الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ١٢:٥٧ مساءً
غاب فاستبعد!

البعض منا يتوه صوت عقله وخطاب فكره في ظل مؤثرات ومنها أصوات عاطفية تظل المنبه الأعلى التي تقلب موازين صوت العقل وتغير درجة اتزان الصوت المغيب بالكامل فيصبح المؤثر هو أصوات خارجية أو عاطفية.

يتلاشى ويغيب صوت آخر في بعض القلوب البشرية وعندما يبدأ شريط الفساد ينتشر ويبدأ صوت الأنا يعلو في ترجمة “أنا ومن بعدي الطوفان” تحبر تحبيراً وتعبيراً على خارطة الحياة والواقع.

ويبدأ رماد الأذى في الانتشار حتى يغطي بعض القلوب الطاهرة من شدة الأذى ممن غيبوا ضمائرهم في لحظة إما أن تكون غفلة أو عنجهية وتسلط الغرور أو في لحظة ضياع عقلي وأحكام خارجية تسير الضمير في تلك اللحظات حتى يجبر على الغياب ومن ثم يعتاد على غيابه في أوراق الغياب الرسمية فيستبعد من وظيفته الرسمية في إعادة صوت ملفات العقل التي هي الدليل والمرشد والمنفذ من حيرة الغفلة وتوهان الضمير على أعتاب العقول المتمردة المتفردة بغيابه والمستوقفة لكل لغات الضمائر التي أعدمت وجودها وأصبح الضمير يئن من وجع الغياب ووجع الصوت الذي أغفل أجباراً لا خياراً.

كم من الضمائر هلكت وأهلكت في سبيل إرضاء الذات وإمتاع النفس بكل “ممنوع مرغوب” وأصبح البشر في عالم يأكل بعضه البعض فأصبح نبرة المصالح وجرعة الواو هي البديل لصوت الضمير الذي غاب.

ما كان في سطري وحرف قلمي وهمس حسي إلا صوت ضميري الذي لم ولن أسمح له أن يغيب أو يغيب أو يموت أجباراً يوم ما، وأعلم بإحساسي ومشاعري وحديث قلبي بأن قلوبكم فيها من الضمائر التي ما زالت حية وحاضرة بقوة ولكن حديث فيه من العبر لكل معتبر.

*كاتبة سعودية