كيف تدعم السعودية الأمان والاستقرار الأوسطي والأوروبي؟

الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٨:٤٩ مساءً
كيف تدعم السعودية الأمان والاستقرار الأوسطي والأوروبي؟

المتتبع للأوضاع الداخلية ما بين العام الماضي والحالي (2018 وبدايات 2019 حالياً)، يدرك حقيقة انحسار العمليات الإرهابية ضد السعودية بشكل واضحة، من خلال وصولها لدرجة مميزة مشهود لها عالمياً في أساليب مكافحة الإرهاب من خلال وسائل مختلفة، ليست بالقبضة الأمنية فقط، وإنما بالمعالجات الفكرية والثقافية والإعلامية والتربوية والاقتصادية (محلياً)، والسياسية والعسكرية (إقليمياً ودولياً) وغيرها.

لهذا لن يكون غريباً أن تمثل السعودية صمان الأمان والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط حالياً، وبالتالي تدعم هاتين الخاصيتين المهمتين بالنسبة للدول الأوروبية؛ لأنه ربما يتعرّض الأمن الأوروبي للمزيد من الأخطار مع استمرار اعتناق البعض من جنسيات وديانات مختلفة لأفكار متطرفة. وهذا من أهم اهتمامات القمة العربية الأوروبية، التي تستضيفها شرم الشيخ المصرية، وتحضرها السعودي بصفة محورية من خلال حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصياً.

حقيقة الـ 1096 عملية إرهابية:

في محاضرة جرت في 25 يوليو 2018، كشف متحدث رئاسة أمن الدولة بالسعودية، بسام عطية، أن هناك 1096 عملية إرهابية استهدفت السعودية خلال الفترة من 1979 إلى 2017، أي خلال 38 عاماً، راح ضحيتها 3 آلاف شخص مدني، دون رجال الأمن الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب.

ولعل مقاومة السلطات السعودية لآفة الإرهاب خلال تلك السنوات الـ 38، بحسب التقرير، واستمرار تلك المقاومة والمكافحة الرادعة خلال 40 عاماً حتى اليوم، يشير إلى حقيقة الخبرة الميدانية الواضحة في التعامل ببراعة، مع أحد أخطر الملفات الأمنية حول العالم.

يُشار إلى أن الفترة من 2003 إلى 2006، تعتبر هي الأعنف والأكثر دموية في صراع الإرهاب ضد السعودية.

أحدث شهادة  دولية صالح السعودية:

يعتبر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن حالة الإرهاب، الصادر في أواخر سبتمبر 2018، هو أحدث شهادة دولية لصالح السلطات السعودية بشأن مكافحتها الإيجابية المستمرة ضد هذه الآفة الدولية.

وقال التقرير: “استمرت السعودية في الحفاظ على علاقة قوية لمكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة، ودعمت تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين”، مشيرة إلى أنها نفذت نظاماً لمتابعة عقوبات مجلس الأمن الدولي على مجموعات وأفراد تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، ووسّعت البرامج الحالية لمكافحة الإرهاب والوسائل الموجهة لتأهيل المقاتلين الإرهابيين العائدين من صفوف الجماعات المتطرفة، واستفادت كذلك من إدراج قوانين وتشريعات خاصة بتمويل الإرهاب في قانون مكافحة الإرهاب الجديد لمواجهة تمويل الجماعات الإرهابية.

ولفت التقرير الأمريكي إلى محافظة السعودية على مستوى عالٍ من الدقة في عمليات مكافحة الإرهاب؛ إذ قامت بعدد من عمليات الاعتقال التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة عن مشتبه فيهم وأعضاء لمنظمات إرهابية، وعطلت الخلايا الإرهابية النشطة في جميع أنحاء السعودية. وأشار للحوادث الإرهابية التي أحبطت في السعودية، منوهاً بجهودها فيما يختص بإجراءات التشريع وإنفاذ القانون وأمن الحدود، وكذلك الجهود الإيجابية التي تبذلها بوصفها عضواً في فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي هيئة إقليمية على غرار فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية، وكذلك فرض عقوبات مالية على الأفراد والكيانات الإرهابية.

تأثير السعودية المفيد لأوروبا:

لعل الإشارة الأمريكية في التقرير أعلاه إلى الجهود الإيجابية للسعودية المبذولة، ضمن فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشأن مكافحة الإرهاب، يشير إلى أهمية تأثير ذلك في إفادة الجانب الأوروبي المتطلع إلى دعم أمنه من أي مخاوف محتملة بسبب ظروف الهجرة من أفريقيا، أو من أي عناصر محتملة لتنفيذ عمليات إرهابية.