استعاد الموساد ساعته.. معلومات مثيرة عن إيلي كوهين الجاسوس الإسرائيلي الأخطر

الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٨:٠٦ مساءً
استعاد الموساد ساعته.. معلومات مثيرة عن إيلي كوهين الجاسوس الإسرائيلي الأخطر

استرجع جهاز الموساد التابع للاحتلال الإسرائيلي عن طريق عملية خاصة، ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في العاصمة السورية دمشق عام 1965.

وقال رئيس الموساد يوسي كوهين: “لن ننسى إيلي كوهين أبدًا.. تراثه الذي يتميز بالإخلاص وبالحزم وبالشجاعة وبحب الوطن هو تراثنا.. نحن على اتصال دائم وحميم مع زوجته وعائلته.. إيلي ارتدى ساعة اليد هذه في سوريا حتى يوم إلقاء القبض عليه وكانت الساعة جزء من هويته العربية المزيفة”.

من هو إيلي كوهين؟

إيلي كوهين اسمه بالكامل الياهو بن شاؤول كوهين من مواليد 26 ديسمبر 1924 وأعدم في 18 مايو 1965، وهو يهودي ولد بالإسكندرية التي هاجر إليها أحد أجداده سنة 1924.

ومن المعروف أن إيلي كوهين عمل في مجال التجسس في الفترة 1961- 1965 في سوريا، حيث أقام علاقات وثيقة مع التسلسل الهرمي السياسي و‌العسكري وأصبح المستشار الأول لوزير الدفاع.

وكشفت سلطات مكافحة التجسس السورية في نهاية المطاف عن مؤامرة التجسس، واعتقلت وأدانت إيلي كوهين بموجب القانون العسكري قبل الحرب، وحكمت عليه بالإعدام في 1965.

وقيل إن المعلومات الاستخبارية التي جمعها إيلي كوهين قبل إلقاء القبض عليه كانت عاملًا هامًّا في نجاح إسرائيل في حرب 1967.

بداية إيلي كوهين التجسسية:

انضم إيلي كوهين في عام 1944 إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية وبدأ متحمسًا للسياسة الصهيونية تجاه البلاد العربية.

وبعد حرب 1948، أخذ إيلي كوهين يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين. وبالفعل، في عام 1949 هاجر أبواه وثلاثة من أشقائه إلى إسرائيل بينما تخلّف هو في الإسكندرية.

وقبل أن يهاجر إيلي كوهين إلى إسرائيل، عمل تحت قيادة إبراهام دار وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود علي الهجرة وتجنيد العملاء، واتخذ الجاسوس اسم جون دارلينج وشكّل شبكةً للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشآت الأميركية في القاهرة والإسكندرية بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأميركية.

أما في عام 1954، فتم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة لافون.

وبعد انتهاء عمليات التحقيق، كان أيلي كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءة صفحته إلى أن خرج من مصر عام 1955، حيث التحق هناك بالوحدة رقم 131 بجهاز الموساد ثم أعيد إلى مصر، ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956.

تجنيد إيلي كوهين في إسرائيل:

وبعد الإفراج عنه، هاجر إيلي كوهين إلى إسرائيل عام 1957 حيث استقر به المقام محاسبًا في بعض الشركات وانقطعت صلته مع الموساد لفترة من الوقت، ولكنها استأنفت عندما طرد من عمله وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل عراقي عام 1959.

ورأت المخابرات الإسرائيلية في إيلي كوهين مشروع جاسوس جيد فتم إعداده في البداية لكي يعمل في مصر، ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت، ورأى الموساد أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق.

وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد، ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية؛ لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية وكان طالبًا في جامعة الملك فاروق وترك الدراسة فيها لاحقًا.

ورتبت المخابرات الإسرائيلية للجاسوس إيلي كوهين قصة ملفقة يبدو بها سوريًا مسلمًا يحمل اسم كامل أمين ثابت هاجر وعائلته إلى لإسكندرية ثم سافر عمه إلى الأرجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947. وفي عام 1952، توفي والده في الأرجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة أشهر وبقي كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة.

وتم تدريب إيلي كوهين على كيفية استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكي والكتابة بالحبر السري، كما راح يدرس في الوقت نفسه كل أخبار سوريا ويحفظ أسماء رجالها السياسيين والبارزين في عالم الاقتصاد والتجارة مع تعليمه القرآن وتعاليم الدين الإسلامي.

