ثورة الرغيف السوداني

الإثنين ٧ يناير ٢٠١٩ الساعة ٩:٠٠ صباحاً
ثورة الرغيف السوداني

أن يبحث السوداني عن رغيف الخبز! فهذه العجيبة الثامنة! بعد عجائب الدنيا السبع! التي لا يصدقها عقل، ولا تمر على منطق، في بلدٍ تعلمنا، وعرفنا، منذ الصغر، أنه يستطيع أن يُغذي الشرق الأوسط بكامله، وليس السودان بمفرده، ما الذي يحدث؟ وماذا يصير!! وماذا بقى لك يالبشير أن تقوله!!!

في السودان 41 مليون فدان من الأراضي الزراعية، منها 2 مليون فدان على ضفاف النيل، وفِي السودان نيلان، وليس نيلاً واحداً، ناهيكم عن أمطار الخريف، والربيع، وما بقي من السنة.

وفِي السودان النفط والذهب، الذي تهافت عليه المستثمرون مؤخراً، والنحاس، والحديد ووووالخ، فأين ذهبت هذه الخيرات؟ التي لم تستطع أن تؤكِّل 10 ملايين سوداني، هم الباقون على أرضه، بحكم أن أكثر من 20 مليوناً مهاجرين خارج السودان، في مصر وحدها منهم 7-9 ملايين، كنا ولا زلنا بحكم طبيعتنا، نتعاطف مع البشير، لكن أن يصل الأمر إلى رغيف الخبز، فهذا أمر غير معقول، للبلد الذي ننتظر منه، أن يُصدِّر فوائض قمحه، وذرته، وفوله، وخضراواته، وفواكهه وأعلافه ومواشيه وووووالخ إلى دول الشرق الأوسط على أقل تقدير، فَلَو أن الشعب احتج على غلاء الدواء، أو قطع الغيار، أو ما في مستواها، لكان الأمر معقولاً، ولكن أن يأنّ، ويصرخ، ويخرج في الشوارع يبحث عن رغيف أرضه!!! فهذا ما لا يعقل أن يكون وصلت له الحالة من التردي، حكم البشير، كإمبراطور من أباطرة العصور الوسطى، 30 عاماً فماذا قدم خلالها ؟ وماذا أنجز ؟وهل ارتقى الوطن بأبسط المقاييس؟ أم تراجع لما قبل ال 30 عاماً؟

والواقع يقول بل تراجع إلى أبعد من هذا!!! ويكفي أن تلاحظ شبكة الاتصالات، أو خطوط الكهرباء، أو الشوارع، والمدارس، والمصحات، وغيرها مما يجعلك تقول: لو أن الذي تسلم البلد كل هذه العقود، عامل صغير، أو فلاح بسيط، لكان قد حقق الكثير، والأدهى والأمَر أنه لا يزال يناضل من أجل الاستمرار!!!! هذا نموذج، من نماذج ابتليت الشعوب العربية بها، لم تحقق لشعوبها سوى السُّل، والطاعون، والجعجعة، والهجرة في كل أرض طلباً للرغيف، هذا هو حكم العسكر!! الذي حقق لنا من التخلف، والتخليف، والجهل، ما لم يحققه العصملي الكريه، ولا الغرب المستعمر، بل أجزم أنه تجاوزهم، فهل تفيق هذه الشعوب من سباتها، وتعيدهم إلى ثكناتهم، وتدفن معهم 70 عاماً، من الفساد، والفقر، والتخلف، والتردي، والتراجع في كل جانب، بدءًا من عبدالناصر، وانتهاء بعلي صالح، وتعطي زمام أمورها للعقول المدنية، بدلاً من العجول العسكرية.

