دافعن عن الأطفال.. الحوثي يُهين الحقوقيات ويهددهن بالتصفية الجسدية!

السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٧:٢٠ مساءً
دافعن عن الأطفال.. الحوثي يُهين الحقوقيات ويهددهن بالتصفية الجسدية!

دشنت منظمة سلام بلا حدود، التي تتخذ من فرنسا ومانشستر مقرًّا لها، حملات لتبصير المجتمع الدولي بجريمة تجنيد الأطفال لدى الحوثيين في اليمن، وحثهم على التحرك لإيقافه.

وكانت الحكومة اليمنية قد كشفت عن أرقام مخيفة لتجنيد ميليشيات الحوثيين لأطفال يمنيين، للزجّ بهم في المعارك التي يخوضونها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل وتفاقم أعداد المجندين بشكل غير مسبوق.

وتحدثت نائبة رئيس المنظمة، ذكرى محمد نادر، عن الحملة التي انطلقت من محافظة تعز الأكثر تعرضًا لانتهاكات إنسانية، وأوضحت أن المنظمة منذ إنشائها في 2012 تعمل بشكل تطوعي لخدمة السلام وبمحاولات جادة للحد من الحروب من خلال نشر فكر تقبل الآخر وإرساء واحترام حرية التعبير.

وتابعت أن الإعلام الغربي للأسف يركز على الأزمة الإنسانية باليمن بزوايا تخضع للأهواء السياسية أكثر من الاهتمام بالأهداف الإنسانية والوضع الإنساني المذري هناك، متابعةً أن المنظمة لديها ممثلين في أكثر من 40 دولة بالعالم والتصالح والمعايشة السلمية بين الأديان والأفراد والشعوب، ولها علاقات ممتدة مع منظمات عالمية أخرى لديها نفس توجهاتها لتوطيد السلام.

وقالت: إن المنظمة أطلقت حملات متعددة منها حملة ضد زراعة الألغام؛ لأن الحوثيين يزرعون مئات الآلاف منها ليواجهون بها الجيش الوطني اليمني وللأسف المدنيين هم يدفعون الثمن، كما أنهم يجندون النساء وأطلقت حملة مستمرة ضد التصفيات لشعب الروهينجا حيث نشرت بيانات وجهتها للأمم المتحدة وكل الجهات المعنية، وأيضًا ساهم سفير السلام الملحن سعد جواد بتأليف معزوفة موسيقية صاحبتها مواد فيلمية موثقة عن مشاق حياة شعب الروهينجا.

وقالت: “دفعنا ما نراه من جرائم ترتكب بحق الأطفال الذين يساقوا إلى الجبهات ويحملون السلاح بدلًا من القلم أن نطلق حملة مكثفة لمكافحة تجنيد الأطفال ففي اليمن حملاتنا مستمرة خصوصًا فيما يتعلق بتجنيد الأطفال، فالتقارير القادمة من داخل اليمن إلى منظمتنا تشير إلى ارتفاع أعداد الأطفال ممن يجبرون على حمل السلاح، ويقدر عددهم بـ40 ألف طفل، وأحيانًا تكون أعمارهم أقل من السنة الـ7، وقد وجهنا هذه الحملة بتركيز كبير خاصة بعد تصاعد العمليات العسكرية في الفترة الأخيرة فالحوثيون يستغلون الأطفال باتجاهين أولًا تعويض نقص الجنود لديهم، وثانيًا استغلالهم إعلاميًّا”.

وأشارت ذكرى إلى أن “آليات عمل الحملة تعتمد على نشر البيانات بشكل مستمر وتوثيق الجرائم في حق الإنسانية بالأفلام وشهادات حية إلى جانب أنشطة أخرى مثل إقامة الندوات والتوعية من خلال تواصل ممثلينا بعوائل اليمنيين لشرح مخاطر انخراط أطفالهم بالحرب، وأيضًا التواصل مع جهات حكومية يمنية لتنظيم عملية إعادة الأطفال لحياتهم الطبيعية بعد استرجاعهم من يد الحوثي ومحاولات الضغط على الجهات التي تجند الأطفال، والسعي إلى وضع قانون رسمي يمنع تجنيدهم، والضغط على المنظمات الدولية والأمم المتحدة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الأطفال”.

