الملك سلمان في تونس .. زيارة تفتح آفاق الاستثمار وتخلق فرصًا اقتصادية واعدة

السبت ٣٠ مارس ٢٠١٩ الساعة ١٢:٥٧ صباحاً
الملك سلمان في تونس .. زيارة تفتح آفاق الاستثمار وتخلق فرصًا اقتصادية واعدة

وصل خادم الحرمين الشريفين، إلى تونس تلبية لدعوة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، حيث استقبله الشارع التونسي بأعلام المملكة التي رفرفت في شوارع تونس ترحيبًا وتقديرًا لزيارة تاريخية ترقبتها تونس كثيرًا.

وتنتظر تونس في أعقاب الزيارة التي يجريها خادم الحرمين الشريفين على هامش القمة العربية العادية في دورتها الثلاثين المقررة الأحد ، أن تحقق نجاحًا سياسيًّا واقتصاديًّا ملموسًا، حيث أكد الرئيس التونسي أن العلاقات المشتركة بين المملكة وتونس في أعلى مستوياتها وتشهد تناميًا ملحوظًا في كافة المجالات.

وكان الرئيس التونسي قد أعرب عن ترحيبه بخادم الحرمين الشريفين، مؤكدًا أن المملكة دولة تقوم بعمل لا يستهان به في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية، وأن الزيارة الميمونة تؤكد متانة العلاقات بين البلدين، لاسيما أن علاقات تونس مع المملكة ليست حديثة العهد، بل تعود لعهد الملك عبدالعزيز وقائمة على الصداقة والتعاون، فلا أحد ينكر وزن المملكة في المنظومة العربية.

آفاق استثمارية جديدة:

تشكل الزيارة أهمية كبيرة في طريق رسم آفاق استثمارية جديدة للمملكة في تونس لتعزز المملكة استثماراتها القديمة الموجودة في البلاد منذ السبعينات وتكون المشاريع الجديدة استكمالًا وامتدادًا لها.

ويعتبر مستثمرو المملكة من أوائل المستثمرين الذين استثمروا في تونس الخضراء في عدة قطاعات كالسياحة والاتصالات والمدن الصناعية وإصلاح الأراضي وتطويرها.

وتفتح الزيارة آفاقًا واسعة جديدة تهدف لتعزيز العلاقات التاريخية المميزة بين البلدين والقفز بها نحو ما يعود بالخير والتنمية.

وانتظرت تونس الزيارة بغية اقتراح مشاريع من المحتمل أن تجذب استثمارات سعودية جديدة، لاسيما أن حجم الاستثمارات السعودية في تونس حاليًّا قد بلغ 600 مليون يورو.

وكان السفير السعودي لدى تونس محمد بن محمود العلي قد وصف الزيارة بالتاريخية والهامة والتي تتوج تاريخًا طويلًا من العلاقات الأخوية بين البلدين.

وفي المجال الصحي تنتظر تونس مزيدًا من التعاون مع المملكة، حيث تترقب إحداث نقلة نوعية وقفزة هائلة في القطاع الصحي.

عراقة العلاقات:

وجاءت تصريحات وزيرة الصحة التونسية سنية بن الشيخ لتؤكد على عراقة العلاقات بين المملكة وتونس في المجال الصحي، والتي رسختها ثقة هيئات المملكة الصحية في الكفاءات التونسية وسعيها الدائم إلى التعاقد مع الأيدي الطبية التونسية للعمل في مؤسساتها الصحية، فضلًا على مساعي دفع الاستثمار والشراكة في عدد من المجالات الصحية بين البلدين.

وكان صندوق التنمية السعودي قد تكفل ببناء مركز الإصابات والحروق البليغة بمدينة بن عروس الذي أحد مفاخر القطاع الصحي في تونس.

وتعهد الصندوق ببناء مستشفيين من صنف “ب” بكل من معتمدية سبيبة بولاية القصرين ومعتمدية الجم بولاية المهدية في شكل قرض بقيمة 45 مليون دينار تونسي.

وتنوي المملكة تمويل مستشفى جامعي جديد متعدد الاختصاصات في القيروان بقيمة تتجاوز الـ221 مليون دينار تونسي على شكل هبة.

وقال سليم خلبوص وزير التعليم والبحث العلمي التونسي: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين تأتي لتأطير الدعم المستمر للمملكة في مجال التعليم والبحث العلمي، والتي قطعت فيه البلدان شوطًا طويلًا في العديد من المشاريع كمشروع إحداث مركز امتياز مندمج في مجالات النفط والغاز والطاقات المتجدّدة بتطاوين بالجنوب التونسي، وبرنامج حركية الباحثين والطلبة بين البلدين في مراحل الإجازة والماجستير والدكتوراه وما بعدها وتخصيص المنح للطلبة التونسيين، والعديد من اتفاقيات التعاون المتنوعة بين جامعات البلدين.

فرص اقتصادية واعدة:

وتستكمل تونس في هذه الزيارة التفاهمات التي تمت بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد خلال زيارته الأخيرة لتونس في نوفمبر 2018، حسب ما أكد الدكتور سليمان العييري رئيس مجلس الأعمال السعودي التونسي.

وكان وزراء المالية والاستثمار والتجارة التونسيين قد زاروا المملكة قبل عدة أشهر بغرض عقد اتفاقيات تجارية واقتصادية واعدة بين البلدين وبحث سبل تنميتها.

وأشار العييري إلى أن هناك مساعي مشتركة لحل مشكلة في النقل البحري بين البلدين سيتم على إثرها إنشاء شركة مختصة بذلك لتسهيل نقل البضائع وزيادة التبادل التجاري بين المملكة وتونس، مشيرًا أن المملكة تضخ حاليًّا استثمارات في تونس في بناء المستشفيات وترميم المساجد والآثار الإسلامية وإصلاح الأراضي ودعم رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة.

وحول المعوقات التي تقف في وجه المستثمرين السعوديين قال العييري: إن هناك رغبة حثيثة في معالجتها من قبل جميع الأطراف.

من جانبه، ثمًن وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي التونسي زياد العذاري زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى تونس، واصفًا إياها بالحدث الذي يؤكد على تجذر العلاقات ومتانتها.

ورأى أن هذه الزيارة تعكس حرصًا ثابتًا لدى البلدين للارتقاء بمستوى التعاون الثنائي على جميع الأصعدة لمستويات أفضل بغية خدمة المصالح المشتركة.

وكان لمقترح المملكة بدمج القمتين (القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية) مع (القمة العربية العادية)- والذي سيرفع لاعتماده في هذه الدورة- أحد المقترحات الهامة للمملكة، والتي تؤكد حرصها على منح الملف الاقتصادي مزيدًا من الاهتمام ليأخذ مساحة أكبر في القمة العادية.