واشنطن تستدعي القائم بأعمال السفير الروسي.. تصعيد واتهام متبادل

الإثنين ٦ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ١:٤٤ مساءً
واشنطن تستدعي القائم بأعمال السفير الروسي.. تصعيد واتهام متبادل

يبدو أن العلاقات الأمريكية الروسية تتجه نحو التصعيد، على خلفية الاتهامات الأمريكية لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئيسية الأخيرة.

وبالأمس استدعت الخارجية الأميركية، القائم بأعمال السفير الروسي لدى واشنطن، ديميتري جيرنوف، للرد على تساؤلات بشأن عدة أمور متعلقة بقضية تدخل بلاده في الرئاسيات الأميركية عام 2016.

وجاء ذلك حسب ما نشرته المتحدثة باسم الوزارة، هيذر ناورت، على حسابها بموقع تويتر.

وقالت ناورت: “استدعى ويس ميتشيل، مساعد وزير الخارجية، اليوم، القائم بأعمال السفير الروسي، للإجابة على محاولة الكرملين استخدام حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لنشر العنف والانقسام بالولايات المتحدة”.

تدخل عدواني

وأضافت: “لن نتسامح مع مثل هذا التدخل العدواني”، وفي السياق، أرفقت ناورت مع تغريدتها بيانًا لوزارتها صدر الخميس الماضي، يؤكد أنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اتخذ منذ يناير/ كانون الثاني 2017، إجراءات حاسمة للدفاع عن الأنظمة الانتخابية الأميركية من التدخل.

وأوضح البيان أن تلك الإجراءات تشمل قرارات لتعزيز أمن ومرونة النظام الانتخابي والعملية الانتخابية، وذلك لمواجهة التأثير الروسي وغيره من الدول الأجنبية في الولايات المتحدة.

تحقيقات منذ عام

ومنذ أكثر من عام، يقود المحقق الخاص روبرت مولر، تحت إشراف نائب وزير العدل رود روزنشتاين، تحقيقاً حول التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركية (2016).

وتم في إطار ذلك التحقيق مع عدد من المسؤولين في حملة ترمب، كما يحقق عدد من أجهزة الاستخبارات الأميركية في القضية ذاتها.

اختراق الانتخابات

ووجه الادعاء العام الأميركي، اتهامات لـ 12 ضابطاً روسياً في الاستخبارات باختراق أنظمة الانتخابات الأميركية الرئاسية.

فيما تنفي موسكو، من جانبها، صلتها بأي تدخل محتمل في الانتخابات الأميركية، حيث أكد الرئيس فلاديمير بوتين، عدم تدخل بلاده في هذه الانتخابات، وذلك خلال القمة التي جمعته مع ترمب في هلسنكي منتصف يوليو/تموز الماضي.

تصعيد متبادل

بدورها اتهمت السفارة الروسية لدى واشنطن الخارجية الأمريكية بالانزلاق إلى “دبلوماسية الصياح”، معربة عن أسفها لتصرفات الوزارة عقب استدعائها القائم بأعمال سفير روسيا، دميتري جيرنوف.

وقالت السفارة، في بيان أصدرته صباح اليوم الاثنين تعليقاً على إعلان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت، عن استدعاء جيرنوف: “حسب ما قدمته السيدة ناويرت، جرت مطالبة دبلومسينا بالإجابة عما سمي بالتدخل الروسي العدواني في الشؤون الداخلية الأمريكية، لكن عن أي إجابة يدور الحديث إذا لم يكن هناك أساس للاتهامات أصلاً؟”.

دبلوماسية الصياح

وتابعت السفارة في بيانها: “على مدار العامين الماضيين فندنا مراراً وعلى جميع المستويات الممكنة مثل هذه الافتراءات التي لم يجر تقديم أي أدلة عليها. ما هو الرد الذي ينتظرونه منا على التقارير الإعلامية المفبركة، مثل الأنباء عن حجب موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك 32 حساباً جراء الرقابة الداخلية المفروضة على الشركة من قبل الساسة الأمريكيين باستخدام شعارات مكافحة ما يسمى بالتهديد الروسي؟”.

وفي هذا السياق أعربت السفارة الروسية عن أسفها لـ”مواصلة الخارجية الأمريكية الانزلاق إلى دبلوماسية الصياح”، مشددة على أن تصرفاتها الأخيرة تشير إلى أن الوزارة “تلعب لصالح تلك القوى في النخبة السياسية الأمريكية التي تروج، خدمة لمصالحها، لما يسمى بالتدخل الروسي في العملية السياسية داخل الولايات المتحدة”.

دعوة روسية

واعتبرت السفارة أن هذا النهج تسبب بـ”رغبة غير مناسبة” للخارجية الأمريكية في “الكشف عن فحوى الاتصالات الدبلوماسية للجمهور، وتقديمها في الضوء المتوافق مع التوجهات القائمة”.

ودعت السفارة الروسية نظراءها الأمريكيين إلى “تركيز الجهود على العمل المهني القائم على الاحترام المتبادل من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين وإرساء الاستقرار فيها”، وختمت بالقول: “هذا بالذات ما نرى فيه مهمة السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة”.

وأمس الأحد أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية عبر “تويتر” أن نائب وزير الخارجية الأمريكية لشؤون أوروبا وأوراسيا، ويس ميتشيل، استدعى القائم بأعمال السفير الروسي بسبب اتهام موسكو من قبل الولايات المتحدة بـ”ممارسة دعاية عدوانية”.