*مستشار إعلامي

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • غير معروف

    صح قلمك
    فين الحل ومين المعسول عن الحل

  • جائع رغيف

    يريت لو كل الناس اكتب مثلك

  • دافنشي

    صح لسانك وقلمك صدقت حروفك وليت تجد أذأن صاغية فل نقل بصوت وأحد يسقط يسقط حكم العسكر

  • عبدالله معتصم

    حياك الله استاذ. يحي الشبرقي وانت توصف حال بلدي السودان وما تملكه من ثروات حبانا لها الله
    واستولى عليها الطاغية عمر البشير بفساده ودمر السودان واعاده للعصر الحجري
    هذه الحكومة الفاشلة #تسقط_بس
    تسلم كتييييييير يا استاذ يا رائع

  • عماد الدين

    هذه ليست ثورة خبز فقط بل ثورة علي الفساد في كل المجالات

  • غير معروف

    حكم الإخوان وليس العسكر العسكر شرفاء

  • ابو نسمه

    يشهد الله لم تقل إلا الحق
    اسفي علي بلادي والله نخجل اننا نقف في الصفوف لاجل الخبز ونحن بلاد النيلين
    انه الفساد والمحسوبيه وسوء الاداره وكل هذا علي راسه العسكر.

  • أسامة زهيري

    لله درك
    أين بقية الاعلامين العرب من معاناة شعب السودان
    أين قناة الفتن والنفاق قناة الحصيرة الرزيلة

  • الحاج متولي

    السودان بلد محاصر ومحارب ويراد تدميره ليه مش عارف.. وحالة السودان لومرت ببلد اخر لاكل اهله بعضهم

  • غير معروف

    أفلا تعلم السودان وموارد وإمكانياته وثرواته التي نهبوها الظلمة والفاسدين ام نعزرك بالجهل. لاتقل ثوره البحث الرغيف السوداني. وقل ظلم الحكام واتباعهم الذي جعلنا. وشكرا

  • مصعب

    يا ليتك سكت، ركاكة وجهل بواقع السودان….
    السودان مشكلته مع الإخوان المسلمين المسيطرين على كل أجهزة الدولة، والجيش أحدها.
    يا عزيزي المستشار، الترابي ذكر في قناة الجزيرة الكيفية التي أتموا بها الإنقلاب، وكيف أن الذين باشروا الانقلاب كانوا أفرادا غير عسكريين من جماعة الإخوان وتعطيلهم لاتصالات الدولة واعتمادهم نظاما موازيا للاتصالات نصبوه على امتداد البلد، وأن العسكريين الذين ظهروا في الصورة لم يكونوا في أغلبهم إلا واجهة للتغطية على العملية….
    مشكلتنا مع الإخوانجية يا مستشار

  • العسيري

    موضوع في الصميم يا أبا عبدالله تحليل فعلا واقعي وكلامك هذا عسى ولعل أن يعود السودانيين إلى صوابهم ويعودو إلى مزارعهم ويستزرعونها بجنان من خيرات السودان التي كنا ندرسها

  • غير معروف

    صح كلامك

  • بنت بلدي

    صح لسانك.. وحسبي الله كل ظالم

  • السوداني

    اسلوب حاقد على السودان و السودانيين و لقى فرصته لبث حقده
    قاتلك الله

  • نور

    كم أنت رائع الأستاذ يحيى الشبرقي ، وكأنك عشت فعلياً ما يعانيه الشعب السوداني من أزمات تلو الأزمات.
    صح لسانك

  • أريج الوطن

    شكراً على الاهتمام بأمر السودان ومشاركة الهموم، ولكن هناك بعض المعلومات غير صحيحة عدد المهاجرين السودانيين لا يتجاوز 7 إلى 8 مليون وليس 20 مليون وعدد السكان حالياً في حدود 30 مليون وعدد السودانيين في مصر في حدود 4 إلى 4.5 مليون وليس 10 أو 9 أو 8 مليون بعض القراء أرجع المشكلة إلى الاخوان وبعضهم إلى العسكر ولكن الحقيقة أن المشكلة وسبب دمار السودان كان منهم الاثنان فالاخوان هم من دبر الاستيلاء على السلطة بقيادة الماكر الخبيث الله لا يرحمه حسن الترابي واستعان بالموالين لهم في الجيس والعسكر للتخطيط لعمل انقلاب عسكري أساساً فكرته أتي بها هذا المجرم الترابي والاخوان منذ عهد الرئيس نميري والصلح معه كان الهدف منه التغلغل إلى الحكومة وبالذات القوات المسلحة لزرع خلايا الاخوان لتنفيذ الانقلاب الذي تم في 1989