السحيرة يلازم مائدة الإفطار بالمدينة المنورة فماذا تعرف عنه؟

الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٩ الساعة ١٠:٥١ مساءً
السحيرة يلازم مائدة الإفطار بالمدينة المنورة فماذا تعرف عنه؟

يلازم السفرة الرمضانية في كل بيت من بيوت المدينة المنورة قطعة من الشريك الحجري (السحيرة) حيث يعد وجوده أساسيًا في سفرة الإفطار الرمضانية، ويرتبط بتاريخ أهالي المدينة المنورة وله طعم لذيذ تتفرد به طيبة الطيبة عن بقية مدن المملكة.
ومن أول يوم من أيام رمضان يزيد الإقبال على شراء الشريك المديني حتى اللحظات الأخيرة لأذان المغرب حيث تزدحم المخابز ومحلات بيعه قبل صلاة المغرب ويصطف المشترون بالطوابير لشرائه لأنه المفضل على مائدة الإفطار في رمضان وقد لا تكتمل المائدة بدونه عند الكثير.
ويخبز الشُريك على شكل دوائر يرش عليه من الخارج القليل من السمسم الذي يكسبه طعما مميزا ليجد طريقه بعد ذلك إلى الأفران ثم المائدة .
واشتهرت بعض أسر المدينة المنورة بتجهيز خبز الشريك إذ توارثوها من الآباء والأجداد حتى أصبح الخبز علامة تجارية يُعرف بأسماء الأسر حيث يفيد عبدالمجيد وهو بائع في أحد مخابز بيع الشُريك بالمدينة المنورة, بوجود نوعين من الشُريك المديني، الأول هو العادي المعجون بالماء فقط والإقبال عليه ضعيف بعض الشيء, أما النوع الآخر فهو الشريك الحجري الذي يكثر عليه الإقبال وهو المصنوع من الحليب والحمص حيث يتميز بوجود حبات من الحمص اللذيذ بداخله .


وأضاف : ” لدينا زبائن من داخل وخارج منطقة المدينة المنورة على مدار العام ولكن يكثر الإقبال عليه خلال شهر رمضان الكريم لدرجة أننا نشهد زحاما شديدا قبل صلاة المغرب لأن أهالي المدينة يفضلونه على مائدة الإفطار في رمضان .
ورأى المواطن ناصر عثمان أن لشُريك المدينة مذاقا ورائحة خاصة ارتبطتا بالمدينة المنورة وذكرياتها الرمضانية الجميلة التي نشؤوا عليها سواء أفطروا داخل منازلهم أو في المسجد النبوي الشريف خلال شهر رمضان أو طوال أيام السنة ، لأن الشُريك صديق دائم لموائد الإفطار على مدار العام ، ويكثر وجوده في شهر رمضان المبارك .
ويستعيد العم حسين منصور ذكرياته قائلاً : تعودت على أكل الشريك منذ الصغر وأعدّه الأكلة المفضلة لدى كبار السن، حيث كنت أذهب مع والدي – رحمه الله – لنشتريه من سوق القفاصة في شارع العينية ومن سوق العيش في باب المصري، إذ كان يطلب مني إحضار الشريك والخبز الحب قبل صلاة المغرب من الفرن الواقع في حوش منصور.


أما المواطن سعيد مشحن فقد قال : منذ سنوات عديدة وسفرة الإفطار الرمضانية تحتوي بشكل يومي على خبز الشُريك الذي يلازم الفول في هذا الشهر الفضيل , ومع الزحام الشديد الذي تشهده محلات بيع الشُريك قبيل المغرب إلا أننا نصطف في الطوابير الطويلة للحصول عليه من أجل سفرة الإفطار الرمضانية بل إننا نرسله خلال شهر رمضان بشكل دوري للأقارب الذين يقطنون خارج طيبة الطيبة ، لأنهم يحبونه ويطلبونه بشكل مستمر ، خاصة ذلك المحشو بحبات الحمص .
ومن جهته قال العم حمزة صاحب مخبز لتحضير الشريك الحجري بالمدينة المنورة : إن الشريك يصنع من الدقيق والحمص والسمسم، ويمر بعدة مراحل إلى أن يتم عرضه للزبائن، لافتا النظر إلى أنه قديما كان يجهز على الفحم والزبائن يفضلون حمله بالحبال الصغيرة بدلا من الأكياس الورقية، وذلك للمحافظة على جودته ونكهته لأنه يخرج من الفرن ساخا ووضعه في الأكياس يجعله طريا جدا بسبب تبخر الحرارة.