تحت رعاية محمد بن سلمان .. رؤية العلا تقود العالم في رحلة عبر الزمن مع التراث والطبيعة

الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٩:٣٢ مساءً
تحت رعاية محمد بن سلمان .. رؤية العلا تقود العالم في رحلة عبر الزمن مع التراث والطبيعة

تحت رعاية كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أقامت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، اليوم، حفل تدشين ”رؤية العلا” للإعلان عن خطتها الرامية إلى تطوير العلا بطريقة مسؤولة لتحويلها إلى وجهة عالمية للتراث، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في المنطقة بالتعاون مع المجتمع المحلي وفريق من الخبراء العالميين.

وحضر حفل تدشين ”رؤية العلا” نخبة من كبار المسؤولين والمستثمرين المحليين والدوليين، بالإضافة إلى شخصيات فنية وثقافية عامية، وخبراء عالميين في التراث والطبيعة.

وتعليقًا على هذا الحدث، قلال الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا ووزير الثقافة: ”تقدم العلا للمستكشفين من جميع أنحاء العالم وجهة فريدة، من خلال ماضيها الذي يمثل تاريخًا حقيقيًّا للتبادل الثقافي والتجاري بين الحضارات المختلفة. وبدورنا، فإننا ندعو علماء الآثار والمفكرين من جميع أنحاء العالم لمشاركتنا في استكشاف تاريخ الإنسانية في العلا، خاصة مع الدعم والاهتمام التي تحظى به منطقة العلا من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتحويلها إلى وجهة عامية للتراث، وهو ما يمثل أحد أهداف رؤية المملكة 2030”.

وتحتضن محافظة العلا مناظر خلابة للصحراء وتشكيلات صخرية متميزة ومجموعة من المواضع الأثرية البارزة في المنطقة مثل المواضع الخاصة بالحضارتين اللحيانية والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.

وتعد العلا من عجائب العالم العربي القديم، وتعد ضمن حدودها الحجر أول موقع في المملكة يتم إدراجه ضمن لائمة منظمة اليونسكو لمواضع التراث العالمي، والذي يعد العاصمة الجنوبية لمملكة الأنباط.

وتعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا على مشاريع مستقبلية لتطوير مراكز للزوار في المواضع الرئيسية الثلاثة: الحجر، وجبل عكمة، ودادان وتهيئتها لاستقبال الزوار من كافة أنحاء العالم.

 


وتسعى ”رؤية العلا” إلى إحداث تحولات مسؤولة ومؤثرة في المحافظة، وذلك من خلال العمل المتوازن ما بين حفظ وصون التراث الطبيعي والثقافي الغني، والمشاريع الطموحة للمملكة العربية السعودية لتهيئة المنطقة للترحيب بالزوار من جميع أنحاء العالم.

من جانبه، صرح المهندس عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا ”بأن تدشين رؤية العلا يعد خطوة طموحة في رحلتنا نحو حماية التراث الطبيعي للمنطقة ومشاركة تاريخها الثقافي الثري مع العالم أجمع. وبالنسبة للسياح، فإن زيارة العلا تعد رحلة عبر الزمن؛ فلكل صخرة فيها قصة نحكى. وبدورنا فإننا نسعى للكشف عن مكامن الجمال في هذا المكان وتقديمه كهدية للعالم أجمع”.

وكجزء من مهمتها لحماية وتطوير التراث العالمي في العلا، تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا على تطوير المنطقة بعمل شراكات قوية مع خبراء ومختصين عاميين، وإحدى هذه الشراكات مع الوكالة الفرنسية لتطوير العلا (AFALULA).

وحضر فرانك رييستر، وزير الثقافة الفرنسية الاحتفال للاحتفاء بهذه الشراكة المستمرة.

وقال جيرارد ميستراليت، الرئيس التنفيذي للوكالة الفرنسية لتطوير العلا: ”إن حضور تدشين الرؤية لهذه الوجهة الاستثنائية يبعث على الإلهام. ونحن نتطلع إلى مواصلة تعزيز شراكتنا مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا لإنشاء وجهة عامية للزوار من مختلف أنحاء العالم”.

