جبل عرفة .. حكم الوقوف به وأقصر مدة يقضيها الحاج

الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٦:٣١ مساءً
جبل عرفة .. حكم الوقوف به وأقصر مدة يقضيها الحاج
الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج، كما قال النبي ﷺ: الحج عرفة، فمن أدرك عرفة بليل قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج.
وبحسب موقع الشيخ ابن باز فإن زمن الوقوف بعرفة يكون ما بين زوال الشمس يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا هو وقت الوقوف عند أهل العلم، ما بين الزوال يوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا مجمع عليه بإجماع أهل العلم ليس فيه خلاف أن هذا هو وقت الوقوف.
فإذا وقف فيه ولو قليلًا أجزأه الحج، لكن إن كان ذلك بالليل أجزأه وليس عليه فدية، وإن كان في النهار وجب عليه أن يبقى إلى غروب الشمس، كما وقف النبي ﷺ فإنه وقف نهارًا بعدما صلى الجمع بعدما صلى الظهر والعصر جميعًا جمع تقديم بأذان وإقامتين تقدم إلى الموقف فوقف عليه الصلاة والسلام على راحلته حتى غابت الشمس هذا هو الأفضل وهذا هو الكمال، أن يقف نهارًا ويبقى حتى غروب الشمس.
فإن انصرف الحاج قبل غروب الشمس فعليه دم عند أكثر أهل العلم يذبح في مكة للفقراء، إلا إن رجع في الليل ولو قليلًا سقط عنه الدم، وإذا وقف قليلًا ساعة أو ربع ساعة أو نصف ساعة المقصود مر بعرفات وهو محرم في الحج فإن مروره بها أو وقوفه بها قليلًا يجزئه، إن كان في الليل أجزأ بلا فدية، وإن كان في النهار ولم يبق حتى الغروب فعليه فدية عند الجمهور وحجه صحيح عند جمهور أهل العلم.
أما الوقوف قبل الزوال فأكثر أهل العلم أجمعوا على أنه لا يجزي، من وقف قبل الزوال ولم يرجع بعد الزوال ولا في الليل فإنه لا يجزي عند الجمهور، وذهب أحمد بن حنبل رحمه الله وجماعة إلى أنه يجزي قبل الزوال لحديث عروة بن مضرس حيث قال فيه النبي ﷺ: وقد وقف بعرفات قبل ذلك ليلاً أو نهارًا فأطلق النهار، قال: هذا يشمل ما قبل الزوال وما بعد الزوال، ولكن الجمهور قالوا: يحمل على ما بعد الزوال؛ لأن الرسول ﷺ وقف بعد الزوال ولم يقف قبل الزوال، وقال: خذوا عني مناسككم اللهم صل عليه وسلم.
فالأحوط للمؤمن أن يكون الوقوف على جبل عرفة بعد الزوال كما قاله جمهور أهل العلم، وكما فعله النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يتحدد الوقوف بشيء قليل أو كثير يجزي، لكن مثلما تقدم إن كان بالليل في أول الليل أو في وسطه أو في آخره أجزأه بلا فدية، وإن كان في النهار ولم يبق حتى الغروب فعليه فدية عند أكثر أهل العلم؛ لأنه ترك واجبًا وهو الجمع بين الليل والنهار في حق من وقف نهارًا، وقال قوم: لا فدية عليه حتى إذا وقف نهارًا بعد الزوال كالليل، ولكن أكثر أهل العلم قالوا: إن وقوف النبي ﷺ فإنه حري بالإجابة.
ويجب على من يقف على جبل عرفة أن يكثر من الحمد لله ويثني على الله ويصلي على النبي ﷺ، فإن هذا من أسباب الإجابة، كونه يحمد الله ويثني عليه كونه يصلي على النبي ﷺ هذا من أسباب الإجابة، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه سمع رجلًا يدعو ولم يحمد الله ولم يصل على النبي ﷺ فقال: عجل هذا، ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بما شاء فدل ذلك على أن البدء بالحمد والثناء والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من أسباب الإجابة.