وأضافت ذكرى: “إننا نقوم بهذا العمل لإدراكنا أن عندما تشتعل الحروب يكون في النهاية الأطفال هم من يدفعون ثمن الحروب غاليًا من حاضرهم ومستقبلهم، إذا تبقى لهم من بين دخان الحروب مستقبل، وفي اليمن تتعدد انتهاكات الحوثيين بحق الأطفال ما بين تفجير الألغام والتهجير والاختطاف وصولًا إلى القتل، أو التجنيد عنوة في صفوف الميليشيا في خرق واضح لكل مواثيق ومعاهدات وقوانين حماية الطفل وحقوق الإنسان، وهي الجريمة الأشد خطورة والتي لجأت لها ميليشيا الحوثي بكثافة مؤخرًا بعد قتل عدد كبير من عناصرها على جبهات القتال من ناحية ورفض اليمنيين الانصياع لتهديداتهم والانضمام لصفوفهم من ناحية أخرى، لجأت إلى أحط الأساليب بخطف الأطفال عنوة من الشوارع والمدارس والمنازل وإجبارهم على حمل السلاح والانضمام لصفوف الميليشيا، ما دفع آلاف الأسر إلى اختيار النزوح طواعية حماية لأبنائهم من المصير المجهول على جبهات القتال”.

ومن جانبها، صرحت عايدة العبسى، ممثلة منظمة سلام بلا حدود في اليمن، بأن “عملنا بشكل مجمل هدفه الوقوف في وجه الحرب التي يكون ضحيتها الإنسان بكل الأحوال، وحملتنا الأهم اليوم هي المتعلقة بتجنيد الأطفال من قبل الحوثيين فالملاحظ أن المجتمع الدولي عمومًا يحاول تجنب اتخاذ موقف واضح لأسباب كثيرة تتعلق بمصالح الدول أكثر من تعلقها بالأهداف الإنسانية”.

وأضافت أن “الحوثي يستغل الأطفال ضاربًا عرض الحائط بالقوانين الدولية التي تجرم هذه الأفعال، وطريقتهم للحصول لتجنيد الأطفال إما اختطافهم من أهاليهم أو الضغط على أسرهم وأخذهم عنوة للزج بهم في المعارك، مناشدةً أن يكون هناك قانون واضح يمنع تجنيد الأطفال ويتحرك العالم باتجاه إنقاذ أطفال اليمن؛ لأن تداعيات وجودهم كأدوات للحرب تؤثر ليست فقط على الطفل ولكن على مستقبل اليمن وعلى أجياله”.

وأردفت عايدة: “أطلقنا أيضًا حملة ضد تجنيد النساء فالحوثيون يجندونهم في صنعاء ومحافظات أخرى ويستغلوهن لمداهمة منازل المواطنين، وطالبنا بخروج المسلحين الحوثيين من المعاهد والكليات والمدارس والمستشفيات التي يستغلونها كثكنات عسكرية”.

وحول الصعوبات التي يواجهها القائمون بالعمل الإنساني في اليمن قالت عايدة: “نحن نعمل بدون دعم من أي جهة طوعًا من أجل الإنسانية في اليمن إلى جانب أننا موظفون لكن لم نتسلم رواتبنا منذ أكثر من ثلاث سنوات وأكدت أن العمل الإنساني في اليمن محفوف بالمخاطر”.

واستكملت: “لقد مررت خلال عملي كناشطة بعدة تجارب كادت تودي بحياتي فقد ذهبت لمساعدة أسر كانت قريبة من ثكنات ميليشيا الحوثي وأطلقوا النيران علي، كما تم توقيفي في إحدى جولاتهم وأجروا تحقيقًا معي وتعرضت للضرب والإهانة، وحتى نقوم بعملنا الإنساني نضطر للتخفي، فعملت من قبل على تهريب أدوية من صنعاء للأطفال الذين يعانون من الصرع وكنت متخفية وتعرضت لكثير من المخاطر، والتهديدات بالقتل بشكل مستمر، فأثناء عملي كمتطوعة مع الهلال الأحمر اليمني لإسعاف الجرحى والمصابين في الحرب هددني أحد العاملين بقناة المسيرة الناطقة باسم الحوثي بتصفيتي جسديًّا”.