وفي 3 فبراير 1961، غادر إيلي كوهين إسرائيل إلى زيوريخ، ومنها حجز تذكرة سفر إلى العاصمة التشيلية سانتياغو باسم كامل أمين ثابت، ولكنه تخلف في بوينس آيرس، حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا لكي يدخل الأرجنتين بدون تدقيق في شخصيته الجديدة.

وفي الأرجنتين استقبله عميل إسرائيلي يحمل اسم أبراهام، حيث نصحه بتعلم اللغة الإسبانية؛ حتى لا يفتضح أمره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الإسبانية، وكان أبراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب أن يعرفه لكي ينجح في مهمته. وبمساعدة بعض العملاء تم تعيين كوهين في شركة للنقل وظل كوهين لمدة تقترب من العام يبني وجوده في العاصمة الأرجنتينية كرجل أعمال سوري ناجح فكون لنفسه هوية لا يرقى إليها الشك.

تجسس إيلي كوهين:

وبعدها أعلن كوهين أنه قرر تصفية كل أعماله العالقة في الأرجنتين ليظل في دمشق مدعيًا حب الوطن، وبعد أقل من شهرين من استقراره في دمشق، تلقت أجهزة الاستقبال في الموساد أولى رسائله التجسسية التي لم تنقطع علي مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، بمعدل رسالتين علي الأقل كل أسبوع.

وفي الشهور الأولى تمكن إيلي كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة مع ضباط الجيش والمسؤولين الأمنيين وقيادات حزب البعث السوري. وكان من المعتاد أن يزور أصدقاءه في مقار عملهم، وكانوا يتحدثون معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل ويجيبون على أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميج أو السوخوي، أو الغواصات التي وصلت حديثًا من الاتحاد السوفيتي أو الفرق بين الدبابة ت-54 وت-55 وغيرها من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس.

سقوط إيلي كوهين:

في عام 1965، وبعد 4 سنوات من العمل في دمشق، تم الكشف عن كوهين عندما كانت تمر أمام بيته سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السوري، وعندما ضبطت أن رسالة مورس وجهت من المبنى الذي يسكن فيه حوصر المبنى على الفور، وقام رجال الأمن بالتحقيق مع السكان ولم يجدوا أحدًا مشبوهًا فيه، ولم يجدوا من يشكّوا فيه في المبنى إلا أنهم عادوا واعتقلوه بعد مراقبة البث الصادر من الشقة.

وفي رواية وهي الأقرب أن إيلي كوهين كان يسكن قرب مقر السفارة الهندية بدمشق وأن العاملين بالاتصالات الهندية رصدوا إشارات لاسلكية تشوش على إشارات السفارة وتم إبلاغ الجهات المختصة بسوريا التي تأكدت من وجود رسائل تصدر من مبنى قرب السفارة، وتم رصد المصدر وبالمراقبة تم تحديد وقت الإرسال الأسبوعي للمداهمة وتم القبض عليه متلبسًا وقبض على كوهين وأعدم في ساحة المرجة وسط دمشق في 18 مايو 1965.

الرواية المصرية لسقوط إيلي كوهين:

أما تقارير المخابرات المصرية فأكدت أن اكتشاف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في سوريا عام 1965 كان بواسطة التعاون مع المخابرات السورية وفي نفس الوقت عن طريق الصدفة البحتة، حيث إنه في أثناء زيارته مع قادة عسكريين في هضبة الجولان تم التقاط صور له وللقادة العسكريين معه وذلك هو النظام المتبع عادة لتلك الزيارات وعندما عرضت تلك الصور على ضباط المخابرات المصرية (حيث كان هناك تعاون بين المخابرات المصرية والسورية في تلك الفترة) تعرفوا عليه على الفور، حيث إنه كان معروفًا لديهم لأنه كان متهمًا بعمليات اغتيال وتخريب عندما كان عضوًا في العصابات الصهيونية في مصر.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • طالوت

    زوجته قالت أن هذه الساعه تم شراؤها من أحد المزادات للساعات القديمه ، يعني لا عمليه خاصه ولاهم يحزنون

  • صقر قريش

    استعادو ساعته مبروووك اهم شي تم اعدامه ليكون عبره لكل جواسيس الموساد في الماضي والمستقبل وعاشت الامه