بعد العدوان التركي على سوريا.. تنديد خليجي وعربي ودولي وعقوبات

الخميس ١٠ أكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٢:١٣ صباحاً
بعد العدوان التركي على سوريا.. تنديد خليجي وعربي ودولي وعقوبات

لم تمر سوى ساعات قليلة على العدوان التركي على الأراضي السورية، حتى انهالت الإدانات والتنديد بهذا العدوان في الخليج والعالم العربي وأوروبا وأمريكا والعالم أجمع.

وطالبت معظم الدول تركيا بالعدول عن هذا العدوان وترك سوريا وشأنها وأهلها حتى يقروا مصيرهم بدون تدخل خارجي.

المملكة تندد بالعدوان التركي:

ففي المملكة أعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية للعدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا، في تعدٍّ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية.

وعبر المصدر عن قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي، مشددًا على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.

ونبه المصدر إلى أنه بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا، فإن خطورة هذا العدوان على شمال شرق سوريا له انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها، خاصة تقويض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع.

مصر تدين بأشد العبارات:

وفي مصر أدانت القاهرة العدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكدة أن تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخًا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالًا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.

وشددت في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، على مسؤولية المجتمع الدولي، ممثلًا في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أي مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء “هندسة ديمغرافية” لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.

وحذرت مصر في البيان من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، داعية في هذا الصدد، لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تلك التطورات وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.

الإمارات: عدوان صارخ

كما أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة- بأشد العبارات- العدوان العسكري التركي على سوريا، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وام).

وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي: إن هذا العدوان يمثل تطورًا خطيرًا واعتداءً صارخًا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلًا صارخًا في الشأن العربي.

وأكد البيان موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين، كما حذرت الإمارات من تبعات هذا العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها.

الكويت: تهديد لأمن المنطقة

بدورها أكدت الكويت، أن العمليات العسكرية التركية شمال شرقي سوريا تعد تھديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة، داعية إلى الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية: إن “العمليات العسكرية التركية شمال شرق سوريا تعد تھديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة وتصعيدًا من شأنه أن يقوض فرص الحل السياسي الذي يسعى إليه المجتمع الدولي، والذي حقق مؤخرًا تقدمًا ملموسًا بتوصل المبعوث الدولي إلى تشكيل اللجنة الدستورية التي ستحدد مستقبل الشعب السوري”، وفق وكالة الأنباء الكويتية “كونا”.

كما دعا كافة الأطراف إلى “الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري؛ حتى لا تنزلق الأوضاع إلى ما يضاعف المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب السوري الشقيق وحتى يتحقق الحفاظ على استقلال وسيادة سوريا وسلامتھا ووحدة أراضيھا”.

البحرين: اعتداء على سيادة سوريا

بدورها أدانت مملكة البحرين بشدة الهجوم العسكري الذي تشنّه تركيا على مناطق بشمال شرق سوريا، الذي يعد انتهاكًا مرفوضًا لقواعد القانون الدولي واعتداءً على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان لها: “وإذ تؤيد وزارة الخارجية الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف عربي موحد تجاه هذا العدوان، فإنها تطالب مجلس الأمن بالإسراع في الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذا الهجوم؛ حفاظًا على الأمن والسلم وضمان توفير الأجواء الداعمة لمواصلة الجهود الرامية للتوصل لحل سلمي في سوريا يستند إلى مبادئ بيان (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن (2254)، وبما يحفظ ل‍سوريا سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”.

الشيوخ ومجلس الأمن:

وفي أمريكا قرر مجلس الشيوخ الأمريكي فرض عقوبات ضد تركيا، من بينها استهداف الأصول المالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان مجلس الأمن قد قرر عقد جلسة طارئة اليوم الخميس لبحث الهجوم التركي في سوريا.

وقال دبلوماسيون: إن مجلس الأمن سيبحث الملف السوري بناء على طلب أعضاء أوروبيين بعد بدء أنقرة عملية عسكرية في شمال شرق سوريا.

وتقدمت بالطلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة. وستعقد الجلسة منتصف النهار في أعقاب مشاورات مغلقة في مجلس الأمن بشأن كولومبيا، وفقًا للمصادر.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أن فرنسا تدين “بشدة” الهجوم التركي وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي.

اجتماع طارئ بالجامعة العربية:

بدورها أعلنت جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ، يوم السبت المقبل، على مستوى وزراء الخارجية لبحث “العدوان التركي” على الأراضي السورية.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي: إنه “تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، يوم السبت المقبل، بناء على طلب جمهورية مصر العربية وتأييد عدة دول؛ وذلك لبحث العدوان التركي على الأراضي السورية”.

وأكد أن العملية العسكرية التركية تمثل “اعتداء غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة، استغلالًا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي”.

وأضاف أن الاجتماع جاء بالتشاور مع وزير خارجية العراق رئيس مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته الحالية.

بريطانيا تعرف عن مخاوفها:

من جهته قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: إن لديه “مخاوف بالغة” بشأن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا.

وأضاف راب في بيان: “المخاطر (تتضمن) زعزعة استقرار المنطقة وتفاقم المعاناة الإنسانية وتقويض التقدم الذي أُحرز في مواجهة تنظيم داعش، وهو ما يتعين أن نركز جميعًا عليه”.

الاتحاد الأوروبي يطالب بوقف العدوان:

من جهته، حث الاتحاد الأوروبي تركيا الأربعاء على وقف عمليتها العسكرية في شمال سوريا، قائلا إنه يرفض خطط أنقرة لإقامة منطقة آمنة للاجئين ولن يقدم أي مساعدات هناك.

وقالت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 28 دولة، في بيان مشترك: “الاتحاد الأوروبي يدعو تركيا لوقف العملية العسكرية التي تنفذها من جانب واحد.. ما يسمى بالمنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا لن يفي على الأرجح بالمعايير الدولية لعودة اللاجئين”.

وأضاف البيان: “الاتحاد الأوروبي لن يمنح مساعدات لإقامة أو تنمية المناطق التي يتم فيها تجاهل حقوق السكان المحليين”.

فرنسا تدين بشدة العدوان التركي:

أعلنت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالان بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أن فرنسا تدين “بشدة” الهجوم التركي الذي بدأ الأربعاء.

وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: “تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل”.

في وقت لاحق، علقت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية، فلورنس بارلي، على الهجوم التركي على سوريا، واصفةً إياه بالـ”خطير” ويجب أن يتوقف.

بدورها، نددت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية ماريال دوسارنيز بالهجوم التركي “الذي ينتهك القانون الدولي والحدود”. وقالت: إنّ العملية “خطأ أخلاقي وخطأ سياسي وتعرّض للخطر جهود تحقيق الاستقرار في شمال- شرق سوريا وأمن هذه المنطقة”.

وتابعت دوسارنيز: “لا يمكننا السماح بالهجوم التركي”، داعية إلى تحرك المجتمع الدولي.

الجدير بالذكر أن أنقرة أعلنت بالأمس بدء هجوم واسع على شمال سوريا بشن الغارات الجوية وإطلاق نيران المدفعية على طول الحدود؛ ما أدى لموجات نزوح وفاقم المعاناة الإنسانية، ودق ناقوس خطر بشأن عودة تنظيم داعش.

ميدانيًّا، ذكر مسؤول بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها أكراد، مساء الأربعاء، أن قواته تشتبك مع الجيش التركي في شمال شرق سوريا على طول الحدود مع تركيا، وفق وكالة “رويترز”.

وقال مرفان قامشلو: إن الاشتباكات متواصلة على امتداد الحدود بأكملها وقوات سوريا الديمقراطية ترد على الضربات.