كيف تأثرت صناعة الدفاع الأوروبية بحظر الأسلحة على المملكة؟

الأربعاء ٥ يونيو ٢٠١٩ الساعة ٣:١٨ مساءً
كيف تأثرت صناعة الدفاع الأوروبية بحظر الأسلحة على المملكة؟

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز Financial Times” تقريرًا عن حظر تصدير الأسلحة إلى السعودية من جانب الحكومة الألمانية وما أثاره ذلك من نقاشات بين الدول الأوروبية المُشاركة في تطوير تلك الأسلحة.

وذكر التقرير أن ذلك الحظر أدى إلى تهديد عقد شركة “إيرباص” مع المملكة، وخطر يواجه شركة “BAE Systems” من حيث الالتزامات التعاقدية.

وذكر أن رفع دعوى على أحد أكبر عملائها أمرٌ غير وارد، إلا أن الرئيس التنفيذي لشركة “إيرباص”- أكبر مجموعة في مجال الفضاء والدفاع في أوروبا- لم يستبعد ذلك.

فقرار ألمانيا في شهر أكتوبر الماضي بحظر صادرات الأسلحة إلى المملكة يُهدد عقد شركة “إيرباص” الأوسع مع المملكة، حيث حصلت الشركة على 297 مليون يورو كدفعة مقدمة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، كما أنها غير قادرة على إكمال العقد، بحسب “العربية”.

وأدت الخطوة أحادية الجانب من قِبل برلين إلى إيقاف شركات الدفاع الأخرى من بيع المعدات العسكرية التي تم تطويرها بالتعاون مع الشركات الألمانية إلى السعودية، أو منعها من شحن الأسلحة التي تحتوي على قطع ألمانية.

لقد كانت المملكة لسنوات واحدةً من أكبر مستوردي الأسلحة، حيث تشير تقديرات مجموعة الأبحاث IHS Markit إلى أن المملكة كانت أكبر مستورد للمعدات والخدمات الدفاعية من حيث القيمة في العام 2017. حيث ارتفعت مشترياتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة في الوقت الذي تقوم فيه البلاد باتباع سياسة إقليمية حاسمة، بما في ذلك التدخل العسكري في اليمن.

وقال غيوم فيوري، الذي تولى منصب رئيس شركة “إيرباص” في شهر إبريل: “التوجه إلى القانون (بشأن حظر الصادرات) هو أحد الخيارات التي ينبغي علينا النظر فيها”.

وأضاف، أثناء رحلة إلى لندن، أن هذا الوضع “له تأثير كبير على عدد عقودنا مع العملاء”.

وبالنسبة لصناعة الدفاع في أوروبا، فقد أثارت خطوة ألمانيا قلقًا أعمق، حيث يخشى بعض المديرين التنفيذيين من احتمالية تقويض الشراكات العابرة للحدود والتي ساعدت على ازدهار الصناعة في وجه الميزانيات الوطنية المحدودة وتطوير التقنيات السيادية الحديثة مثل مقاتلات التايفون.

وتعد صناعة الدفاع في أوروبا من بين أكبر المُصدرين في العالم، حيث حققت أرباحًا بلغت حوالي 100 مليار يورو في معدل العام 2016، كما وظفت نحو 500.000 شخص بشكل مباشر، وفقًا لأحدث الأرقام من هيئتها التجارية.

وقال نيك كنغهام، وهو محلل لدى وكالة Agency Partners: “من الواضح أن ذلك يمثل مشكلةً كبيرة. إن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا ليست كبيرة بما يكفي لتطوير مجموعة من أحدث التقنيات سواءً بشكل فردي أو جماعي. يجب أن يتم ذلك على أسس الشراكة”.

وقد تكون الشراكات المستقبلية في خطر، حيث إن هناك خططًا لتطوير طائرة أوروبية بدون طيار، كما أن ألمانيا وفرنسا- من خلال شركتي “إيرباص” و”داسو”- قد تعاونتا لتطوير مقاتلة جديدة، نظام قتال جوي مستقبلي (FACS). وقد يكون المشروع الآخر، المتمثل في تطوير وبناء نظام قتال بري مستقبلي رئيسي فرنسي- ألماني (MGCS)، معرضًا للخطر أيضًا.

وشكلت شركة Krauss-Maffei Wegmann (KMW)، شركة الدفاع الألمانية التي تبني دبابة Leopard، مجموعة قابضة مشتركة مع شركة Nexter الفرنسية في العام 2015 لتحقيق هذه الغاية.

وقال المتحدث باسم شركة Krauss-Maffei Wegmann: “بدون مجموعة من القواعد العملية والواضحة، لن نكون قادرين على العمل معًا بالطريقة التي نريدها. هذا يقلق عملية تبادل التكنولوجيا والمعلومات عبر الحدود”.

وأكد فيوري أن الوضوح بشأن قواعد التصدير الألمانية يُعد أمرًا أساسيًّا بحيث يمكن للدول الأوروبية الأخرى “معرفة أن بإمكانهم الثقة بألمانيا كشريك”.