العالم يتحرك على وقع الخطوات السعودية

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٩ الساعة ٧:٠٢ مساءً
العالم يتحرك على وقع الخطوات السعودية

مع العهد الميمون الحالي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، تمكنت السعودية خلال أربع سنوات وثلاثة أشهر من إقناع مراكز القوى في العالم المعاصر، شرقاً وغرباً، من خلال المنجزات الميدانية على الأصعدة الاستراتيجية والسياسية والعسكرية والاقتصادية.

ومن خلال تحالفات منطقية قدمتها القيادة السعودية للعالم أو شاركت في تأسيسها وتنفيذها، لقيت احتراماً دولياً، وأسهم ذلك في تحقيق أحد أهم أسباب اختيارها كتاسع أقوى دولة في العالم بحسب دراسة حديثة أول مارس الراهن.

التحالفات ذات التأثير السعودي:

قبل أن ينتهي العام الأول من عهد الملك سلمان (تولى الحكم في 23 يناير 2015)، أطلقت السعودية في 15 ديسمبر 2015 التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بمشاركة 41 دولة إسلامية. وكان الهدف مهماً ولائقاً من أجل وقوف هذه الدول الإسلامية ضد أي محاولات لضربها إرهابياً، من جماعات متطرف صغيرة محسوبة على الإسلام، مثل “داعش” و”القاعدة” و”حزب الله” و”ميليشيا الحوثي” وغيرها، إذ أنه من المدهش أنه هذه الجماعات تجد من يساندها في المنطقة، من خلال النظامين الإيراني والقطري، وبشهادة معتمدة دولياً بالإدانات والتصنيف في قوائم الإرهاب.

وفي 25 مارس 2016، بدأ عمل التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن، من خلال إطلاق عمليات “عاصفة الحزم”، من أجل تقويض مليشيا الحوثي الانقلابية هناك، وإحلال العدالة في الدولة العربية الشقيقة.

وقبل ذلك، كانت السعودية قد شاركت في تأسيس التحالف الدولي ضد داعش، في سبتمبر 2014. وتميّزت السعودية بالمشاركة العسكرية في التحالف من بين 21 دولة على رأسها أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، ومعها 5 دول عربية في المشاركة العسكرية، هي: العراق، الإمارات، البحرين، الأردن، ولبنان.

لماذا الحراك السعودي مسموع؟

لم يشكل الإعلان عن تأسيس التحالف الإسلامي العسكري أي صدمة للقوى الدولية المختلفة، لأنه هدفه الأساسي الاجتماع بقناعات عسكرية وفكرية وإعلامية لمحاربة الإرهاب، من خلال عدد واسع من دول العالم، هي الأكثر تعرُّضاً للإرهاب نفسه، هي الدول الإسلامية التي تحاول بعض الجهات الإعلامية الغربية أن تتهم دينها الإسلامي جوراً بالالتصاق بتلك الأفعال الإرهابية المشينة في مختلف أنحاء العالم.

ولعل السعودية أثبتت ذلك عملياً بعد عامين ونصف، عندما دشّنت بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 21 مايو 2017، المركز الدولي لمكافحة الإرهاب (اعتدال) من العاصمة الرياض. كما أنها استضافت قبل ذلك بأكثر من 9 أعوام في 5 فبراير 2005، أول مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في الرياض نفسها.

أما عمليات “عاصف الحزم” التي أُطلقت لدعم الشرعية في اليمن ضد الهيمنة الحوثية المسنودة إيرانياً، تمت بعلم من الدول الكبرى ومجلس الأمن. وبنفس القدر وفي نفس الاتجاه، تواصل القيادة السعودية حراكها المسموع عالمياً، من خلال دفاعها عن الشعب السوري للخلاص مما يرفضه من نظام حاكم ومليشيات إرهابية تستغل محنته، وعن الوحدة الحكومية في ليبيا، وعن الاستقرار الاقتصادي في مصر، وعن شبح الإرهاب في المنطقة، وغيرها، وذلك بالتنسيق المستمر مع كبار العالم.

أليس هذا كافياً أن تكون خطوات الحراك السعودي مسموعة عالمياً؟