فيصل بن مشعل محذرًا من التفكك الأسري: أخطر المهددات الآن 

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ١:٥٣ صباحاً
فيصل بن مشعل محذرًا من التفكك الأسري: أخطر المهددات الآن 

أكد أمير القصيم، الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أن التفكك الأسري أصبح من أخطر المهددات التي تواجه المجتمعات في العالم، مشيرًا إلى أن الزمن قد اختلف من الماضي إلى الحاضر وأن مسؤولية الفرد قد ارتفعت خاصة فيما يتعلق بمسؤولياته تجاه أسرته ومتابعته لها وتعزيزه لروح الترابط الأسري بين أفراد عائلته، مبينًا أن على الجميع ضرورة المساهمة في بناء جيل وأسرة متعاضدة قادرة على مواجهة الصعاب وتحمل المسؤولية.

وقال: إن على الأب والأم وأفراد الأسرة تحمل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم بتعزيز روح التكاتف داخلهم وزرع المحبة والوئام لديهم، وأن على كل فرد القيام بدور أكبر بمتابعة أفراد أسرته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وأول المسؤولية للإنسان هي أسرته.

وأضاف الأمير فيصل بن مشعل: أن على التعليم والشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية وغيرها من أجهزة الدولة ذات العلاقة من مؤسسات المجتمع المدني مسؤولية كبيرة تجاه تعزيز وتوعية المجتمع في الترابط الأسري، وعليها مضاعفة جهودها والقيام بدورها في تعزيز هذا الجانب، مؤكدًا أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تباعد محيط الأسرة عن بعضهم البعض، وأسهمت بصناعة عزلة اجتماعية، مؤكدًا ضرورة أن يأخذ كل فرد من أفراد الأسرة دوره بمتابعة نفسه ومحيطه، وأن على كل فرد مسؤولية عظيمة تجاه أبنائه وبناته ومتابعتهم والتعامل معهم بكل مسؤولية وجد، سائلًا المولى عز وجل أن يحفظ هذه البلاد وقيادتها وأبناءها، وأن يديم عليها نعمة الأمن والآمان والسلامة والاستقرار.

جاء ذلك في كلمة أمير منطقة القصيم خلال الجلسة الأسبوعية لسموه مع المواطنين مساء أمس في قصر التوحيد بمدينة بريدة، بحضور وكلاء الإمارة، وأصحاب الفضيلة، ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأهالي المنطقة، وقدم خلالها الشيخ محمد بن سليمان المهنا، ورقة عن “الترابط الأسري.. بوابة السلم الاجتماعي”، وقال: إن الترابط الأسري هو ما يكون بين الأسرة الواحدة من تقارب وتلاحم وتعاون وتكاتف.

وأشار المهنا إلى أن كثير من المشكلات في المجتمع سببها التفكك الأسري واعتناق الشاب للأفكار المنحرفة وانضمامه للفئات الضالة والعصابات المجرمة ووقوعه في الأوحال والسيئات، مبينًا أن من أهم أسباب تلك المشكلات غياب دور الوالدين بشكل خاص والأسرة بشكل عام، مؤكدًا أن من أهم أدوات التحصين قيام الوالدين بما عليهم من حقوق تجاه أولادهم ببذل الوسع في التربية وإبقاء حبل الصلة بينهم ممدودًا قويًّا، مبينًا أن الأبناء الذين يتمتعون بعلاقات طيبة حميمة مع والديهم وأٍسرتهم هم أقل نسبة انحراف.

وبين المهنا أن على الوالدين مسؤولية كبيرة وأن سيطرتهما على الأبناء سهلة ميسورة إن يسرها الله، وأن الرسائل المستمرة الإيجابية التي يقدمها الوالدين لأبنائهما هي أشد تأثيرًا عليهم بخلاف مسؤولية غيرهما كونها أصعب وأقل أثرًا، مشيرًا إلى أن الترابط الأسري بما فيه من محبة وإكرام وتكافل سبب لاستقرار الأسر وقلة التنازع، مؤكدًا أن من مظاهر الترابط الأسري احترام أعضاء الأسرة بعضهم لبعض وهذا سبب رئيسي مهم في الاستقرار، مشيرًا إلى أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآداب الشرعية في ديننا الحنيف تحث على الترابط والإحسان وحقوق ذوي القربى وعكست تفوقًا عظيمًا للمسلمين- ولله الحمد- في كافة أنحاء العالم على غيرهم في الترابط الأسري.

وفي نهاية الجلسة، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم عن أهمية تعزيز الترابط الأسري وتنميته بين أفراد المجتمع والجيل باعتبار ذلك مسؤولية الجميع، وأحد الركائز الأساسية لبناء المجتمع، وتقوم بشكل أساسي على ضرورة تعزيز التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أهمية معرفة الآباء والأمهات بالتقنية لمتابعة أبنائهم واستثمار تلك التقنية الاستثمار الأمثل وتوعية الجيل برفع الوعي والحس التقني لديهم، والقيام بالعديد من المبادرات في الجهات الأهلية والحكومية لإقامة دورات وبرامج تهتم بالترابط الأسري وتربية الأبناء.