هكذا حصل تميم على دروس القمع من معلمه أردوغان

الجمعة ٩ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٤:١٦ مساءً
هكذا حصل تميم على دروس القمع من معلمه أردوغان

يُصر أمير قطر تميم بن حمد على المضي قدمًا في اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدوة له على مستوى السياسة القمعية، والتي يتربع فيها حاكم أنقرة من خلال العديد من التدابير التي تهدف لإقصاء خصومه السياسيين.
أمير قطر الذي يزور في الوقت الحالي تركيا للقاء أردوغان اليوم الجمعة، اتبع نفس خطوات معلمه القمعي والذي استطاع أن يقوم بعملية اعتقالات لم يسبق لها مثيل في تاريخ تركيا.
الأمر لم يكن يومًا بالنسبة لأردوغان متعلقًا بحرية الصحافة أو انتهاكات حقوق الإنسان، ولكن في واقع الأمر، فإن استخدامه للقضية باسم العدالة قد غض الطرف عن الكثير من الانتهاكات في تركيا، وهي الدولة التي وقع فيها عشرات الآلاف من المواطنين ضمن حملة قمع حكومية منذ محاولة الانقلاب في عام 2016.
وأوضحت الكاتبة كارلوتا جال خلال مقالها بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن التكتيكات التي استخدمها أردوغان ضد السعودية هي نفس الأساليب التي أتقنها ضد الأعداء السياسيين في الداخل، والتي تتمثل في التسريبات التي تُنسب إلى مصادر حكومية ويتم إبلاغها لوكالات الأنباء الصديقة، التي يستشهد بها بعد ذلك لتدمير معارضيه.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذا النهج أصبح عنصراً رئيسياً في خطط الرئيس التركي لنشر الترهيب وقمع المعارضة الداخلية، وهو الأمر الذي حاول توظيفه بشكل فعال ضد السعودية في قضية خاشقجي، مؤكدة أنه يعتمد جزئياً على وسائل الإعلام الإخبارية المتوافقة مع سياساته، والتي أسسها على مدى 16 عاماً في السلطة.
أمير قطر لم يرغب في إرهاق نفسه بالتفكير، واكتفى بالحصول على دروس متخصصة من جانب أردوغان في مستويات القمع المختلفة، والتي تعد الحاشية المحيطة بقائد البلاد أهم أركانها.
تميم شرع في سلسلة من التغييرات السياسية على مستوى المناصب أثارت حالة من الجدل الواسع داخل الشعب القطري، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لإفاقة أمير الدوحة.
وسلطت شبكة بلومبيرغ الأميركية الضوء على خطاب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لبلاده، وأكدت أن افتقاده للعديد من النقاط خلال حديثه يشير إلى عدد من الأمور الخاصة بسياسات الدوحة.
وخلال الخطاب السنوي الذي استمر 17 دقيقة، لم يذكر تميم أي شيء عن الجهود المبذولة لإنهاء المقاطعة التي تقودها المملكة بمشاركة كل من الإمارات ومصر والبحرين.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن أمير قطر لم يشر أيضًا إلى الأسباب التي أدت إلى اتخاذه بعض القرارات المتعلقة بتغيير الحكومة وبعض المسؤولين.
وأوضحت أن قراره بتغيير بعض المسؤولين في الوزارات الذي جاء الأسبوع الماضي، لم يكن له أي ذكر في خطاب تميم، مشيرة إلى أنه اتخذ قرارات بتصعيد عدد من أفراد العائلة المالكة الأصغر سنًا والمديرين التنفيذيين البارزين إلى المناصب القيادية.
ووصفت بلومبيرغ هذا القرار بأنه أكبر تغيير في القيادة منذ توليه السلطة في عام 2013، لافتة إلى أن ذلك كان بحاجة إلى تفسير واضح يرد في خطابه إلى البلاد.