تفاصيل وملابسات احتجاز الإعلامي فهد الأحمدي في بنما

الإثنين ٣ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٩:١٠ صباحاً
تفاصيل وملابسات احتجاز الإعلامي فهد الأحمدي في بنما

تعرّض الكاتب والإعلامي فهد عامر الأحمدي، لموقف غير متوقع حال وصوله إلى مطار بنما قادماً من الولايات المتحدة؛ حیث تمت مصادرة جمیع المبالغ المالیة التي يحملها والبالغة 21800 دولار، على الرغم من إقراره لجوازات المطار في نموذج الدخول بأنه يحمل مبلغاً يزيد على 10 آلاف دولار، ولم تكتف السلطات هناك بذلك، بل تم منعه من السفر وتقديمه للمحاكمة.

وروى الكاتب الأحمدي، الذي ما زال موجوداً حتى الآن في جمهورية بنما بسبب هذه المشكلة تفاصیل ما حدث له، عبر مقال نشرته صحیفة “الرياض” أمس الأحد، لافتاً إلى أنه قرر عندما وصل إلى بنما الإفصاح عن المبالغ المالیة التي كان يحملها بكل شفافیة، على غیر عادة الكثیر من السیّاح، الذين يخفون عن سلطات الجوازات المبالغ التي بحوزتهم، في الوقت الذي تتجاهل فیه معظم الدول تفتیشهم للتأكد من حملهم للمبالغ الكبیرة، وتكتفي بإقرارهم في نموذج الدخول على عدم حمل أكثر من 10 آلاف دولار.

وأوضح الأحمدي أنه في زيارته الأخیرة إلى بنما التي وصل إلیها مع ابنه قادماً من مدينة لوس أنجلوس، أشار في نموذج الدخول إلى أنه يحمل مبلغاً يزيد على 10 آلاف دولار، ما أثار استغراب موظفة الجوازات من إفصاحه، فسألته: “هل تقر فعلاً بحملك لأكثر من 10 آلاف دولار؟”، وحینما أكد لها ذلك، تم حجزه مع ابنه في غرفة ضیقة لمدة ساعتین، وتعرضا لتفتیش دقیق، جرى على إثره مصادرة كل الأموال التي بحوزتهما والبالغة 21800 دولار.

وأشار الكاتب إلى أن مصادرة الأموال جاءت بحجة أنه لم يصرّح عن المبلغ الذي بحوزته بالأرقام، ولأنه اكتفى بالتأشیر في نموذج الدخول على خانة “أكثر من 10 آلاف دولار”، فأخبرهم بأن هذه سرقة تتم تحت غطاء رسمي، وأن هناك ظروفاً شخصیة دعته لحمل المبلغ، لكنهم أبلغوه بأن علیه الاتصال بمحامٍ لیدافع عنه، كونه أصبح ممنوعاً من السفر حتى تُحل قضیته.

وبیّن الأحمدي أن أحد ضباط المطار أعطاه رقم محام للتواصل معه، فما كان أمامه سوى الاتصال به، فطلب منه المحامي مبلغ 4 آلاف دولار مقدماً كي يترافع له في القضیة، وأشار إلیه بأن هناك احتمالاً لاستعادة نصف المبلغ فقط.

ولفت إلى أنه تواصل مع وزارة الخارجیة السعودية ومع سفارة المملكة لدى واشنطن، لعدم وجود سفارة سعودية في بنما، فتم تكلیف سفارة “البیرو” بمتابعة الموضوع باعتبارها الأقرب إلى بنما، مؤكداً أن تلك الجهات الثلاث تواصلت معه خلال ساعات، غیر أنه ما زال موجوداً في بنما بانتظار جلستي محاكمة يتحدد بعدها خروجه منها.

واختتم الأحمدي مقاله بالتأكید على أن ما دفعه لرواية مشكلته الشخصیة في المقال، هو أن يتعلم الناس من هذه التجربة، وألا يحملوا معهم مبالغ كبیرة أثناء السفر، خصوصاً في الدول التي تتعمد مصادرتها كجزء من دخلها السیاحي، لاسیما أنه علِم من المسؤولین السعوديین أثناء تواصله معهم، بأن هذه المشكلة تحدث كثیراً للسیاح السعوديین.