نورة الأحمري تختصر بحث 14 عامًا بكتاب عبق المكان في بللحمر

السبت ٧ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٨:٠٦ مساءً
نورة الأحمري تختصر بحث 14 عامًا بكتاب عبق المكان في بللحمر

زرع والد الكاتبة والأديبة نورة بنت سعد الأحمري بذرة أدبية في عقل ابنته منذ صغرها، حيث جذبتها كثيرًا القصص التاريخية التي كانت تسمعها من والدها عن الحرب والجوع وكيف كانت عيشة الآباء والأجداد قديمًا ومقارنتها بالحياة الكريمة حاليًّا والفرق الشاسع بين الحقبتين في زمن وجيز، فأخبرت والدها عن نيتها تأليف كتاب عن بللحمر وأصبحت تتوق للجلوس معه للاستماع للمزيد من القصص وتدوينها وربطها ببعضها حتى أصدرت الكتاب بعد رحلة 14 عامًا أطلقت عليه “عبق المكان في بللحمر”.

حكاية الصغر:

وانطلقت نورة منذ صغرها في تدوين حكايات والدها والاستماع للقصص التاريخية، وتوسعت في الأسئلة لتحاول قدر الإمكان فهم جغرافية بللحمر تلك المنطقة المترامية الأطراف التي تزخر بالعديد من العادات والتقاليد ما بين بادية سهول وسراة وتهامة بأنماط الحياة المختلفة والملبس والعرضات والسلاح ونوع المسكن والتصميم والطابع الفني وتناولت جانب من المفردات التي تردد بين أبناء بللحمر وبعض الأمثلة المتداولة إلى وقتنا الحالي.

حاضر يزخر بتاريخ له آثار مشيدة:

وأوردت الأحمري في كتابها عددًا من المواقع التاريخية والأثرية، كوادي عيا والثرمانة معللة الاستشهاد بها بأنها مواقع تزخر بتاريخ حقيقي وآثار ما زالت مشيدة وواضحة المعالم إلى يومنا هذا، وحضارة الشعوب دومًا تقاس بتراثها وآثارها، وفي هاتين المنطقتين المئات من الكنوز الأثرية والتي لو تم الاهتمام بها اهتمام حقيقي سيصنف المكان في المواقع العالمية.

وبما أننا في هذه الفترة الدولة تولى الاهتمام بموروث المكان فكان لابد أن يتم التركيز عليه، وهو ليس انحيازًا بقدر ما أن هذا المكان غني بالآثار التي يجب الاهتمام بها، خاصة وأنه في هذا الوقت القيادة تشجع على إحياء مثل هذه المناطق، فهي منطقة سياحية بالدرجة الأولى.

14 عامًا من البحث حتى خرج الكتاب للنور:

والرحلة الطويلة التي قضتها نورة الأحمري في الجمع والإعداد والتوثيق وتأصيل المعلومات، تمخض بعد رحلة امتدت لأكثر من 14 عامًا في إصدار كتابها “عبق المكان في بللحمر”، وما شجعها أكثر أنه على الرغم من كثرة الكتب التاريخية، إلا أنه لا يوجد كتاب يتحدث عن نمط العمارة في بللحمر على وجه الخصوص والنمط المعماري في الكتاب بصورة مفصلة؛ كون ما تم الإعلان عنه هو فن القط العسيري كوجه عام وتراث ثقافي، بمعني أن في الكتاب صورة مفصلة عن النمط المعماري كاملًا، وللعلم حين تم الإعلان عن التصنيف كان الكتاب في عملية الصف للطباعة بمعنى أنه تم الكتابة عنه قبل الإعلان الرسمي.

الرحالة وبلفرد وما دونه عن بللحمر:

وقالت الأحمري: إن وبلفرد ثيسيجر عمل في السعودية مع منظمة أبحاث الجراد الصحراوي ما بين 1945م حتى 1949م، لاستكشاف المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وكان من المناطق التي وثق عنها في كتبه بللحمر، وبالذات قرية آل عامر وآل كامل، والتي تعرف عند أهل المنطقة بمنطقة الحجاز؛ كونها مرتفعة عن باقي المناطق ومن أشهر ارتفاعاتها عقبة الجعد الواقعة شمال مدينة أبها، والتي يزيد ارتفاعها عن 2500 كم عن مستوى البحر، وطبعًا تحدث عن أبها وجميع القرى المحيطة بها، ولكن ما نحن بصدده هو بللحمر فقط، والتي كانت واضحة المعالم في أرشيفه، والذي يعد من أهم مراجع التاريخ للمنطقة؛ حيث إن الكثير مما وثق كان بالصور في كل تلك المناطق.

الآثار في الكتاب:

وأكدت الأحمري أن المادة التي تملكها تتجاوز عشرات الصفحات إن لم تكن المئات فتم اختصارها بشكل مركز حتى يتسنى لها التفصيل في ذلك بأجزاء أخرى.

اهتمام الدولة منذ وقت مبكر في بللحمر:

ووثقت الأحمري المشاريع الحكومية في بللحمر، حيث كان أقدم تاريخ يعود مركز الرعاية الصحية في بيحان الذي أنشئ عام 1375هـ أي قبل 64 عامًا.

طموح بأن يكون الكتاب مرجعًا تاريخيًّا:

وأشارت الأحمري إلى أن والدها رحمه الله دعمها في أن تكون كاتبة صحافية في أعمدة الصحف الورقية قبل وفاته، وكانت أول كاتبة تتصدر الرأي والأدب في بللحمر، حيث أشاد بقلمها العديد من الشخصيات والوزراء، وتطمح في أن يكون كتاب “عبق المكان في بللحمر” مرجعًا لكل الباحثين عن بللحمر.