فاجئهم .. لتسعدهم!

الخميس ٧ مارس ٢٠١٩ الساعة ٨:٣٠ صباحاً
فاجئهم .. لتسعدهم!

بعد جدٍّ، ومثابرة، واجتهاد، وتجاوزًا للتحديات والعقبات، حقق مراده وظفر بالشهادة والوثيقة التي يحلم بها وتخرج من جامعته. توقع وتبادر لذهنه حينها أن هناك حفلًا سيقام احتفاءً به، وبهذه المناسبة كأمر طبيعي يراه ويلاحظه فيمن حوله.

مرت الأيام والساعات وهو يعيش حالة الترقب ليكافئ به على حسن صنيعه وعمله وأدائه من أهله وناسه! حتى تبلد ذلك الإحساس لديه وتجمدت مشاعره وأقنع نفسه بأن عليه أن يتعايش مع هذا الواقع، فلا حفل سيقام ولا تكريم سينال! وثيقتك هي من عليها إكرامك والإحسان لك وكفى!

لم يَدُرْ في خلده ما يجري له من أمور وترتيب خلف الكواليس فقد سيطرت عليه غصة في داخله من تجاهله! حتى أتى ذلك اليوم الموعود، وإذا به يدلف لبيته كعادته يتمتم بكلمات فيه من الامتعاض والتألم (لماذا أنا؟ أضعف الإيمان ولو بكوب من القهوة! فلن يكلفكم المال الكثير!)، ولكن هذه المرة لم يسعفه الوقت في إكمال تمتمته فقد فاجأه أهله بما لم يكن يحلم به من استقبال له واحتفاء به وبباقات الورود وطاولة الطعام التي امتلأت بشتى أنواع وأصناف الأطعمة وما تشتهيه الأنفس وتتلذذ به.

بهذه المفاجأة صدمة أحدثها أهله في نفسه هي من العيار الثقيل أطلق عليها. انعقد لسانه وذهبت فصاحته فلم يستطع حينها أن يصف مشاعره وما يجري في دمه من فرحةٍ وبهجة كيف لا؟ وهو يرى من أقرب الناس له يصنع له هذا الحدث دون علمه فرحًا به، إضافة إلى فرحه بالوثيقة. وكل ما جادت به نفسه قول: (بارك الله بكم يا أجمل أهلي وناسي ولا حرمني الله منكم وجمعنا في جناته).

إن ترتيب مفاجأة لمن نحب نعبر من خلالها عن مشاركتنا لهم ولمشاعرهم من شأنه أن يؤدي لتقوية روابط العلاقة بين المحتفي والمحتفَى بهم! كذلك صنيع مثل هذا سيرسم السعادة على محيا المقربين من أصحاب الشأن، وأيضًا سيخلق عادة إيجابية ألا وهي عادة المفاجآت الرائعة والتي تنعكس بأثر طيب على محيط العلاقات أيًّا كان أطرافها.

ولن تمر مثل تلك الليلة مرورًا عابرًا، بل ستكون ذكرى جميلة تُدون في تاريخ حياة الجميع، يجعل منها حديثًا يتكرر طرحه بين الفينة والأخرى فتزيد عندها روابط المحبة أكثر فأكثر.

وختامًا، الأثر حتمًا سيكون أضعافًا مضاعفة لو كان الفعل مع أيتام عندنا أو من حياتهم وأحوالهم صعبة وقاسية.

* كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.

@TurkiAldawesh

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني