الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ١٢:٠٩ صباحاً
جمهورية إفريقيا الوسطى

إعداد:

مركز المواطن للدراسات والأبحاث

www.almowaten.net 

بالتعاون مع مركز أفروديف بجمهورية مصر العربية

 http://afrodev.org

 نظرة عامة:

  • الموقع: جمهورية إفريقيا الوسطي دولة ليس لها منافذ مائية، يحدها من الشمال تشاد، ومن الغرب الكاميرون، ومن الجنوب الشرقي الكونغو، ومن الجنوب الكونغو الديمقراطية، ومن الشمال الشرقي والجنوب الشرقي السودان، وتبلغ مساحتها 620 ألف كيلو متر مربع.
  • السكان: وفقًا لآخر إحصاء يقدر عدد سكانها إلى 7.4 مليون نسمة.
  • اللغات: اللغات السائدة هي الساجو، وهي لغة محلية، واللغة الفرنسية هي اللغة المشتركة.
  • الأديان: المسيحية (50%) والإسلام من (15 إلى 20%) والديانات التقليدية (35%).
  • النظام السياسي: تتبع الدولة نظام سياسي متعدد الأحزاب، وبها برلمان واحد.
  • العاصمة: مدينة بانجي، أنشاها الفرنسيون عام 1889 كمركز تجارة فرنسي وتقع على ضفاف نهر أوبانجي، وكانت مركزًا للحياة الثقافية والاجتماعية قبل اندلاع أحداث العنف فيها.

المؤشرات الدولية:

تعد جمهورية إفريقيا الوسطى من بين أفقر عشر دول في العالم، والأقل في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، في إطار القوة الشرائية في العالم (2017)، وذلك طبقًا لتقرير صندوق النقد الدولي.

طبقًا لمؤشر التنمية البشرية لعام (2015) تقع الدولة في آخر قائمة الدول الـ188 الأقل مستوى في التنمية البشرية.

طبقًا لإكسبريس تريبون عام (2016) فإن جمهورية إفريقيا الوسطى الدولة الأكثر ترديًا صحيًّا في العالم.

طبقًا لمؤسسة توماس رويترز عام (2016) فإنه تم تحديد جمهورية إفريقيا الوسطى كأسوأ دولة للشباب.

الأهمية الجيوسياسية:

لقد جاء الانهيار الكامل لأجهزة الدولة ومؤسساتها وتزايد أعداد النازحين واللاجئين من مواطني الدولة أكثر من مليون شخص عام (2017) ليؤكد على أن إفريقيا الوسطى أصبحت دولة غير مستقرة، وبالرغم من ذلك، إلا أن ما تمتلكه الدولة من موارد طبيعية، في ظل الأوضاع التي تمر بها في اتساق مع السياسات الإقليمية، تؤكد على أن إفريقيا الوسطى ستظل جاذبه للسياسات الإقليمية ومتأثرة بها باللاعبين الإقليميين والدوليين.

هذا ومن المؤكد أن دول الجوار أكثر تهديدًا من جراء حالة عدم الاستقرار في إفريقيا الوسطى وفي نفس الوقت أكثر تأثرًا بالنازحين وبموجات اللاجئين إلى داخل حدودهم، لديهم مصلحة مباشرة في التوصل إلى تسوية سياسية من ناحية أخرى، فإنه بجانب التدخلات الدولية بواسطة اللاعبين الإقليميين، مثل جنوب إفريقيا والجابون، وتبنيهم الأسلوب الدبلوماسي، وفى حالة الجابون النهج العسكري أيضًا، لزيادة قوتهم الناعمة في المنطقة، فإن عددًا من الدول الإفريقية لديها نفوذ مباشر ومنغمسة في الشؤون الداخلية بإفريقيا الوسطى.

وتتهم بعض الأطراف الداخلية بإفريقيا الوسطى دول الجوار بدعم جماعات مسلحة مثل حركة السيليكا(*)، حيث من المعلوم أن تشاد دعمت حكومة بوزيزيه، وهذه الأدوار لعدد من اللاعبين الإقليميين تعني أن ما تشهده إفريقيا الوسطى من أحداث وتطورات إنما تدفعها نحو تزايد حدة التوتر الإقليمي والصراعات السياسية أما أوغندا فقد تنامت في السنوات الأخيرة أنشطة قوات ما يسمى “جيش الرب” من إفريقيا الوسطى، وتزايدت العمليات العسكرية التي شنتها حركة السيليكا ضد القوات المسلحة الأوغندية في إفريقيا الوسطى، وهي أمور في مجملها تؤكد على أن أوغندا لديها مصلحة قوية في القضاء على حركة السيليكا.

صراع القوى على النفوذ في إفريقيا الوسطى:

إيران: كما هو الحال بالنسبة للدول الأخرى، باشرت إيران نفوذًا على حركة السيليكا ووفرت لقادتها وأعضائها دعمًا مقدرًا. لقد كان لغياب لاعبين عرب أساسيين فاعلين دور أساسي في تشجيع إيران على دعم نفوذها ووضعها الإستراتيجي في إفريقيا. وقد تمحورت أهدافها في هذا الصدد في أمرين، الأول أن تصل إلى الموارد والثروات الطبيعية والمعدنية في المنطقة (البترول، الغاز، اليورانيوم) والثاني تحجيم النفوذ الغربي ونشر الطائفية.

———————————————————

(*) السيليكا: جماعة من المقاتلين في افريقيا الوسطى، معظم أفرادها من المسلمين تأسست عام 2012م بواسطة مجموعة من المتمردين المعارضين لحكم الرئيس بوزيزيه.

