أعوام في خدمة ضيوف الرحمن يسردها أبطال الحرم: تسرنا الابتسامة والدعوة

الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٩ الساعة ١٠:٣٧ مساءً
أعوام في خدمة ضيوف الرحمن يسردها أبطال الحرم: تسرنا الابتسامة والدعوة

جهود مستمرة وأعمال متواصلة ورجالٌ يعملون على مدار الساعة دون كللٍ أو ملل، لتهيئة الظروف الملائمة لضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل يُسرٍ وسهولة، هنا حيث تتحقق الأرقام القياسية في خدمات النظافة ورفع المخلفات ومد المسجد الحرام بالأطنان من ماء زمزمٍ المبارك، وخلف كلّ عمل ناجح ورقمٍ قياسيّ جديد رجالٌ مجهولون لا يعرفهم أحد ولا ينتظرون شكرًا من أحد، تسرهم ابتسامة معتمر، ودعوة صائمٍ عند فطره، حيث قطعوا آلاف الأميال من بلدانهم تاركين وراءهم أسرهم وأبناءهم للعمل في المسجد الحرام.

أول رمضان في تطهير خير البقاع:

وقال الشاب فواز بن بخيت المالكي من إدارة التطهير والسجاد: هذا أول عام لي في خدمة بيت الله الحرام، حيث اختصني الله لتحقيق قوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، فهنا مشاعري لا توصف فبالرغم من ابتعادي عن أهلي إلا أنهم يفتخرون بي وأتمنى لو أنهم كانوا هنا لأشاركهم مشاعر الفرحة والسرور وأنا أشارك في تطهير خير بقعة وفي أفضل شهر، بحسب موقع “رئاسة الحرمين”.

20 عامًا في خدمة المسجد الحرام:

أما حبيب الله الذي يخدم في سقيا زمزم بالمسجد الحرام منذ 20 عامًا فحكى قصته قائلًا: قبل 20 عامًا حزمت حقائبي متجهًا نحو بلد الخير المملكة العربية السعودية، وكانت أجمل بشرى لي بأنّ عملي سيكون في المسجد الحرام، كانت فرحةً عظيمة أن أخدم الحرم وضيوف الرحمن، عشرون رمضان وأنا أصومها هنا، ورغم مرارة البعد عن الأهل إلا أن سقاية ضيوف الرحمن ومدهم بماء زمزم والتأكد من تأمين احتياج كافة المشربيات والحافظات والإفطار بجانب الكعبة المشرفة تنسيني تلك المرارة وتتحول غصة الحزن إلى سرورٍ وفرح.

عقد من الزمن في سقيا ضيوف الرحمن:

من جهته، قال جميل أحمد والذي يخدم في البيت الحرام منذ عشر سنوات حيث يعمل مراقبًا في سقيا زمزم بالمسجد الحرام: إن العمل في المسجد الحرام لذةٌ لا تضاهيها أي لذةٍ أخرى، فالزائر والمعتمر يصل الحرم بعد أن قطع مئات الأميال ويحاول أن يقضي جل وقته في العبادة وهم ضيوف الرحمن، ونحن هنا نحاول خدمتهم بشتى الطرق، فسقيا الحاج والمعتمر شرفٌ لا يضاهيه شرف.

دعوة معتمر تنسيني مشقة العمل:

ويصف محمد يونس شعوره بخدمة ضيوف الرحمن بأن سقاية زوار الحرم ودعوة من المعتمر قبل الإفطار تغنيه عن كل شيء، مضيفًا: أعمل في الحرم منذ خمسة أعوام ولم أشعر يومًا واحدًا بالغربة؛ فهنا ألتقي بالزوار من كافة الأعراق والأجناس، وهذا ما يخفف عني ألم الغربة والبعد عن أسرتي فابتسامة المعتمر أثناء تقديم ماء زمزم عند ارتفاع أذان المغرب ودعوته لي تنسيني مشقة عمل يومٍ كامل.

أعراق على مائدة واحدة:

ويصف عرفات مشاعره بالقول: منذ جئت إلى هنا وأنا محظوظ جدًّا؛ فقد اختصني الله من بين الكثير من الناس لخدمة بيته الحرام، والعمل على سقيا ضيوف الرحمن، كما أن كل من يعرفني يغبطني على هذه النعمة ويتمنى لو كان مكاني ولو ليوم واحد، هنا أشعر بالفرح في كل يوم، وأحمد الله على هذا الشعور فهو عوضني عن خدمة عائلتي بخدمة ضيوفه.