عاش الملك ودام الوطن

الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ١١:١٨ صباحاً
عاش الملك ودام الوطن

تمر ذكرى اليوم الوطني التاسع والثمانين للمملكة العربية السعودية، ونحن نستحضر ذكرى مجدها وعزة دينها وباني كيانها، الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله).

وأبناؤه البررة من بعده وما تشهده مملكتنا، ولله الحمد، من تطور ونمو متسارع في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده محمد بن سلمان (حفظهما الله) للإسلام والمسلمين، وما تلك المناسبة الوطنية إلا مؤشر ينمو ويتعاظم في قلوب أبنائه وأمته العربية والإسلامية، وما تحظى به الأماكن المقدسة من رعاية واهتمام بأبنائها المسلمين في الدفاع عن مقدساتهم ورعاية مصالحهم في شتى بقاع الأرض، وهو أحد المبادئ والمنطلقات الدينية التي تقوم عليها سياسة هذا الوطن لخدمة ورعاية مصالح الأمتين الإسلامية والعربية.

وإن مملكتنا العظيمة تخطو نحو تحقيق رؤيتها الطموحة ٢٠٣٠ التي أقرها خادم الحرمين الشريفين وفق رؤية شاملة تقوم على ثوابت ومبادئ ديننا الوسطي الحنيف للرقي والازدهار بمكانتها العالمية بين الأمم الأخرى.

انطلاقًا من قول لله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، لقد اهتمت قيادتنا الرشيدة بالمواطن السعودي جل الاهتمام، وجعلت منه الرقم الصعب الذي يستطيع صنع الفارق في جميع المجالات العلمية والتنموية، وراهنت على أن يكون المواطن رقمًا صعبًا في الدفاع عن دينه ووطنه ومقدسات أمته واستشراف المستقبل؛ من الواقع الذي نعيش فيه.

ولذا فإن إستراتيجية المملكة العربية السعودية تقوم على استقرار وحماية أمنها ومواطنيها في المقام الأول.

واعتمادها بعد الله على أبنائها المخلصين المدافعين عن حدود الوطن في كافة المواقع والجبهات الحدودية للحفاظ على ممتلكاته ومقدراته الوطنية، ولن تتردد في ردع أشكال العدوان المختلفة، بكافة وسائلها الإستراتيجية المناسبة، ضد من يعبث بأمنها واستقرار مواطنيها والمقيمين على أرضها.

وتزامنًا مع ذكرى اليوم الوطني أهنئ القيادة والشعب السعودي بذكرى عيد الوطن.. وأشير إلى حنكة ودبلوماسية القيادة في تعاملها مع الأزمات الإقليمية والدولية، وموقفها الرسمي والشعبي في التعامل مع الاعتداء الإرهابي، الذي تعرضنا له في الـ١٤ من سبتمبر الحالي من هجوم استهدف منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو العملاقة؛ لضرب الاقتصاد السعودي والعالمي من قبل النظام الإيراني وميليشياته الإرهابية، نتج عنه توقف إنتاج (٥.٧) مليون برميل من النفط يوميًّا بما يتجاوز (نسبة ٥٠%) من مجمل الإنتاج المحلي للمملكة.

لقد استطاعت المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بحنكتها السياسية تحويل الآثار السلبية التي طالت منشآتها النفطية إلى مكاسب اقتصادية وسياسية وإستراتيجية بشكل كبير، تمثلت في قدرة المملكة على إدارة الأزمة وإثبات حجمها وتأثيرها على ميزان القوى العالمي (الاقتصادي والسياسي) من جانب، ومن جانب آخر نجحت في عودة إمداد النفط إلى السوق العالمية، وتم التعامل مع تلك الأحداث في وقت قياسي جدًّا يصعب على الغير من الدول التعامل مع تلك الظروف والأزمات المماثلة لتلك الحالة التي تعرضت لها المملكة من قوى إقليمية إرهابية داعمة للإرهاب، بل استطاعت أن تضع تلك القوى الإرهابية من منظمات وجماعات إرهابية في زاوية الإرهاب أمام الرأي العام العالمي وحشد قوى دولية تفوق ٨٠ دولة في العالم أدانت النظام الإيراني وميليشياته الإرهابية على ما قامت به من أعمال ضد المملكة.

أسأل الله العلي القدير أن يحفظ قيادتنا الرشيدة ومقدساتنا وأمن بلادنا في كل زمان ومكان.

ودمت يا وطن الخير محبًّا للخير والأمن والسلام.