فرنسا/ الغرب: فرنسا هي دولة الاستعمار السابق في إفريقيا الوسطى، وتمتعت بالتالي بنفوذ قوى على نحو أتاحت معه صاحبة النفوذ القوي، وتدخلت عسكريا في عام 2013 عندما قامت حركة السيليكا بالإطاحة بحكم بوزيزيه، وقد أعقب ذلك تقليص التواجد العسكري الفرنسي، مستخدمة نفوذها في مجلس الأمن لتأمين قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتعد المصالح الاقتصادية هي المحرك الرئيسي لدول الغربية في إفريقيا الوسطى، وبالنسبة لفرنسا تحتل المرتبة الأولى والأقوى على قائمة الشركاء التجاريين وذوي المصالح الاقتصادية.

الصين: رصدت القوى الغربية تنامى التواجد الصيني، حيث إن معدل التبادل التجاري بينهما مرتفع للغاية، وتبلغ صادرات إفريقيا الوسطى من المواد الخام إلى الصين ضعف ما تصدره إلى فرنسا الشريك الرئيسي تجاريًّا بالنسبة لها.

روسيا: تفيد التقارير الدولية إلى أن روسيا كدولة لها تأثيرها وحضورها الكبير حيث قامت بإرسال مدربين عسكريين إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، من أجل العمل على تهيئة وتطوير القوات المسلحة هناك، إلا أن الجانب الآخر من عملية الدعم هذه لم يكن ليتم دون مقابل مجزي، إذ يسعى الروس إلى الاستفادة من الموارد الطبيعية الموجودة في هذه الجمهورية الإفريقية، بما في ذلك الذهب والماس واليورانيوم، وكانت ذروة العلاقات بين روسيا وجمهورية إفريقيا الوسطى بدأت مؤخرًا، ففي 9 اكتوبر2017 حصل لقاء في سوتشي بين رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستين آركانجو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وأكد الطرفان رغبتهما في التعاون المشترك في المجالات “السياسية والتجارية والمجالات الاقتصادية والثقافية”، وعلى ما يبدو في هذا الاتفاق تمت الإشارة إلى مشاركة الشركات الروسية في توطيد سلطة الدولة وتدابير الدعم الدبلوماسي لهذا العمل، وفي ديسمبر 2017، تلقت روسيا استثناء من حظر الأمم المتحدة على توريد الأسلحة للجمهورية الإفريقية من أجل فرض الأمن والاستقرار في البلاد مع تأمين مدربين روس لتطوير القوات المسلحة في الجمهورية، وفي مارس 2018، قال نائب مدير قسم الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية: إن روسيا تبحث إمكانات “التنمية المفيدة المتبادلة للموارد الطبيعية لجمهورية إفريقيا الوسطى”، وبطبيعة الحال فقد حصلت روسيا على حقوق تطوير مناطق الذهب في مقابل ضمان الأمن في المنطقة المحيطة بها.

التواجد الروسي في جمهورية إفريقيا الوسطى خلق نوعًا من التوتر مع فرنسا في المقام الأول ومع الدول الغربية في المقام الثاني، إذ بدأت التساؤلات عن مآلات التواجد الروسي في هذه الجمهورية الإفريقية والتي قد تتسبب في تجنيد الروس لعملاء أفارقة مدعومين بالمال والسلاح وازدياد تجارة المخدرات، والرقيق، وازدياد حقول تجارب الأسلحة الجديدة بالإضافة إلى الخوف الغربي من اقتسام الروس للموارد الطبيعية الإفريقية.

 

اقتصاد جمهورية إفريقيا الوسطى

الوضع الحالي والفرص المستقبلية

 

المراجع والمصادر:

Central African Republic Civil War (2012–2014) – Wikipedia https://en.wikipedia.org/wiki/Central_African_Republic_Civil_War_(2012%E2%80%932014), accessed September 2018

 

Stratfor Worldview, “At the Heart of the Central African Republic’s Struggles”, January 6, 2017, https://www.stratfor.com/article/heart-central-african-republics-struggles,  accessed September 2018

 

Wagner, Daniel and Giorgio Cafiero, “The Central African Republic: Implications of Africa’s “Phantom State””, Huffington Post, 04/12/2013, https://www.huffingtonpost.com/daniel-wagner/the-central-african-repub_b_3071296.html, accessed on September 2018

 

BBC News, “Central African Republic Profile – Timeline”, August 1, 2018, https://www.bbc.com/news/world-africa-13150044, accessed on September 2018

 

Hauchard, Amaury, “China, Russia rise in CAR as Western influence shrinks”, Mail & Guardian, September 18, 2018, https://mg.co.za/article/2018-05-24-china-russia-rise-in-car-as-western-influence-shrinks, accessed on 2018

 

Associated Press, ” Amnesty Says ‘Horrific’ Violence in Central African Republic”, September 8, 2017, https://www.voanews.com/a/amnesty-international-central-african-republic/4020710.html, accessed on September 2018

 

Winfield, Nicole and Krista Larso, “Pope in Central African Republic with peace message”, The Boston Globe, November 29, 2015, https://www.bostonglobe.com/news/world/2015/11/29/pope-central-african-republic-with-peace-message/l59nYWtqgGznDKsKfexd3M/story.html, accessed on September 28

 

Auge, Axel, “The Central African Republic: a political springboard for the Gabonese military”, The Conversation, March 6, 2017, https://theconversation.com/the-central-african-republic-a-political-springboard-for-the-gabonese-military-71193, accessed on September 2018

 

مركز كارنيجي موسكو http://cutt.us/57qbE

 

لمتابعة وقراءة منشورات المركز على تويتر: https://twitter.com/almowaten_csr