مصير مظلم ينتظر اللاجئين حال عودتهم لسوريا

الخميس ٧ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٥:٢٩ مساءً
مصير مظلم ينتظر اللاجئين حال عودتهم لسوريا

مع اقتراب الحرب السورية من النهاية، وتوقف البراميل المتفجرة عن ترويع الشعب، تشجع بعض البلدان التي فر إليها السوريون على العودة إلى بلادهم، لكن الذين يفعلون ذلك يجدون أن الاضطهاد الذي تسبب في الفرار لم يختفِ.

وحسب ما جاء في مجلة فورين بوليسي الأميركية، فإن عددًا من السوريين الذين عادوا إلى بلادهم اختفوا بعد أن تم الزج بهم في السجون، وهو تذكير صارخ بالأخطار التي يواجهها اللاجئون السابقون في البلاد.

جحيم بانتظار اللاجئين

وتحدثت المجلة الأميركية إلى أقارب اثنين من هؤلاء السوريين، ويدعي النشطاء أن هناك الكثير من العائدين تم وضعهم بالسجون، وعلمت “فورين بوليسي” أنه تم تجنيد عدة أشخاص آخرين في الجيش السوري بعد العودة.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أن الدولة البوليسية لم تختفِ من سوريا، حيث لا تزال عمليات الاعتقال السياسية تزج بالعشرات من السوريين في السجون بعد عودتهم إلى البلاد.

ضغوط لطرد اللاجئين

وتتعرض الدول التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين، بما في ذلك لبنان وألمانيا، لضغوط سياسية داخلية لإعطاء حوافز للاجئين للعودة إلى ديارهم، وهو الأمر الذي دفع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) لتحذير الحكومات من الإعادة القسرية، مؤكدة أن ذلك يتعارض مع القانون الدولي.

وعلى الرغم من امتثال البلدان المضيفة لهذه التعليمات، إلا أنها تواصل تصميم سياسات تؤدي إلى عودة اللاجئين لبلادهم.

معاناة السوريين
وسردت المجلة الأميركية قصة الشاب السوري آسر، والذي اختار العودة إلى ألمانيا بعد أن كان غير قادر على التغلب على العقبات البيروقراطية التي تمنعه ​​من الانضمام إلى خطيبته في سوريا.
وكان الحافز الإضافي هو عرض الحكومة الألمانية بمنحة قدرها 1200 يورو (حوالي 1300 دولار) لمساعدته على العودة إلى سوريا، بالإضافة لتزايد المشاعر المناهضة للاجئين في وطنه الجديد.

وتروي المجلة: “بعد أسبوعين من وصوله إلى دمشق، تم استدعاؤه للاستجواب في فرع المخابرات المحلية.. اتصل هاتفيًا بعائلته وقال لهم إنه سيكون في المنزل قريبًا، غير أن لم يُسمع أي أخبار عنه منذ ذلك الحين”.

وتابعت المجلة: “دفع القلق والديه للبحث في الأمر، واكتشفوا أن آسر قد تم احتجازه، حيث لجأوا لأحد الوسطاء لاستقاء بعض المعلومات عن ابنهما، حيث تستخدم مثل هذه العلاقات على نطاق واسع لجمع المعلومات عن المختفين، لا سيما وأن الحكومة لا تقدم مثل هذه المعلومات رسميًا”.

وقال ابن عم آسر، وهو لا يزال يعيش في ألمانيا: “حاول آسر عدة مرات المطالبة بلم شمله [مع خطيبته]، لكنه لم يستطع.. لقد افتقدها وبدأ يشعر بالتعب والاكتئاب، وهو السبب الذي دفعه للعودة لسوريا”.