المراكز الصحية كيف كانت وماذا أصبحت ؟!

الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩ الساعة ١٢:٣٨ مساءً
المراكز الصحية كيف كانت وماذا أصبحت ؟!

في ليلة 27 من شهر رمضان المبارك بعد صلاة التراويح وتحت زخات المطر.. ذهبت بصديقي المُتعب إلى مركز صحي المنسك بأبها وقد أذهلني “زحمة” المراجعين وكأنني في أحد طوارئ المستشفيات الكبيرة..

هل سأقضي هذه الليلة في طابور الانتظار؟

كان ذلك السؤال الذي يراودني بتذمر..

استسلمت للأمر وتجاوزت البحث عن الإجابة وانشغلت بمراقبة ذلك الرجل الذي تواجد بالمركز يوجه ويراقب ويحفز ويبتسم ويعمل بكل مرح وحيوية الشباب.

في أقل من ربع ساعة أصبحت تلك الزحمة من الماضي.. وأصبحت دعوات المرضى لهذا الرجل تسابق زخات المطر.

انتابني الفضول لمعرفة هذا الرجل كي نقول للمحسن أحسنت ونأخذ بيد المجتهد للنجاح!

العجيب والمدهش والجميل الذي يدعو للفخر أن هذا الرجل الذي في الميدان هو “مدير قطاع أبها”!!

إيمانًا منه بأن القائد يبدأ عمله من الميدان وليس من المكتب!

آمنت بأن مثل هذه الكفاءة يجب أن تظهر للسطح، وشعرت حينها بأن خلف الكواليس عدة أعمال عظيمة يقوم بها وتكاد تكون “مجهولة” للناس.. فأخذت على عاتقي البحث عن دور القطاع في تنمية الصحة في عسير.

فوجدته يندرج تحت إدارته 54 مركزًا.

كأكبر قطاع في المملكة..

في غضون ثلاثة أشهر.. أعاد هيكلة القطاع، وأسس أربعة مراكز مناوبة على مدار 24 ساعة.

وأقنع الكوادر البشرية بالعمل في هكذا بيئة جديدة.

ونجح بأكثر من مركز في اعتماد الجودة.

كانت المراكز الصحية قبل ستة أشهر من الآن أشبه بالقرى المظلمة المهجورة التي لا يؤمن بها الناس، حتى جاء هذا الرجل القائد وأشعل في كل مركز قنديلًا؛ فتحولت المراكز إلى نقاط جذب تعمل بإمكانيات عالية وروح عظيمة؛ وبالتالي ذهب الضغط عن مستشفى عسير المركزي واستراح مستشفى أبها للأطفال من معظم ما يعانيه.

خالد الزيداني مدير قطاع أبها هو من رجال صحة عسير؛ فشكرًا لهذا القائد الذي اختصر الوقت وبأقل التكاليف وصنع من المراكز حقلًا مثمرًا وواحةً يسعد بها المراجع ويقول شكرًا للأبد.

بارك الله في سعادة مدير عام صحة عسير الذي اختار هكذا رجال..

ولتنم قرير العين يا سيدي ولي العهد؛ فأبنائك هم سواعدك التي تقاتل لنجاح رؤيتك.

وفي عسير تحديدًا بإشراف الأمير الرائع تركي بن طلال آل سعود.