بنات الوطن يتحدين التقلبات الجوية في سبيل خدمة الحجاج

الأحد ١١ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ٦:٢٢ مساءً
بنات الوطن يتحدين التقلبات الجوية في سبيل خدمة الحجاج

برزت المرأة السعودية في مختلف ميادين العمل في حياة المجتمع فنجدها في سلك الطب والاختراع والتعليم والرياضة والتطوع وغيرها نظرا لكفاءتها وتأهيلها العالي، وإصرارها على أخذ فرصتها العادلة بما يتماشى مع طبيعتها المحافظة وتطلعات المجتمع, محققة تطلعات القيادة الرشيدة في إطار تحقيق الرؤية 2030 التي عززت دورها في المشاركة بعمليات التنمية والتطوير التي أسهمت بذلك في تحقيق ذاتها أولًا، ولخدمة دينها ووطنها، وتوفير مستوى معيشي أفضل.
ومن هنا كان لا بد من وجود المرأة السعودية في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة من خلال اختيار الأدوار المناسبة لعملها في موسم الحج، حيث ساعدت في تسهيل الكثير من الخدمات والإجراءات المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن مسجلة حضورا ملحوظا ومثبتة جدارتها وقدرتها في ذلك.
ومن أرض المشاعر أوضحت من إدارة المؤتمرات والمناسبات والحج بوزارة الإعلام في الإعلام الخارجي أمنية الحازمي أن المرأة السعودية لم يقتصر عملها على أداء المهام المكتبية بل تعدت إلى المشاركة الميدانية في المشاعر المقدسة وتعددت أدوارها وفي ظروف جوية متقلبة لم تمنعها من تقديم كل ما يمكن تقديمه للحجاج، من توجيهات وإرشادات ومتابعة ليتمكن الحجاج من أداء الفريضة دون عقبات أو إشكالات قد تنجم نتيجة هذه الأعداد الهائلة على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وعاداتهم، وأعمارهم مما يتطلب جهدًا مضنيًا للتعامل معهم، مبينة أن دورها كان بالتواصل مع ضيوف الوزارة قبل شهر وتم تسهيل جميع إجراءات السفر وإصدار التصاريح وإرسال جميع المعلومات وبرنامج الرحلة كاملا عبر إصدار بطاقات ذكية في خطوة تقنية مميزة.


فيما أكدت فاطمة محمد التي تعمل ضمن فريق الجوازات في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أن المرأة السعودية ظهرت بشكل فعال من خلال مشاركتها ميدانياً في عدة جوانب منها: مراكز التفتيش وإدخال البيانات حيث قامت المديرية العامة للجوازات بتجنيد طاقم نسائي مدرب بهدف رصد عمليات تهريب المخالفين، كما تواجدت الفرق النسائية المؤهلة بشكل مكثف ميدانياً في المواقع الحرجة التي يصعب على الرجال الدخول إليها داخل المشاعر المقدسة، إضافةّ إلى مشاركتهن كمرشدات في استقبال الأطفال أو الحجاج التائهين في المشاعر ويتواصلن مع الجهات الرسمية لإيجاد أهاليهم وحملاتهم ويقدمن الرعاية لهم والدعم النفسي عن طريق أخصائية نفسية مرافقة لفريق المرشدات حتى يتم إيصالهم لذويهم، منوهة بوجود قسم نسائي مؤهل في ميناء جدة الإسلامي خضعن لتدريبات عديدة مسبقا وبعضهن يملكن خبرة واسعة في هذا المجال يقمن بإدخال البيانات للمسافرات القادمات إلى الحج.
وبيّنت المشرفة بإدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الإعلام هيفاء المطاعن أنه تأكيداً على دور المرأة الحيوي في خدمة ضيوف الرحمن، قيامها بمهام الطوافة الأساسية والمتابعة المرتبطة بالعناية بالحجاج خلال الإعداد الجيد قبل وصول الحجاج، مفيدة أنه تتجلى أهمية المرأة المطوفة في عدّة أدوار منها: الدور التثقيفي التوعوي والتعليمي وذلك من خلال تقديم العديد من الأنشطة والفعاليات للحاجات عن كيفية أداء مناسك الحج، وإشاعة روح التسامح والتواصل الإنساني، ونشر التوعية البيئية بنظافة السكن، ومواقع حلولها بالمشاعر المقدسة، وأيضاً يقمن بدور سياحي إرشادي للمعالم الإسلامية ويعرفن الحاجات عليها كالمواقع الدينية والأثرية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومتحف الحرمين الشريفين.
أما من جانب حاجة المرأة في الحج إلى اهتمام خاص من حيث بيان الأحكام الخاصة بها ومناقشة قضاياها والاهتمام بشئونها، تحدثت المحاضرة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى الدكتورة حصة الصغير من خلال تواجدها في إحدى حملات الحج عن المؤسسات الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد استعانتها بداعايات للحج يرافقن النساء أثناء الحملات، مهمتهم بث الخير في النفوس بالكلمة الطيبة والوجه الباسم والحرص المخلص على معنويات صاحباتها في هذه الرحلة الإيمانية المباركة، كما تقدم لهن الدروس والمواعظ واللقاءات الاجتماعية الناضجة كالحديث عن أهمية يوم عرفة وتشاركهن قراءة القرآن وتعليم التجويد والكتب النافعة، وتوفر لهن فرص للتخفيف عن النفوس بالمسابقات الثقافية والبرامج المختلفة.


وفي المجال الصحي بيّنت أخصائية التمريض في وزارة الصحة بمنطقة جدة عزيزة مهرجي أن أيام الحج هي فرصة لمن يبحث عن التميز والخبرة في كل المهن، موضحة أنه من أهداف وزارة الصحة هو دعم وتشجيع أنشطة اللجان النسائية حيث تواجدت الممرضات ضمن عدة فرق إسعافية بشكل ملحوظ ومنتشر بمستوى علمي وعملي عالي إلى جانب تواجدها ضمن الكادر الطبي في المراكز الصحية والمستشفيات كطبيبات وإداريات وفي مختلف مجالات تقديم الخدمات الصحية للحجاج حرصا على تحقيق تطلعات القيادة.
وأكدت مهرجي أن التوعية الصحية عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ساهمت في تقليل أعداد الإصابات أفضل من الأعوام السابقة، مشيرة إلى دورها كان من خلال مساعدة الحاجّات اللاتي يتعرضن لحالات الإغماء نتيجة الإجهاد الجسمي ومعالجتهن فورا ومتابعة حالتهن الصحية خلال هذه الأيام حتى عودتهن لديارهم بالسلامة، مختتمة كلامها بأن قدسية المكان تشعرك بالعطاء والحس الوطني.
وحظيت الأعمال التطوعية في الحج بمشاركة كبيرة من المرأة بحثاً عن الأجر والثواب حيث قامت من قسم الترجمة بإدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الإعلام المتطوعة وفاء علي الهاجري بمساعدة ضيفات الوزارة الغير عربيات من خلال تقديم الشروح والتوجيهات باللغتين الإنجليزية والفرنسية والتعريف عن المناسك، مبينة أنها ليست المشاركة الأولى لها حيث أصبح التطوع جزء من حياتها في سبيل خدمة الوطن.
وبهذا تَمَكّنت المرأة السعودية من تحقيق إنجازات كثيرة للوطن، نتيجة دعم القيادة الرشيدة لدورها في تنمية المجتمع، والمساهمة في بنائه، وها هي اليوم تؤكد مجدداً قدرتها على تحقيق نجاحات أخرى من خلال مشاركتها في أعمال الحج وتقديم الخدمات لضيوف الرحمن.