الأمطار تعيد الحياة إلى مزارع وبساتين ظهران الجنوب

الإثنين ٩ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ١:١٣ صباحاً
الأمطار تعيد الحياة إلى مزارع وبساتين ظهران الجنوب

أعادت الأمطار الغزيرة, التي شهدتها محافظة ظهران الجنوب, خلال الأسابيع الماضية ,الحياة إلى مزارع ,وحقول وبساتين ,هذه المحافظة التي اشتهرت منذ القدم, بمسطحاتها الخضراء, المتمثلة في مزارع الحبوب والخضار
والفواكه, الممتدة على أطراف أوديتها الغناء ,تزامن ذلك مع ارتفاع منسوب المياه في سدود وأبار المحافظة المتناثرة هنا وهناك كخزن استراتيجي ,مكن الفلاحين من اللجوء اليه , لسقيا مزارعهم ومحاصيلهم الزراعية المختلفة عند انقطاع مياه الأمطار.

ودي العرين: 
محرر وكالة الأنباء السعودية”واس” خلال جولته في مزارع وادي العرين أكبر أودية المحافظة والممتد من الحدود اليمنية غرباَ إلى منطقة نجران شرقاٍ بطول يزيد على 100كم وتحتضن ضفتيه مئات من مزارع حبوب الذرة والقمح والشعير وبساتين الفواكه المتنوعة وحقول الخضار المشكلة ,ناهيك عن مشهد الجبال والسهول التي تبدو للناظر كما حديقة خضراء تلفها زهور الأقحوان وتباع الشمس والسدروالطلح ويفوح من بطون شعابها وأوديتها روائح نباتاتها العطرية الجميلة الأخاذة كالرياحين والبعيثران والشيح,استوقفنا أحد الفلاحين ويدعى محمد علي الوادعي مؤكداً أن غزارة الأمطار التي شهدتها محافظة ظهران الجنوب أسوة بباقي محافظات منطقة عسير شجعتهم على استزراع جميع مزارعهم وقال أنه فضل زراعة بعض الخضار كالفاصوليا والخيار والجزر والطماط بهدف استثمارمنتوجاتها وبيعها حيث درت عليه كما يقول مبالغ مجزية جاءت أكبر من توقعاته.
وأوضح الوادعي أن هطول بكميات كبيرة من الأمطار صاحبه انتاج غزير وكبير في المحاصيل الزراعية الرئيسية التي يقوم المزارعون بزراعتها لتأمين الغذاء للمنطقة، مبيناً أن الحبوب كانت قديما تشكل الغذاء الرئيسي للسكان وهذا دفع بالمزارعين إلى الاهتمام بزراعتها في مزارعهم المتواضعة ، معظم الحبوب الغذائية المزروعة في محافظة ظهران الجنوب يستهلك القسم الأكبرلتغطية الاحتياج المنزلي من الغذاء.
أما القسم الباقي من الإنتاج الزراعي فيتم تسويقه إلى أسواق أبها وخميس مشيط والمحافظات المجاورة,وأكد الوادعي أن أهم المحاصيل الزراعية التي لاتزال تستزرع في محافظة ظهران الجنوب تتمثل في: القمح الذي يُعَدُّ من أقدم المحاصيل الزراعية في ظهران الجنوب وذلك بسبب ملاءمة مناخها لزراعة القمح “اعتدال مناخها نتيجة لارتفاعها البالغ حوالي 1900 متر عن سطح البحر”. ويحتل القمح المركز الأول من حيث الانتشار بالنسبة للحبوب وذلك لأهميته الاقتصادية والغذائية لأهالي المحافظة وما جاورها قديما وحديثا ، وقال شجعت حكومة المملكة على زراعة القمح في مناطقها المختلفة ضمن سياسة الأمن الغذائي التي تتبعها المملكة، وهناك أنواع من القمح تزرع في ظهران الجنوب القمح الصلب: يزرع في فصل الربيع وهو أقل جودة من سابقه وأقل إنتاجا.

