فيصل بن مشعل: فتن المنطقة عززت الانتماء وهذا المطلوب من التعليم والإعلام

الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ١١:٣٤ مساءً
فيصل بن مشعل: فتن المنطقة عززت الانتماء وهذا المطلوب من التعليم والإعلام

أكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، أن الأحداث التي مرت بها بعض دول المنطقة والعالم، وما حصل بها من اضطرابات وفتن كانت إحدى التجارب التي تم الاستفادة منها في تعزيز الانتماء الوطني في المملكة وجميع الدول المستقرة، مشيرًا إلى أن المواطن بعد رؤيته لمثل ما حصل في هذه البلدان أصبح مساهمًا بشكل كبير في تعزيز الانتماء الوطني وتنميته وغرسه لدى الجيل.

وقال أمير القصيم: إن الغزو الثقافي والإعلامي المعادي هو أحد أهم العوامل المؤثرة في الانتماءات الوطنية وقوتها، لذا فالأسرة والتعليم والإعلام لهم دور كبير في تعزيز وغرس الانتماء الوطني لهذه البلاد.

وأَضاف: أن هذه البلاد المباركة تشهد انتماء وطنيًّا عاليًا وكبيرًا من أبنائها لما قدمه الآباء والأجداد للأجيال الحاضرة أمانة عظيمة وكيانًا شامخًا بعد توحيد هذه البلاد، ويلزمنا الحفاظ على هذا المنجز العظيم وتعزيز قوة الانتماء الوطني لهذه الأرض المقدسة؛ لما تحمله من رسالة سامية.

وأشار أمير القصيم إلى أن الجميع يستشعر ما حصل للأجيال السابقة التي جاهدت وعاصرت الجوع والمرض والخوف، وأن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن معه سلموا هذه الأمانة، وعلينا أن نحافظ عليها وألا نتخاذل في استمرارية غرس الانتماء الوطني بها.

وأكد أمير منطقة القصيم أن أبناء هذا الوطن الأوفياء من آباء وأمهات وعلماء ومعلمين على قدر كبير من المسؤولية في تحمل هذه الأمانة لحماية هذا الوطن ومكتسباته بروحهم وتكاتفهم وتعزيزهم المستمر للانتماء الوطني، داعيًا المولى أن يرزقنا شكر النعمة وأن يوفق الجميع لبناء أجيال واعية محبة لهذا الوطن المبارك، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والنماء الدائم.

جاء ذلك في كلمة أمير القصيم خلال جلسته الأسبوعية مع المواطنين بقصر التوحيد بمدينة بريدة أمس، بحضور وكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والأهلية ورجال الأعمال وأهالي المنطقة، التي كانت بعنوان “قراءة في الانتماء الوطني كظاهرة عالمية وكخصوصية سعودية”، قدمها الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود الدكتور وليد بن نايف السديري، الذي أكد خلالها أن استقرار الدولة الوطنية وقوتها أمر حاسم لنجاح مجتمعها ومستقبله، وأن الدولة هي الكيان السياسي الرئيسي والوحيد في العالم الذي يجب على كل فرد من أفرادها أن يحافظ عليها؛ كونها تساهم في تنظيم المجتمعات البشرية وهي عامل مهم في استمرارية البناء والتطور والازدهار.

وأوضح الدكتور السديري أن الانتماء الوطني اليوم لم يعد خيارًا بل أصبح قضية نكون أو لا نكون، وأن الانتماء شعور فطري لدى الإنسان وأن ارتباط الإنسان وولاءه لوطنه ومجتمعه ونظامه وهويته هو ارتباط بدولته التي تحتضن كل ذلك، كونها عنصرًا مهمًّا وجليًّا، ويمثل حاجة أساسية وقيمة أخلاقية ومصلحة عقلية، إضافة إلى أنها واجب ديني ومطلب شرعي لنا كمسلمين، مبينًا أن تحقيق الانتماء الوطني يكمن عبر ترسيخه وغرسه لدى التنشئة الاجتماعية والسياسية التي يكتسب منها الإنسان ثقافته السياسية وتتشكل من خلالها هويته وانتمائه وولائه السياسي.

وأضاف أن من أهم العناصر المساهمة في المحافظة على الدولة وتنمية الانتماء لها هي الأسرة والأصدقاء والتعليم والإعلام، وأن تلك العناصر مستمرة مع الإنسان، وأن أهمها هو ما يغرس داخل الإنسان وما يتعلمه من برامج علمية وتربوية، خاصة خلال مراحل الطفولة والشباب، مبينًا أن مسألة تنوع الانتماءات والتغيرات المتسارعة والعولمة واستهداف هذه البلاد المباركة هي أحد أهم عناصر التحديات لهذا الوطن، وأن المملكة نجحت وبشكل باهر في مواجهة وهزيمة تلك التحديات ولا زالت مستمرة بذلك.

وأكد السديري أن الانتماء الوطني المطلوب يكمن في العاطفة والعمل والوعي والاعتدال والتفاعل والإيجابية، وأن المجتمع السعودي حباه المولى بالعديد من تلك الصفات والنعم التي تستوجب الشكر والحفظ، وهو الأولى بالانتماء والاعتزاز بدولته المباركة وقيادته؛ كون هذا الوطن يمتلك العديد من المميزات الاستثنائية المعززة للانتماء التي اشتملت على القيمة العظيمة للإسلام والعروبة، ولما تمتلكه من نهج قويم قائم على كتاب الله وسنة نبيه.

وأشار إلى أن ملحمة التوحيد والبناء التي قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وأبناءه البررة من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كانت ولا زالت ركنًا رئيسيًّا مؤثرًا على تعزيز وتأصيل الانتماء لدى أبناء هذا الوطن المبارك، مؤكدًا أن الانتماء هو أحد العناصر المتأصلة في هذا المجتمع وعلينا أن نسعى جميعًا لاستمراره وتعزيزه والتوعية بأهميته عبر الأجيال.

وفي مداخلة للشيخ إبراهيم الحسني قال: هذه البلاد المباركة ليست دولة هامشية ولا طارئة بل هي دولة ضاربة في القدم، صانعة للتاريخ، راسخة في السياسة، مؤثرة في الاقتصاد، وهي وطن مقدس لما تأسست عليه من منهج قائم على كتاب الله وسنة نبيه.

وتابع: نحن في زمن أشد ما يجب أن نكون فيه أكثر التفافًا واجتماعًا حول مليكنا ونقول له كما قالت الأنصار لرسول الله في غزوة بدر: “سر بنا على بركة الله ونحن معك ولو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد”.

 

وقال الشيخ الحسني: عندما التف المواطنون على أئمة الدولة السعودية الأولى والثانية كانت البلاد بدائية ومعدمة الموارد ،ولكن الإيمان الراسخ والولاء لقيادتها كان مضرب مثل في الانتماء الوطني العظيم.