كما تضمن الاحتفال إطلاق الهيئة لمحمية شرعان الطبيعية، حيث تسهم المحمية بحماية المناطق ذات القيمة البيئية الاستثنائية، وستعمل على استعادة التوازن الطبيعي في المنطقة بين الكائنات الحية والبيئة الصحراوية. بالإضافة إلى ذلك، تهدف المحمية إلى الحفاظ على النباتات الطبيعية والحيوانات وغيرها من الأنواع المهددة ذات القيمة العالمية البارزة، سعيًا إلى إعادة توطينها وإكثارها.

كما أطلقت في المحمية أنواع حيوانية مهددة بالانقراض، بما في ذلك الوعول وطيور النعام أحمر الرقبة والغزلان.

وكجزء من مبادرة المحمية، أعلنت الهيئة الملكية عن سعيها لإنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي، وهو أكبر صندوق في العالم لحماية هذا النوع من القطط الكبيرة المهددة بالانقراض والذي يستوطن جبال المنطقة.

إضافة إلى ذلك، وضعت الهيئة الملكية حجر الأساس لمنتجع شرعان وهو منتجع منحوت في الجبال يضم عددًا من الأجنحة الفندقية، وموقعًا يضم مساحات مبتكرة ومجهزة بأحدث الوسائل والخدمات التقنية لعقد لقاءات قمة وقياديي الأعمال والرؤساء التنفيذيين والفنانين وغيرهم، حيث سيتم تجهيزه بأحدث الوسائل والخدمات التقنية ليستقبل ويستضيف لقاءات واجتماعات قمة على مستوى المنطقة والعالم، وقد صمم بشكل مبتكر بالتعاون مع المعماري الفرنسي الشهير جون نوفيل.

وينبثق منتجع شرعان من جبال العلا الشامخة، وسيحمل إرث الحضارة النبطية في ضيافة الطبيعة الخلابة. ويمزج المنتجع بين الضيافة والحفاوة العربية، مما سيعزز من موقع العلا كمقصد عالمي يوفر تجربة فريدة للزوار والمستكشفين من كافة أنحاء العالم، وذلك كله بمشاركة المجتمع المحلي.

وتماشيًا مع أهداف ورؤية المملكة 2030، ستساهم الهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال ”رؤية العلا”، بإضافة ما مقداره 120 مليار ريال سعودي للناتج المحلي للمملكة بحلول عام 2035، والتي سيتم ضخ معظمها في الاقتصاد المحلي لمحافظة العلا.

وتعمل الهيئة الملكية على إشراك المجتمع المحلي بشكل مكلف ليكون لهم دور بارز وفعال في هذه المشاريع من خلال برنامج ”حماية”، والذي يتيح الفرصة لـ2500 من أهالي العلا ليكونوا حماة للتراث الطبيعي والإنساني في العلا.

كما أطلقت الهيئة الملكية المرحلة الثانية من برنامج الابتعاث الدولي، والذي يوفر لأبناء وبنات العلا فرصة الدراسة في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا في مجالات مختلفة تتعلق بخطط التنمية الخاصة بالعلا، مما سيساهم بشكل كبير وفعال في دعم هذه المشاريع وإعطائها طابعًا محليًّا بمعايير عالمية من خلال أيدي أبنائها، وهو الأمر الذي يمثل أحد أبرز مرتكزات هذه الرؤية الطموحة.

ومع انطلاق هذه المبادرات، تواصل الهيئة الملكية التزامها بأعلى معايير التميز وأفضل الممارسات العالمية، والعمل مع شركائها من الجامعات والمؤسسات المتخصصة في جميع أنحاء العالم وفي كافة المجالات ذات الصلة.

كما تستمر الهيئة في دعم برنامج المسح الأثري والتراثي لمحافظة العلا بهدف حماية وتطوير المواضع التراثية والتاريخية للمحافظة تحقيقًا للتحول المستدام، ولتمكين الزوار المحليين والدوليين من التعرف على ثراء إرثها الثقافي والتاريخي والطبيعي، وعلى الحضارات العربية والقيم المحلية. وسيشكل هذا العمل نواة لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات والبحث في مجالات علم الآثار والتراث وحفظ وصيانة الآثار.