صيد الأسماك في ينبع مهنة يتوارثها الأجيال

الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٤:٣٥ مساءً
صيد الأسماك في ينبع مهنة يتوارثها الأجيال

تعدّ مهنة صيد الأسماك بمحافظة ينبع التابعة لمنطقة المدينة المنورة أحد أهم المهن التي يزاولها آهالي ينبع منذ أمد بعيد وتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد في رحلة كفاح طويلة تتجدد معالمها كل يوم يتسابق فيها جميع الصياديين على شواطئ البحر الأحمر للسير بقواربهم المتنوعة في أحجامها وألوانها في البحر حيث تشكل لهم موردًا غذائيًا واقتصاديًا لا نظير له .
وتحظى مصائد الأسماك في مختلف مناطق المملكة بدعم كبير من الدولة إذ تقدم للصيادين مختلف التسهيلات لتمكينهم من مزاولة مهنة الصيد بكل يسر، بوصفها قطاعاً اقتصادياً أساسياً ورافداً مالياً يحقق من خلاله أهداف المملكة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية التي جسدتها رؤية 2030 والمتمثلة في خلق تنمية اقتصادية مستدامة توفر فرص عمل جديدة للشباب والشابات في المملكة.
والتقت وكالة الأنباء السعودية بعدد من الصيادين في محافظة ينبع الذين اتفقوا على أهمية هذه المهنة التي توارثوها من الآباء والأجداد وقال الصياد حمد محمود الجهني : إن مهنة صيد الأسماك تحتاج إلى صبر وكفاح طويل مع تحديات البحر، وتعد مصدرًا مهمًا للرزق للصيادين، مشيراً إلى أن هذه المهنة لا زالت تلاقي إقبالاً كبيرًا بين فئتي الشباب والصغار بالمحافظة .
ووصف الصياد محمد سليم أحد أقدم صيادي الأسماك في ينبع هذه المهنة بأنها مهنة المتاعب مع أن البحر فيه الخير الكثير لكنه في نفس الوقت يحف بالمخاطر والصعوبات التي عاشها على مدى ٣٠ عامًا من حياته في مهنة الصيد.
وأفاد الصياد عواد سالم الرفاعي بأنهم في السابق كانوا يبحرون بالقوارب الشراعية وكان يخرج للبحر لطلب الرزق برفقة والده الذي تعلم منه الكثير , مبينًا أن هذه المهنة شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة تمثل في طرق الصيد التقنية وأجهزة الرادار التي تبين خط الرحلة في البحر والعودة.
وذكر الصياد حسين مزين أنه من عائلة متمرسة لمهنة الصيد، موضحًا أن جميع الصيادين يجوبون البحر بقواربهم بشكل يومي للبحث عن أرزاقهم في صيد السمك حيث يتمتع البحر الأحمر بوفرة كبيرة من الثروة السمكية، وتتميز ينبع لوحدها بأنواع منها مثل : الناجل، الشعور ، الفارس، والحريد .
وفي ذلك السياق، أوضح رئيس مجموعة الصيادين في منطقة المدينة المنورة وديع بن طلعت علام أن دوره يكمن في خدمة الصيادين من خلال مراجعة البلدية وحرس الحدود وإدارة الثروة السمكية في وزارة البيئة والمياه والزراعة لاستخراج تراخيص الصيد الخاصة بهم، علاوة على تفقد أحوالهم والوقوف على مشاكلهم لرفعها للجهات المختصة, مضيفاً أن مهنة الصيد لا زالت تلاقي إقبالًا كبيرًا من قبل الشباب السعودي، وطالب بتوفير عدد كبير من المرافق والمراسي لكي تستوعب الأعداد الموجودة.
من جهته بين مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة المدينة المنورة المهندس حمزة بن عمر قناعي أن إدارة الثروة السمكية تهدف إلى المحافظة على الثروة السمكية وإنمائها وتطويرها وحمايتها وضمان حسن استغلالها واستثمارها.
وأفاد أن المهام والمسؤوليات التي يقوم بها فرع الوزارة ممثلة في إدارة الثروة السمكية هي إعداد الخطط والبرامج والمعايير اللازمة لإنشاء وتطوير وصيانة مرافئ الصيد والإشراف عليها بما يتواءم مع التوجهات الاستراتيجية، بالإضافة إلى تحديد وحظر وسائل ومعدات وطرق الصيد الممنوع استعمالها أو خلال فترات محددة من السنة، ومراقبة وتفتيش قوارب وسفن الصيد والتأكد من التزامها بالشروط والمواصفات المقررة وحمل الرخص والوثائق المنصوص عليها في هذا القانون.
كما تقوم الوزارة بمساعدة الصيادين على تطوير معداتهم وتشجيعهم على تكوين جمعيات تعاونية فيما بينهم, مبيناً أنه بلغ عدد الصيادين المسجلين والمصرح لهم في المنطقة الصيد نحو 1578 صياداً، وإجمالي عدد مراسي الصيد المشرفة عليها الوزارة نحو 8 مراسي.
ولفت النظر إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة بدأت في تطبيق مشروع “صياد” الذي يهدف إلى تحفيز الشباب السعودي على مزاولة مهنة الصيد، وذلك في إطار مبادراتها ضمن برنامج التحول الوطني 2020.