الذرة الرفيعة:
وتأتي الذرة الرفيعة واحدة من أهم المحاصيل التي تمثل غذاء مهماً للسكان، وهي أيضاً تسمى محليا عند أهالي المحافظة “المطيان” وتُعَدُّ من أقدم المحاصيل الزراعية في المحافظة . وتتم زراعتها في فصل الصيف وذلك بسبب أنها تحتاج إلى الحرارة المرتفعة خلال فصل النمو. الذرة: تمثل المركز الثاني في محاصيل الحبوب الغذائية بعد القمح في المنطقة وقديما كانت تُعَدُّ غذاء جيدا لأهالي المحافظة. ولكن التغير في تفصيل الطعام الذي حصل بالمملكة أحل القمح والأرز مكانة كبيرة.
ولكن مع ذلك ما زال هناك من يقوم بزراعتها وذلك لسببين رئيسيين هما الدعم المادي الحكومي للمزارعين، واستخدام الذرة كغذاء للحيوان وارتفاع ثمنها . كما ظهر نوع آخر من الذرة، وهي الذرة الصفراء. وقد تم إنتاجها ولكن بصورة قليلة. وهي تستخدم كغذاء للحيوان وتزرع أيضا الذرة الشامية.
ويشكل الشعير محصولاً شتوياً مهماً بالنسبة للسكان، إذ يساعد مناخ المنطقة المعتدل البارد بسبب الارتفاع عن سطح البحر على زراعته، ويُعَدُّ من أهم الأغذية قديما وهو يزرع في المنطقة بكمية لا تفي باحتياج المنطقة نفسها ويستورد منه الكثير الآن. وتشجع حكومة المملكة زراعة الشعير في مختلف المناطق بالمملكة الصالحة لزراعته. وذلك لتوفير العلف “الغذاء”للثروة الحيوانية بالمملكة. كما تقدم المملكة دعما ماديا للمزارعين لزراعة الشعير، فيما تأتي الحلبة محدودة الزراعة، ضمن أهم الأغذية، إلا أنها تزرع كل 3 سنوات مرة واحدة وهي تزرع في أي وقت كما تُعَدُّ من المحاصيل غالية الثمن، في حين يحتل البرسيم مساحة واسعة من الأراضي ويُعَدُّ مصدراً غذائياً للحيوانات وهو يزرع بشكل دائم خاصة أنه من النباتات التي تزيد في خصوبة التربة وأهم أنواع البرسيم المزروعة ما يسمى بالبرسيم الحجازي.


وتنصب الخضار نفسها في المرتبة الثانية بالنسبة للأهمية الغذائية، وقديما كانت تأتي في المرتبة الثانية في الإنتاج والتسويق. أما الآن فإنها تكاد تحتل المرتبة الأولى من حيث الإنتاج والتسويق وذلك بسبب زيادة الوعي الغذائي الصحي ،ارتفاع الدخل ، زيادة عد السكان والنمو الحضاري. يقوم المزارعون في المنطقة بزراعة أنواع عديدة من الخضراوات حسب الأهمية الاقتصادية.

خضروات: 
وكذلك الحال في الخضراوات فالقسم الأكبر يستهلك داخل المحافظة والباقي منه يصدر إلى الأسواق القريبة “سراة عبيدة – – أبها – خميس مشيط – نجران”. ومن أهم الخضراوات المزروعة صيفا بالمنطقة الطماطم الذي تحتل المركز الأول وهي تزرع بكميات تجارية تغطي أسواق المنطقة وتتعداها إلى أسواق أبها والخميس وغيرها من الأسواق الشعبية، يليه الخيار الذي يأتي بعد الطماطم في الإنتاج والتسويق وينتج منه ما يصل إلى الأسواق القريبة ، وهناك أنواع من المحاصيل الصيفية والتي تزرع في المنطقة ولكن بصورة قليلة ومتوسطة ومنها: “الكوسة – البامية – الملوخية – الفاصوليا – الفلفل – الباذنجان “.


أما الخضراوات المزروعة شتاء فتتم زراعتها في فصل الشتاء ونظرا لبرودة هذه المنطقة في هذا الفصل بحكم ارتفاعها فإن هذه المحاصيل قليلة. يستهلك قسم منها كغذاء في البيوت “أصحاب المزارع”والقسم الآخر يباع في أسواق المنطقة ومنها: “الجرجير – الفجل – الكراث – السبانخ – الملفوف – الخس – البصل – الجزر – البطاطس”. وهي أقل انتشارا وإنتاجا من المحاصيل الصيفية.
وتنتشر مزارع الفاكهة في المنطقة في الأماكن التي تتوفر بها المياه بكميات كبيرة ، وهي تنتشر على مساحات أقل من المحاصيل الزراعية السابقة والفواكه تأتي في المرتبة الثالثة من الإنتاج والتسويق بعد كل من الحبوب والخضراوات، وذلك تبعا للأهمية الغذائية والاقتصادية تزرع في المنطقة الفواكه التي تتلاءم زراعتها مع مناخ المنطقة بعض هذه الفواكه تصل إلى الأسواق الشعبية مثل سوق أبها وسوق الخميس ، ومن أهم الأنواع المزروعة الخوخ: كانت أشجاره قديما تنمو تلقائيا دون تدخل الإنسان، كما كانت تنتشر في مساحات واسعة من الأراضي وأصبح الإنسان الآن يتدخل في زراعتها، وصار ينتج منها محصولاً لا بأس به وهناك نوعان منها يزرعان في المحافظة.