خالد بن سلمان يضع النقاط على الحروف ويحذر : نظام إيران سيدفع الثمن

الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٧:٢١ مساءً
خالد بن سلمان يضع النقاط على الحروف ويحذر : نظام إيران سيدفع الثمن

جاءت تغريدات سفير المملكة لدى واشنطن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان لتؤكد أن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدى فيما تحاول إيران بسط نفوذها ومساندة الميليشيات الإرهابية وتثير النعرات الطائفية في الدول العربية.
تغريدات خالد بن سلمان اليوم تأتي مكملة لمقاله التحليلي الذي نشر الاثنين في صحيفة الشرق الأوسط والذي أكد فيه أن الالتزام بسياسة صارمة لكبح النظام الإيراني، وكل نشاطاته العدوانية، هو ما سيجبر طهران على الامتناع عن هذه التصرفات وليس مجرد الأقوال دون الأفعال.

تكتل عالمي:

شدد سفير المملكة لدى واشنطن على أن مواجهة إيران تحتاج إلى تكتل عالمي :” يجب أن ينضم العالم إلينا لمواجهة النظام الإيراني بجدية وإرادة. يجب أن يعلم النظام في إيران أنه سيدفع الثمن إذا استمر في انتهاك القانون الدولي وواصل تدخلاته في شؤون جيرانه. يجب معاقبة النظام الإيراني اقتصاديًا ودبلوماسيًا مع الحفاظ على جميع الخيارات “على الطاولة” لضمان قوة الدبلوماسية وفعاليتها، وهو ما يلزم علينا دعم مؤسسات الشرعية في دول المنطقة – في اليمن والعراق وغيرها – في الوقت الذي تحارب فيه هذه الدول وكلاء إيران الإرهابيين.”

التحدي الأكبر:

وضع الأمير خالد بن سلمان الدول العربية أمام تحد كبير إما المشاركة في مواجهة إيران أو القبول بالمهانة ومحاولة استرضاء نظام الملالي :” أمام العرب، كل العرب، خيار تاريخي اليوم إما القبول بأن يكون العرب حطباً في مشاريع الولي الفقيه وأن يقتلوا بعضهم بعضاً من أجل أحلام طهران العبثية، أو أن يلتفتوا لبناء أوطانهم وتعزيز وحدتها واستقرارها، وسنكون إلى جانبهم كما كنّا دائماً.”

تغيير مجرى التاريخ:

وفي مقاله التحليلي شدد الأمير خالد بن سلمان على أنه يجب تغيير مجرى التاريخ حتى لا يجد العالم نفسه أمام سيناريو يشبه ما حدث عام 1938 : “وحيث اتضح جليا للمجتمع الدولي فشل سياسة استرضاء إيران في تغيير تصرفاتها، فيتعين علينا النظر إلى أوجه التشابه العديدة والمثيرة للقلق بين عامي 2018 و1938 وذلك لكي نستفيد من دروس التاريخ وعبره في التعامل الدولي مع الخطر الداهم المتمثل بأنشطة النظام الإيراني التوسعية ورعايته للإرهاب.”

إيران سبب أزمات الشرق الأوسط:

وشدد سموه على أن التوسع الإيراني سبب معظم الأزمات التي تعيشها المنطقة :” إن سياسة التوسع الإيرانية تؤجج وتغذي معظم أزمات الشرق الأوسط، من الصراع الطائفي الذي يثير الجار ضد جاره، إلى الميليشيات التي تهشّم المؤسسات الشرعية للدول، والقوى الإرهابية التي تقتل الأبرياء رجالًا ونساءً وأطفالًا.”

واستعار سموه تصريح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الذي قال فيه : “أينما تنظر، إن كان هناك مشاكل في المنطقة، فإنك ستجد إيران”.

تصدير الثورة:

واستطرد سموه : هذا التهديد الذي تشكّله إيران اليوم متغلغل في جذور النظام الإيراني، فالدستور الإيراني يدعو إلى نشر الثورة الإيرانية في العالم ويسمي ذلك جهاداً. ومنذ أيامه الأُوَلى؛ حض الخميني أتباعه على غزو الأراضي الإسلامية وغير الإسلامية على حدٍ سواء. وفي عام 2015؛ أعلن اللواء محمد علي جعفري، رئيس الحرس الثوري الإيراني أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعيش أفضل أيامها. فالثورة الإيرانية تنتشر بسرعة خارج حدود الجمهورية، وتفتح بذات السرعة جبهاتٍ أخرى للثورة، محققة بذلك أهداف [الخميني]”. هذا التصريح صدر خلال فترة التفاوض للوصول للاتفاق النووي وتزامنا مع انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وهو ما يشير إلى حقيقة النظام الذي لا يحترم القانون والأعراف الدولية وبشكل أخص اتفاقياته مع المجتمع الدولي.

اليمن نقطة فارقة:

الأمير خالد بن سلمان أكد أن الفرق بين ما يواجهه النظام الإيراني ووكلاؤه في اليمن، وما واجهه النظام سابقا وهو يمارس تدخلاته العدائية في دول أخرى هو أنه لم يسبق له أن يدفع الثمن على ممارساته العدوانية كما يفترض أن يتم. فقبل خمسة وعشرين عامًا؛ استغل النظام الإيراني الحربٍ الأهليةٍ في لبنان لتثبيت نفوذه وطرد قوات حفظ السلام، إذ قتل 241 من الجنود الأميركيين في ثكنة عسكرية. وفي عام 1996م؛ فجّرت إيران أبراج الخبر في المملكة، متسببة بمقتل 19 فرداً. كما أن أعمال النظام الإرهابية لم تقتصر على منطقتنا فحسب، بل شملت اغتيال قادة للمعارضة الإيرانية في ألمانيا عام 1992، وتفجير مبنى في الأرجنتين في عام 1994، وتضمنت التخطيط لاغتيال السفير السعودي السابق في واشنطن، وزير الخارجية عادل الجبير في عام 2011.

مواجهة قوى الشر:

ولخص سموه موقف المملكة المعروف في مواجهة مخططات إيران بقوله : إن سياسة المملكة العربية السعودية هي مواجهة قوى الشر أينما وجدت وبأي شكل كان، نحن نقاتل بكل قوة تنظيم “داعش” و”القاعدة”، والآيديولوجيات المتطرفة التي تقوم عليهما، ويجب الإشارة إلى أن كلا التنظيمين الإرهابيين يرى أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة هما العدو الرئيسي. وفي الواقع، كان أول إعلان للحرب من أسامة بن لادن في عام 1996 على دولتين فقط – المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. إن حربنا على الإرهاب لا تقتصر على تلك الجماعات لكنها تشمل كل من ينشر التطرف والعنف أو يدعمه، بغض النظر عن طائفته كما هو الحال مع حزب الله والحوثيين.