مناورات تركية تفضح النوايا في اختفاء خاشقجي والمملكة عازمة على بلوغ الحقيقة

السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٧:٢٨ مساءً
مناورات تركية تفضح النوايا في اختفاء خاشقجي والمملكة عازمة على بلوغ الحقيقة

تواجه المملكة منذ اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا حملة إعلامية شعواء وغير مسبوقة، يشوبها الارتباك والاعتماد على مصادر عبثية مجهولة لا أساس لها من الصحة.

وفي خضم موجة التصريحات غير الدقيقة والتكهنات التي لا تنتهي، أكدت المملكة مرارًا على أن التحقيقات الرسمية المشتركة بين المملكة وتركيا هي فقط المرجع “الوحيد” والأساسي لاستقاء المعلومات الدقيقة في ملابسات اختفاء الصحافي السعودي “جمال خاشقجي” ولا شيء غيرها.

فالمملكة لن تلتفت بعد الآن لزوبعة الاتهامات “الزائفة الكيدية” التي تستهدف أمنها وسيادتها وترفض شكلًا وموضوعًا ما يتم تداوله في وسائل الإعلام من تقارير مغلوطة وعارية عن الصحة وتستنكر أي هجوم متعمد ومصنوع وموجه ضد المملكة.

حريصون على الحقيقة:

في سياق تأكيد المملكة على بيان الحقيقة وحرصها عليها أكثر من غيرها كون الشأن شأن سعودي بالأساس وجمال خاشقجي مواطن سعودي بالدرجة الأولى، أكد وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف رفض المملكة واستنكارها لكل ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وتهجم على المملكة حكومة وشعبًا في أعقاب اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وقال وزير الداخلية في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”: إن “ما تم تداوله بوجود أوامر بقتل خاشقجي هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية، مشيدًا بالتعاون مع تركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية، مشددًا على أهمية دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق وعدم التأثير على مسارات التحقيق والإجراءات العدلية.

“مصلحة المواطن أولًا وأخيرًا” هذا ما شدد عليه وزير الداخلية السعودي، فالمملكة حريصة كل الحرص على مصلحة مواطنيها في الداخل والخارج وحرصها بشكل خاص على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء خاشقجي.

فترة التلكؤ عندما تطول:

وعلى الرغم من أن قضية اختفاء خاشقجي مسألة أمنية يجب أن تتكفل بها الشرطة التركية لم يحصل الرأي العام سواء في تركيا أو خارجها على تصريح من مسؤول أمني يوضح الالتباس الذي تزامن واختفاء الصحافي جمال خاشقجي.

تحركات تركية كثيرة “فضحت” النوايا، فأنقرة التي أعلنت استعدادها للتعاون دخلت في مرحلة من التلكؤ والتباطؤ الملفت للنظر ظهرت على خلفية تصعيد إعلامي غير مسبوق وابتعاد عن البعد الجنائي والمسارات الجدية للكشف عن الحقيقية.

لم تتوانَ وكالة أنباء الأناضول عن بث الأخبار مجهولة المصدر وبث الأكاذيب ونقل التكهنات على لسان مصادر غير معروفة، وتواصلت الضغوط الإعلامية التركية على المملكة بعدما سرب الأمن التركي حزمة من اللقطات لسعوديين يصلون إلى نقاط تدقيق جوازات في مطار إسطنبول في محاولة لربط هذه الصور والأشخاص بحادث اختفاء خاشقجي.

لم تقدم تركيا على الرغم من تسريبها للصور أي أدلة جنائية أو شهادات يمكن أن تربط هذه اللقطات مع حادث الاختفاء الأمر الذي أدى إلى تعقيد جهود أجهزة الأمن وتشتيت الانتباه عن بلوغ الحقيقة.

وكانت تركيا قد أعلنت أن البلدين اتفقتا على تشكيل مجموعة عمل مشتركة بمبادرة سعودية للتحقيق في القضية، حيث وصل فريق سعودي تركيا في إطار التحقيق المشترك المتفق عليه، وعلى الرغم من التجاوب التركي “الظاهري” مع طلب السعودية تشكيل فريق عمل مشترك يجمع المختصين في البلدين للكشف عن ملابسات الاختفاء‏ تُعطل أنقرة مساعي البدء في التحقيقات المشتركة، وتتلكأ ولم يخرج هذا التجاوب عن مستوى التصريح السياسي للتنفيذ بعد.

وأسهمت التسريبات الحكومية التركية في زيادة التشويش على الموضوع وترك الحبل على الغارب، لكل التحليلات والتكهنات الإعلامية التي تتخذ موقفًا معاديًا للسعودية على خلفيات حملات إعلامية مكثفة تصطاد في الماء العكر دون أن تطرح أسئلة مشروعة حول التباطؤ التركي الملحوظ في التحقيق والاكتفاء بالتصعيد الإعلامي المسيس.