وفاة العلامة عبدالقادر شيبة الحمد بعد رحلة إيمانية وفقهية لا تتكرر

الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٩ الساعة ٢:٥٦ صباحاً
وفاة العلامة عبدالقادر شيبة الحمد بعد رحلة إيمانية وفقهية لا تتكرر

انتقل إلى رحمة الله تعالى العلامة الفقيه الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد، حيث سيصلى عليه اليوم الثلاثاء بعد العصر في جامع الملك خالد في الرياض.

وبحسب ما ذكر نجل المتوفى، يوسف شيبة الحمد، سيدفن الشيخ الراحل في مقبرة الشمال والعزاء في المقبرة.

عبدالقادر شيبة الحمد هو فقيه سعودي ولد في مصر، وأسرته من قبيلة بني هلال، ودرس في الجامع الأزهر في كلية الشريعة، وعمل مدرسًا في مصر لمدة عشر سنوات، ثم انتقل إلى المملكة وعيِّن مدرسًا في معهد بريدة العلمي، ثم مدرسًا بكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض.

وانتقل عبدالقادر شيبة الحمد إلى المدينة المنورة عام 1382هـ ودرس في الجامعة الإسلامية، وأمَّ المصلين بالمسجد النبوي في شهر رمضان في صلاة التهجد عام 1406هـ وعام 1408هـ، فيما درس بالمسجد النبوي تفسّير القرآن العظيم لمدة أربعة عشر عامًا.

وتزوج عبدالقادر شيبة الحمد قبل قدومه للسعودية فلما ماتت زوجوه أهل بريدة، ثم تزوج بعدها من كريمة قاضي مدينة عنيزة محمد بن عبدالعزيز المطوع.

وبدأ عبدالقادر شيبة الحمد في سن الخامسة من عمره بالذهاب إلى الكتاب، فحفظ القرآن كاملًا وتعلم الكتابة فيه، ثم التحق بعد ذلك بالجامع الأزهر وأخذ الشهادة الابتدائية، ثم شهادة الثانوية ثم درس في الجامع الأزهر في كلية الشريعة، وأثناء دراسته فيها فتح اختبار الشهادة العالية القديمة، وكانت الشروط متوفرة في الشيخ، فدخل فيها وكان عدد المتقدمين للاختبار 300 طالب، فلم ينجح منهم إلا ثلاثة كان من ضمنهم شيبة الحمد، بعد ذلك أخذ الشيخ الشهادة العالية عام 1374هـ، وكان عمر الشيخ قد قارب الخمس والثلاثون سنة.

وانتقل بعد ذلك شيبة الحمد إلى المملكة بأهله، وكان إلى يوم انتقاله يعمل رئيسًا في المقاطعة الشرقية لجماعة أنصار السنة، وعين مُدرسًا في معهد بريدة العلمي، وفي ذلك الوقت تخلى عن الجنسية المصرية وأعطي الجنسية السعودية بأمر من الملك فيصل بن عبدالعزيز، وكانت الدراسة تبدأ بعد الحج مباشرة إلا عام 1375هـ حيث أُجلتْ إلى 18 صفر عام 1376هـ، ودرس فيه الشيخ ثلاثة أعوام متتالية، وكان من طلابه في المعهد صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، وعبدالرحمن العجلان المدرس بالمسجد الحرام.

وفي عام 1379هـ عُينَ عبدالقادر شيبة الحمد مدرسًا بكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض، فدرس في أول سنة عينَ فيها في كلية الشريعة التفسير وأصول الفقه، وبعد سنتين درس في نفس الكلية سبل السلام شرح بلوغ المرام في الحديث، وكان من طلابه في تلك الفترة الشيخ عبدالله الغانم مدير عام المكفوفين في الشرق الأوسط، والشيخ صالح اللحيدان ومنصور المالك وغيرهم.

أما في عام 1381هـ ففتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فقام رئيس الجامعة محمد بن إبراهيم آل الشيخ بدعوة كثير من أهل العلم للتدريس هناك، فمن كلية الشريعة بالرياض وقع الاختيار على عبدالعزيز بن باز لأن يكون نائبًا لابن إبراهيم على الجامعة، فطلب ابن باز من المفتي أن يسمح بانتقال مدرسين من أعلام كلية الشريعة وهما محمد الأمين الشنقيطي وعبدالقادر شيبة الحمد، فقبل ابن إبراهيم بأن ينقل الشنقيطي ورفض نقل شيبة الحمد لحاجة الكلية لأحدهما، وفي العام الذي تلاه أَلح ابن باز على نقل شيبة الحمد فسمح له.

ثم في عام 1382هـ انتقل شيبة الحمد إلى المدينة المنورة، ودرس في الجامعة الإسلامية، وكلما أنشئت كلية درس فيها، إلى أن تم نقله إلى قسم الدراسات العليا، حتى أحيل إلى التقاعد.

وفي عام 1400هـ انتُدِبَ شيبة الحمد للتدريس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية في ذلك الوقت، وهو تابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

كما قام بالتدريس في المسجد النبوي الشريف، حتى شاخَ وتوقف عن التدريس واستقر بمدينة الرياض.