جولة الأمير محمد بن سلمان .. وصناعة الفرص

الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٨:٢٨ مساءً
جولة الأمير محمد بن سلمان .. وصناعة الفرص

يرحل سمو ولي العهد من محطة إلى محطة والعالم جميعاً يرقبه، والأبواب بمنة الله تفتح له.. يحمل معه كل غايات، ومصالح وطن الخير والسلام معه.

وحين يتحرك سموه في كل المحطات فبلادنا تتحرك معه وبه.. ومصالحنا السياسية، والاقتصادية .. تعبّر عن تنوع سياسي يسعى إلى استقطاب الرؤى المتناغمة، ومصالح المملكة، ويدفع بواقعنا الاقتصادي الثري نحو خيارات أخرى متقدمة من الفوائد، والعوائد.. كما تبين هذه الجولة سمات الحكمة الدبلوماسية، والحنكة السياسية في صناعة المواقف الإيجابية تجاه مصالحنا المشتركة مع كل دولة يمر بها.

وحين تحلّل مستوى المقابلات، والضيافة، والاهتمام، واللقاء بسموه، وصحبه يدرك المتابع حجم المملكة من مستوى التعامل مع مقام سمو ولي العهد الذي يمثل بشرف، وإجادة تامة مكانة المملكة، وقيمتها في الخارطة العالمية بكل اتجاهاتها.

استقبال فاخر وتاريخي لسمو ولي العهد في باكستان يعقبه تفاهمات عميقة حول قضايا متفرقة ترتبط بمصالح مشتركة.. تم توقيع عدد من الاتفاقيات في عدد من المجالات التي تهم المملكة وباكستان وتتضمن أبعادًا مهمة تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع القائمة إقليميًّا ومتطلبات توثيق العلاقات فيما بين الدولتين ..

ثم يتجه إلى قوة معتبرة في خارطة التأثير العالمي حيث يتجه سموه إلى الهند التي انتظرت قدوم ولي العهد بما يحمله من فرص عظيمة في بناء روابط وثيقة تخدم ملفات كثيرة .. ومع أن مواقف الهند في كثير من القضايا السياسية النشطة حولنا إلا أن وجود ثقلها في أطروحات واتفاقات تستوعب فهم الواقع الحاصل .. كل ذلك يثري العملية السياسية ..

ولا شك أن لدى الهند فُرصًا كبيرة يمكن اقتناصها من خلال  التعاون المشترك عبر اتفاقات اقتصادية وسياسية ومجالات أخرى .. فالهند قوة ذات ثقل دولي عظيم وصوت إقليمي معتبر.

وتأتي المحطة الثالثة في جولة سمو ولي العهد إلى الصين العظمى التي تقدم نفسها اليوم كواقع تأثيري فائق الدرجة ..

لقد كان أول اجتماع رسمي بين الصين و السعودية في عمان في نوفمبر عام 1985 حيث رتبت الحكومتان العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين في يوليو 1990.

ولقد نمت التجارة بين الصين و السعودية بشكل كبير منذ عام 2000. وفي عام 2005 زادت التجارة إلى 59٪ . فكانت السعودية أكبر مصدر نفط للصين، وعبر شركة سابك قامت بتصدير بتروكيماويات للصين بقيمة تقدر بأكثر من 2 مليار دولار سنويًّا. وفي عام 2008، وبعد ذلك تنامت الاستثمارات والتبادلات التجارية.

ولا شك أن جولة ولي العهد تعبر عن حرص المملكة على تكثيف الاستثمار في المشاريع المختلفة وبالذات المتصلة بالنفط وبناء جسور لفرص وخيارات اقتصادية جديدة تسهم في سد كثير من متطلبات الرؤية السعودية وبرامج تحولها خصوصا البرامج الاستثمارية والاقتصادية والتجارية.

وعلى الجانب العسكري والاستراتيجية في  يناير 2012، وقعت الصين والمملكة العربية السعودية على صفقة زيادة التعاون النووي. وفقًا للمملكة العربية السعودية الهدف من ذلك هو “تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تطوير واستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.” والاتفاق يمهد الطريق لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي .. واليوم المملكة تحتاج إلى فتح منافذ جديدة في هذا الاتجاه.

لذا ستكون جولة سموه بعد زيارات القادة السعوديين سابقًا للصين محط أنظار الصينيين أولاً وأنظار العالم للتعرف على ما ستثمر عنه تلك الزيارة لمصلحة البلدين.

@aziz_alyousef

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني