رغم ابتزاز أردوغان للغرب.. تركيا تجبر اللاجئين السوريين على العودة لمناطق الحرب

الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٩ الساعة ١٢:٣١ مساءً
رغم ابتزاز أردوغان للغرب.. تركيا تجبر اللاجئين السوريين على العودة لمناطق الحرب

تحدثت منظمة مراقبة حقوق الإنسان مع عشرات اللاجئين الذين تم ترحيلهم بصورة غير قانونية من تركيا، وأعيدوا إلى سوريا، في الوقت الذي تدعي فيه تركيا أنهم عادوا طوعاً.

في الأشهر التي سبقت العدوان العسكري التركي في شمال شرق سوريا، أجبرت عدداً من اللاجئين السوريين على العودة إلى منطقة الحرب بشكل غير قانوني، مما يعرض حياتهم للخطر الشديد، وفقاً لما ذكرته منظمة العفو الدولية.

وقالت آنا شي، الباحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية، إن ادعاء تركيا بأن اللاجئين من سوريا يختارون العودة مباشرة إلى النزاع أمر خطير وغير شريف، بدلاً من ذلك، تظهر أبحاثنا أن الناس يتم خداعهم أو إجبارهم على العودة”.

وبحسب موقع “دويتشه فيله”، قال عشرات اللاجئين للمنظمة، إن الشرطة التركية ضربتهم وهددتهم للتوقيع على وثائق تقول إنهم عائدون طوعاً إلى سوريا.

واستناداً إلى المقابلات التي أُجريت بين يوليه وأكتوبر من هذا العام، يقدِّر الباحثون أن مئات الأشخاص قد أعيدوا بصورة غير قانونية وضد إرادتهم.

وتزعم السجلات التي أعدتها السلطات التركية أن 315 ألف شخص عادوا طوعاً إلى سوريا، ومن غير القانوني حالياً ترحيل الناس إلى سوريا بسبب خطر التعرض لانتهاكات حقوق الإنسان.

وفي حين تعرض البعض للضرب أو التهديد بالعنف أو السجن، خدعت الشرطة أيضاً الناس لكي يوقعوا على “العودة الطوعية”.

وأبلغ اللاجئون بأن الوثائق التي كانوا يوقعون عليها هي تسجيلات أو إيصالات أو حتى استمارات تقول إنهم يرغبون بالبقاء في تركيا، وقيل للآخرين، زُوراً، إنهم غير مسجلين على النحو الصحيح في تلك المقاطعة التركية، ولذلك يجب عليهم العودة إلى سوريا.

ويقول التقرير، إن اللقاءات الروتينية مع الشرطة أو مسؤولي الهجرة، مثل تجديد الوثائق أو إظهار الهوية في الشارع، يمكن أن تؤدي إلى الترحيل القسري إلى منطقة الحرب.

وتمكنت منظمة العفو الدولية، من التحقق من 20 حالة من حالات الترحيل القسري، وفي جميع الحالات، أُرسل الضحايا عبر الحدود في حافلة مليئة بعشرات الأشخاص وأيديهم مقيدة، ويبدو أن غالبيتهم من الرجال، وكشفت المنظمة أيضا عن حالات مراهقين وأسر لديها أطفال.

وتابع التقرير: “إنه لأمر تقشعر له الأبدان أن اتفاق تركيا مع روسيا هذا الأسبوع يوافق على العودة الآمنة والطوعية للاجئين إلى المنطقة الآمنة التي لم يتم تأسيسها بعد، فالعودة حتى الآن كانت غير آمنة ولا طواعية، والآن الملايين من اللاجئين السوريين معرضون للخطر”.

ووفقاً لمصادر الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 200 ألف شخص قد أصبحوا مشردين داخلياً، منذ أن شنت تركيا هجوماً على الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في 9 أكتوبر.

ومنذ بدء الحرب الأهلية السورية في 2011، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسياسيون أتراك آخرون، باستمرار، استعداد تركيا لمساعدة اللاجئين.

وكانت فاطمة شاهين، عمدة رئاسة بلدية مدينة غازي عنتاب التركية، صرحت سابقاً بقولها: “نحن نحاول مساعدة السوريين، إنها ثقافتنا هنا، عندما يعاني جارك من الجوع، يجب عليك أن تحاول المساعدة، ما قمنا به جعلنا نموذجاً للعالم، لقد أصبحنا مثالاً على الأخلاق بالنسبة للعالم”.

لكن تشير “دويتشه فيله”، بحسب التقرير الصادر من منظمة العفو، إلى أنه يبدو أن هذه الأخلاق سقطت على قارعة الطريق.