محلل لبناني : قطار الإصلاح في المملكة يشق طريقه بخطى ثابتة

السبت ٣ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ٤:١١ مساءً
محلل لبناني : قطار الإصلاح في المملكة يشق طريقه بخطى ثابتة

قال المحلل السياسي اللبناني وجدي العريضي: إن مسيرة الإصلاحات وتحديث القوانين في المملكة العربية السعودية بشكل ممنهج وعصري فاق كل التوقعات وبعيدًا عن الضجيج والصخب السياسي والإعلامي، ما تبدَّى من خلال بروز خطوات إصلاحية تركت الصدى الإيجابي على خارطة الإصلاحات في المملكة ولاسيما ما حظيت به المرأة السعودية بفعل بعض الخطوات والإجراءات التي أعطتها دورًا وحقًا حافظ على حضورها كامرأة ملتزمة في الدين الإسلامي الحنيف، وبالتالي تمارس دورها وحضورها كسيدة أضحت لديها لها امتيازات لا يستهان بها وفي سرعة قياسية.

دعم حقوق المرأة

وأضاف في تصريحات لـ”المواطن“، أن دعم حقها في قيادة السيارة إلى السماح لها بالعمل وصولاً إلى القرار الأخير الذي يسمح لها بالسفر، من خلال تعديلات حصلت بموجب قرارات مجلس الوزراء السعودي، ترك لها استقلاليتها وتمتعها بالواجبات المكتسبة بفعل القانون والنظام المدروس الشفاف، وكل ذلك لا يخرج عن الشريعة الإسلامية وإنّما يمكن القول إنّ المرأة السعودية بدأت تنعم بالحقوق والدور وباتت تتمتع باستقلالية كسيدة حاضرة في مجتمعها وأيضًا في إطار استقلالية اقتصادية من خلال عملها في مؤسسات وقطاعات تُمكّنها من العيش بسلام وأمان.

وتابع “من هذا المنطلق، إنّ المملكة العربية السعودية واثقة الخطى تسلك طريق الإصلاح والتحديث، وهنا لا بد من التذكير بأنّه يوم أطلق سمو الأمير الشاب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رؤية  2030

 تساءل الكثيرون إلى أين ستصل بنا هذه الرؤية وماذا عنها وحولها؟ ولكن في خضم أزمات المنطقة من الحروب الملتهبة إلى الأزمات الاقتصادية والمالية إلى الركود الاقتصادي والبطالة ظهر جليًا وبما لا يقبل الشك أن ولي العهد استبق كل هذه التطورات واستشرف المستقبل وكانت لديه رؤية واضحة ونظرة ثاقبة وحكمة في مقاربة كل الملفات لتبقى السعودية دولة مؤسسات متمكنة قادرة.

نجاح رؤية المملكة

وفي المقابل تساءل الكثيرون كيف لهذه الرؤية أن تنجح دون إصلاحات؟ فكان أيضًا الجواب من خلال العقل النير والسياسة الحكيمة من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ومجلس الوزراء الكريم عندما انطلق قطار الإصلاحات دون إغفال أنّ مترو الرياض سيشق طريقه قريبًا جدًا وكل ذلك ضمن سياسة التحديث والتطور والعصرنة في سباق محموم مع أزمات المنطقة والعالم، ما يستوجب هذه الثورة في الإنماء وسائر المجالات متزامنةً مع الإصلاح ثم الإصلاح.

وتابع “ها هو ركب التطور يسير بوتيرة تصاعدية تلقى الترحيب من كل المعنيين على المستوى السعودي الداخلي أو على المستويين العربي والدولي لأنّ في ذلك دفعًا إيجابيًا لكل المنطقة نظرًا لدور المملكة وموقعها الطليعي ومكانتها على المستويات الخليجية والعربية والإسلامية.

جزء من منظومة الإصلاح

ولفت العريضي أن تلك التعديلات لا شك أنّها جزء أساسي من منظومة الإصلاحات المجتمعية وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بحقوق المرأة، وبناءً عليه فإنّ السعودية وجراء الثلاثية الذهبية التي أُنجزت من خلال حقوق المرأة من قيادة السيارة إلى العمل ومن ثم السفر، فتلك القاعدة تشكل منحى إيجابيًا سيفتح الآفاق أمام مسيرة الإصلاحات التي بدأت من خلال المهرجانات الفنية والثقافية والأدبية الراقية البعيدة عن الابتذال، لا بل ما يقدَّم على المسارح السعودية من أعمال فنية راقية لكبار الفنانين السعوديين والعرب والعالميين، فذلك أيضًا يدل على أنّ السعودية ذاهبة نحو كم لا يستهان به من الإصلاحات والتطور نحو الأفضل، ما يتلاءم مع سياسة القيادة السعودية الرشيدة ويحفظ الثوابت والمسلمات الإسلامية، وبالتالي يبقي للمملكة صورتها الناصعة في العالمين العربي والإسلامي ويخولها في ظل ما تشهده من خطوات متسارعة ومدروسة في سياق عملية الإصلاح أن تصل إلى العالمية كما في مجال العمران والتطور والتكنولوجيا وفي مجالات كثيرة سبق ووضعت المملكة في مصاف الدول الراقية.

وختم بقوله: “عود على بدء، فإنّ المرأة السعودية باتت موضع اهتمام من قبل الإعلام العربي والدولي كسيدة راقية ملتزمة لها حقوقها وواجباتها ضمن أنظمة الدولة السعودية وقوانينها، وهذا ما يخولها لتكون أيضًا في المستقبل القريب ضمن مؤسسات أخرى لما تتمتع بها من كفاءات إعلامية وأدبية واجتماعية وكسيدة لها احترامها وتقديرها، ولا ننسى يوم زار وفد مجلس الشورى السعودي لبنان وكان في عداده سيدة سعودية تحمل شهادة الدكتوراه وتتمتع بثقافة عالية وحضور سياسي وقانوني، فكانت موضع تقدير واحترام كل الذين شاركوا في اجتماعات ولقاءات وفد مجلس الشورى، ما يدل على أنّ المرأة السعودية هي اليوم العنوان الأساسي لنهضة الإصلاحات وتشريع القوانين وتحديث الأنظمة ضمن خطط يمكن وصفها بالهادئة والمدروسة ولكنّها فاعلة متطورة”.