إنقاذ رقبتين من القصاص في بللحمر بشفاعة الأمير تركي بن طلال

السبت ٤ مايو ٢٠١٩ الساعة ١١:٥٥ مساءً
إنقاذ رقبتين من القصاص في بللحمر بشفاعة الأمير تركي بن طلال

استجابت أسرة آل دماس من بللحمر في بادرة مباركة للعفو، حيث تكللت شفاعة أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال وتدخل مشايخ ونواب قبائل المنطقة في إنهاء قضية “آل دماس” من قبائل بللحمر بالصلح والصفح والعفو، وذلك بعد وفاة شخصين إثر خلافٍ بينهم، واستمرت القضية لأكثر من ٢٠ عامًا.

وأعلن المتنازل الأول الوكيل عن أسرة آل عائض بن دماس، عوض عايض سعيد آل دماس البهيشي الأحمري، التنازل عن قاتل والده، كما أعلن وكيل أسرة آل محمد بن دماس فايز عبدالله آل دماس البهيشي الأحمري التنازل عن قاتل والده.

وكان أمير منطقة عسير قام عصر اليوم بزيارة لأسرة آل دماس من قبائل البهشة ونازلة بللحمر بمركز الأثب في بللحمر، واجتمع كل الأطراف بحضور أمير منطقة عسير في منزل الشيخ عبدالله مشبب بن لافي وتصافح الجميع وتسامحوا أمامه.

وألقى الأمير تركي بن طلال كلمة بهذه المناسبة تحدث فيها بكلمات تعبر عن الوفاء والعفو والتسامح وقدم شكره لثلاث جهات، بدأها بالشكر والتقدير للأسرتين المباركتين على قبولهم شفاعته وعلى تساميهم على آلامهم، وأنهم بهذا الثواب العظيم ثبّتوا قيمة العفو؛ القيمة العظيمة عند العرب وعند المسلمين.

أما الشكر الثاني فقد وجهه لنواب بللحمر والوجهاء لمشاركتهم وحرصهم وتفانيهم وعملهم الدؤوب المقدر، لحقن الدماء وعتق الرقاب وكسب فضل ذلك من الله سبحانه وتعالى؛ وبذلك فقد أثبتوا الدور الحقيقي والفاعل للنواب وهو دور آبائهم وأجدادهم.

كما قدم شكره ثالثًا للمصلحين من لجان إصلاح وأهل الخير ممن شاركوا سابقًا أو لاحقًا في محاولة العتق، وعلى دعمهم لكل هذه الجهود، وهم بهذا ثبّتوا قيمة التضامن.

وبين الأمير تركي بن طلال أن هذا اليوم تم تثبيت ثلاث قيم متمثلة في العفو ودور مشائخ القبائل والتضامن، واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صنع معروفًا وقال لصاحبه جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء”؛ فجزاكم الله خير الجزاء.

وأضاف مخاطبًا الحضور: أنتم مثل ما استحق أجدادكم الأزد أن يكونوا أنصار الله وأنصار الرسول، وأولاكم الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الميزة وهذه المكانة؛ لخصالٍ وجدها فيكم وأنتم أحفاده، ونحن من منطلق رغبتنا في تثبيت هذه الخصال التي خصكم بها نبي الله عليه الصلاة والسلام، آمل منكم قبول نصيحتي بعد شكركم؛ فالنصيحة كما قال العرب هي إرادة الخير في المجتمع أولًا من الجانب الشرعي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي خصكم بالخصال الطيبة: “لئن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم”.

وأضاف : كان بودي والعقلاء منكم أن هذا الأمر الذي حصل ما كان حصل واستمرت جريرته عليكم طوال هذه السنين؛ لأمر يغضب الله وينافي العادات العربية من أجل حطام الدنيا؛ مما أدى لقطع صلة الرحم وقطع الجيرة وقطع التزاور، إن كان هدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من قتل مسلم؛ فكيف هو بينكم أنتم؟!

إن فعلكم هذا يا بللحمر وتثبيتكم لقيمة العفو اليوم وتسامكيم على الآلام فيه رسالة للآخرين أن لا يقعوا فيما وقع فيه من سبقهم.

وإننا تحت ظل سيدي خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة عضيده، أخي سمو ولي العهد، وكما هو نهج هذه البلاد، في ألا تراق قطرة دم من دمائكم الشريفة إلا في أمرين لا ثالث لهما؛ الأول هو الدفاع عن أرض الوطن، والثاني هو في الحفاظ على أرض الأمة تحت راية التوحيد وراية سيدي خادم الحرمين الشريفين، في غير هذين الأمرين فكل دم وكل قطرة دم تراق فهو عبارة عن عبث لا فائدة منه، وأتمنى في هذا اليوم المبارك الذي تساميتم فيه على آلامكم أن تكون هذه الرسالة واضحة للجميع على كل حال.

وختم الأمير تركي بن طلال حديثه للحضور عن القيم الأصيلة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وقال: “أنتم أحفاد شرفاء العرب، تعلمون ماذا قالت خديجة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أتى إليها، فقد طمأنته قائلة: إنك والله لتحمل الكَلّ وتُكرم الضيف وتعينه على نوائب الحق وتصل الرحم، هذه أمور ميزت نبينا عليه الصلاة والسلام، الذي نحن نسير على سنته؛ فمن بابٍ أولى بكم يا شرفاء العرب أن تقتدوا بنبيكم”.