ماذا تعرف عن لؤي كيالي الذي يحتفل به جوجل .. قصة مأساوية

الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩ الساعة ٨:٤٧ صباحاً
ماذا تعرف عن لؤي كيالي الذي يحتفل به جوجل .. قصة مأساوية

يحتفل محرك البحث العالمي جوجل بالذكرى الـ86 لميلاد الفنان التشكيلي السوري، لؤي خيالي، والذي اشتهر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بأعماله الفنية.

ولؤي كيالي من مواليد (20 يناير 1934) وتوفي في 26 ديسمبر 1978، وهو فنان تشكيلي سوري من مواليد حلب بدأ أولى خطواته بالرسم في عام 1945 ليعَرْض أولى لوحاته في مدرسة التجهيز بحلب عام 1952 وفي عام 1954.

أنهى لؤي كيالي الدراسة الثانوية وبدأ بدراسة الحقوق في جامعة دمشق. اشترك عام 1955 في معرض جامعي ليفوز فيه بالجائزة الثانية، ترك كلية الحقوق في نفس السنة وعاد إلى حلب ليتوظّف كاتباً في المعتمدية العسكرية.

في عام 1956 أوفدته وزارة المعارف السورية إلى إيطاليا لدراسة الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة في روما إثر فوزه بمسابقة أجرتْها وزارة المعارف.

وفي إيطاليا تفوق لؤي كيالي وتجلت موهبته أثناء دراسته فشارك في معارض ومسابقات شتى في إيطاليا فحصل على الجائزة الأولى في مسابقة سيسيليا (Sicilia) التابعة لمركز العلاقات الإيطالية العربية في روما كما نال عدة جوائز، كالميدالية الذهبية للأجانب في مسابقة رافيّنا (Ravenna) عام 1959.

ورغم شهرته العالمية كانت حياة لؤي كيالي، مليئة بالدراما، فرغم إقامته للعديد من المعارض الفنية الناجحة، واشتراكه في مسابقات عالمية، حصل من خلالها على جوائز قيمة، إلا أن هجوم البعض غير المبرر على بعض أعماله، جعله مطارداً من قبل الاكتئاب، الذي راح يتناوب عليه بين الحين والآخر في الفترات الأخيرة من حياته.

سكن لؤي كيالي في الفترة التي اعتكف فيها بسبب اكتئابه في مدينة دمشق في منطقة معلولا، وتأثّر بها ورسم عن أبنيتها الحجرية، وعاش لفترةٍ قصيرةٍ في جزيرة أرواد السورية حيث رسم العديد من اللوحات التي لها علاقةٌ بالبحر والجو الساحلي.

أثّرت وفاة والد لؤي كيالي به بشكلٍ كبير، فزاد اكتئابه وخضع لعلاجٍ بسبب ذلك، ولكنه على الرغم من ذلك لم يتوقف عن المشاركة في العروض التي كانت تُقام في دمشق.

أصيب لؤي كيالي باكتئابٍ شديد بعد النقد اللاذع له من قبل الفنانين المحليين، إثر انتقال معرضه السابع بين المحافظات السورية، وتوقف إثر هذا الاكتئاب عن الرسم والتدريس ومزّق العديد من لوحاته، واعتكف في مدينة دمشق ثم عاد إلى مسقط رأسه في حلب.

بِيعت العديد من لوحات لؤي كيالي بأسعارٍ عالية، حيث وصل سعر لوحاته التي قدمها في إحدى معارضه في صالة الفن الحديث في دمشق إلى 350 ألف للوحة الواحدة وبيع حينها ما يقارب 37 لوحة، كانت تلك المبيعات من أفضل وأعلى المبيعات لأي معرضٍ فنيٍ في سوريا.

حينها مدح العديد من الفنانين العالميين لؤي كيالي وفنه، وشبّه أحد الفنانين العالميين الوجوه التي يرسمها لؤي كيالي بالوجوه التي يرسمها “موديلياني”، وهو أحد الفنانين الإيطاليين المشهورين، وتمّيزت لوحاته بأسلوبٍ متفردٍ من وجوهٍ طويلةٍ وأجسادٍ نحيلةٍ تنبعث من عيونها نظرات حزنٍ وبرود.

تناقلت العديد من الصحف شائعات انتحاره عنوةً، ولكن بغض النظر عن طريقة وفاته فإن خسارته كانت أليمةً على كل من كان يعرفه.

أقامت نقابة الفنون الجميلة حفل تأبينٍ لكيالي بعد وفاته في دار الكتب الوطنية في حلب، يرافقه معرضٌ للعديد من أعماله في صالة المتحف الوطني في حلب.

توفي الفنان السوري لؤي كيالي إثر حريقٍ شبَّ في منزله في حلب بسبب سقوط لفافة تبغٍ على سريره أضرمت النيران به، نُقل كيالي إلى المستشفى الجامعي في حلب ومن ثم إلى المستشفى العسكري في حرستا في العاصمة دمشق، لكنه توفي في 26 يناير عام 1978 ودفن في حلب في مقبرة الصالحين.