السبت ٢ مارس ٢٠١٩ الساعة ٣:٠٧ مساءً
الغرس المثمر

مَا مِنْ رَجُلٍ يَغْرِسُ غَرْساً، إِلَّا كَتَب الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ثَمَرِ ذَلِكَ الْغَرْسِ.

ما هو الغرس المثمر؟ وهل يقتصر فقط على ما يغرس بالأرض؟!

عندما نسمع هذه العبارة، يعتقد أغلب الناس بأنها فقط ما يغرس ويزرع في الأرض، ويسقى بالماء. والحقيقة هي غير ذلك؛ فهناك أنواع للغرس، وأخرى للسقيا.

هناك غرس للأخلاق في الأنفس، ويسقى بالحب، فهناك غرس الآداب ويسقى بالرقة، وهناك غرس التواضع والحلم؛ ويسقى بالصبر وغيرها الكثير، وهناك غرس دائم وثابت وباقي حتى وإن رحل غارسه؛ ألا وهو غرس العلم والدين، والذي يسقى باللين والرأفة والترغيب والمحبة؛ فيتمكن ذلك الغارس من نفس المغروس به فيغرس بداخلها ذلك العلم المنير النقي، وذلك الدين القيم الذي يبني هيكل الشخصية بجميع جوانبها، ويرويها من ماء المحبة، واللين، والرأفة لتنمو وتزهر وتعطي ثمارها ولو بعد حين.

المعلمة شريفة الشمردل، مدرسة دين، مارست غرس العلم والدين بنفوس طالباتها مستخدمة ذاك الماء العذب الذي سقت به غرسها ليثمر.

السيدة نوير الرويلي إحدى الطالبات اللاتي تتلمذن على يد المعلمة شريفة لم تواتيها الظروف لتشكر معلمتها في ذلك الوقت إلا أنها أبت أن تشكرها متى ما سنحت لها ظروفها، وبعد مرور 34 عاماً تقرر الطالبة بالبحث عن معلمتها لتصل لها وتشكرها، وتقول لها إن ما غرستي بداخلي من علمٍ ودين وأخلاق؛ كان له الأثر الإيجابي علي، وعلى عائلتي ولم أنس ولن أنسَ فضلك بعد الله عليّ.

لله درك يا معلمتي على علمك وغرسك.

لكل منا غرس سنجنيه ووروداً نهديها لمن يستحقها.