! وهل سيجرؤ على مهاجمة الفريق الصحي مرة أخرى؟! وهل سيجد ولو بعض التعاطف؟!

والأمر الآخر من أباح له ولأمثاله أن يدور بجواله ويصور الفريق الصحي رجالًا ونساءً، متهمين وأبرياء ويقوم بنشرها دون رادع أو خوف؟ كيف لا ومن أمن العقوبة…، وأخيرًا وليس آخرًا لو أنه في طوارئ التخصصي أو الحرس أو العسكري هل سيرفع صوته ويهاجم ويصور؟!

بقي أن نشارك إدارة المستشفى وإدارة الشؤون الصحية بأي منطقة عجزها عن الرد أو التصريح لفقرهم لصلاحية الرد أو النفي أو التوضيح وحتى الشجب والاستنكار، وعليه لا تثريب على صمتهم ولا حرج على تقصيرهم في معالجة الأمر مباشرة قبل انتشار المصيبة، فإدارات الإعلام والعلاقات العامة بالمديريات لا حول لها ولا قوة، وليس لهم إلا الصبر.

بقي أن نؤمن بأن جازان بها مستشفيات جيدة وبها كوادر ممتازة جدًّا، وندرك أن هناك بعض الغزارة في الخدمات، لكن الكثير من سوء التوزيع.

وكم أتمنى أن يعاد النظر في العديد من مستشفيات الخمسين سريرًا بالمنطقة والاستفادة منها بالطرق المثلى، وتخصيص الملك فهد ومحمد بن ناصر للحالات المستعصية وجعل طوارئها للحالات الطارئة وليست للزكام، ودعم مراكز الرعاية الأولية.. وإلى أن يتم ذلك أكثروا من الدعاء.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • ابو خالد

    صباح الورد دكتور حسن

    هل تعتقد خدمات مستشفى الحرس او التخصصي تُضاهي خدمات المستشفيات في منطقة جازان

    للاسف انت كنت تردد كلام ادارة العلاقات في صحة جازان ولم تقف على الحالة
    هل تعتقد بان المريض ياتي المستشفى لكي يُثير المشاكل مع الطاقم الطبي او الاداري في المستشفيات وماذا يعني بان المريض ياتي في اليوم مرتين لطوارى المستشفى هل تعتقد لتغيير الجو ام بانه لحاجة علاجه وبان حالته تستدعي ذلك

    ولك تحياتي

  • عبدالعزيز

    طيي اللي طؤدت من المستشفى وولدت في سيارة زوجها ايش تقول عنه

  • ام سلطان

    الأجر عند الله مايضيع احصاه الله ونسوه الناس
    وكل مريض يجي المشفى يشوف انه هو الأولى وأن حالته هي الأهم

  • د.عبدالعزيز

    لو يحاسب من يستغل وسائل الاعلام ويقوم بالتشهير ثم يكتشف انه مخطئ ثم يعاقب ويعلن عقابه كما أعلن وشهر لتوقفت تلك الحالات.

    مثال وان كان مختلف .. فقط للقياس ..
    في عهد الملك فيصل رحمه الله كثرت السرقات والسطو والاعتداء من بعض اليمنيين
    فقبض على بعضهم وحوكموا وقتلوا وصلبوا في الصفاة فترة
    ولم يسمع بعدها بحالة سطو واحدة.

  • محمد حسن

    (….أما ما لم يتم تصويره ولم ينشر إلا بعد الهنا بسنة فهو أن المريضة زارت الطوارئ قبل الحادثة بأيام، وتم تقييم حالتها من الفريق الصحي وأخذت العلاج اللازم وغادرت المستشفى حسب توصية الفريق الصحي، ليتم تقديم الشكر بطريقة مبتكرة، وذلك بالبصق على الطبيبة المعالجة ليكتفي المستشفى بعمل محضر!!……)

    شكرا د. حسن

  • علي احمد

    مقال جميل وتحليل شبه منطقي
    لانه يحمل الكثير من المجاملات للكادر الطبي قد تكون بسبب انتمائك لهذا المجال
    لكن لابمكن هضم حقوق المرضى التي هي اصلاً قد ماتت وانتهت صلاحياتها في مستشفيات المنطقه
    لكن الاسئلة البسيطة التي تطرح نفسها ؟
    لماذا لم يتم التفاعل مع الحالة الا بعد التصوير ؟
    ولماذا المدير المناوب كان يتهرب من واجبه ومن الكاميرا ؟
    ولماذا لم يتم تنويم قبل هذه الهالة الاعلامية ؟
    وكيف تم توفير سرير باسرع وقت بعد التصوير ؟ هل تم استأجاره من مستشفى قريب ؟
    ولما انت لم تكتب عن الحالات المزرية بمستشفيات المنطقة بكل شفافية ؟
    ولماذا قارنت بين التخصصي او العسكري او فهد بمستشفى الحادثه ؟
    اليس من حق ابناء المنطقة استخدام كاميرات جوالاتهم لفضح اسوأ الخدمات المقدمه لهم ؟
    وللعلم الان اصبحت الكاميرات هي الوسيلة الوحيده للدفاع عن حقوق المساكين .
    ولماذا وانت من ابناء المنطقه وقريب من كبار المسؤولين بقطاع الصحة لم تنقل معاناة ابناء منطقتك لهم ؟ واكيد لديك الكثير من المقترحات التي قد تساهم في الرقي بهذا القطاع المهم .
    بارك الله فيك د/ حسن
    ولماذا

  • فيصل ابوتركي

    اخي العزيز د حسن

    كما تعلم ان هناك حقوق للمريض وهناك حقوق للكادر الصحي ولابد للقانون ان يسود على الجميع .

    السؤال الجوهري هل تم دعم مستشفيات المنطقة لتواكب تطلعات المواطنين والمقيمين من الخدمات الصحية وكذلك تحقيق رؤية القيادة
    ام ان الموضوع شيل فلان وحط علان
    اما عن جدوى العلاقات العامة فاظن انها اجهضت من زمان والدور صار مركزي عند مشعل الربيعان المتحدث الرسمي فقط

    نامل في قادم الايام ان تتغير الطريقة التي تدار بها جميع مستشفيات ومراكز وزارة الصحة
    تحياتي لك ?

  • عجب بن هادي

    أخي الفاضل الدكتور حسن
    هل قمت بالتواصل مع الطرف الآخر واخذت اقواله
    اتمني ذلك وعدم وجود رد من وزاره الصحه يوكد صحه ادعاء المواطن نتمنى لك ولاهلنا في جازان التوفيق والنجاح دوما
    ولاكن نتمنى من وزاره الصحه المتابعه والاشراف