رسام الجرافيتي تركي الرميح يسرد قصة نجاحه لـ”المواطن”: فشلت فتعلمت الدرس

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٩:٣٥ صباحاً
رسام الجرافيتي تركي الرميح يسرد قصة نجاحه لـ”المواطن”: فشلت فتعلمت الدرس

فن الجرافيتي موجود منذ أيام الحضارة الفرعونية والإغريقية والرومانية، حيث تطور هذا الفن حتى أصبح اليوم يسمى بالجرافيتي الحديث، وهو يعرف بالتغيرات العامة لملامح سطح عن طريق استخدام بخاخ دهان أو قلم تعليم، وهي تفاصيل تحدث عنها الرسام تركي الرميحي خلال حواره إلى “المواطن“، حيث سلط الضوء على فن الجرافيتي ووجوده ومدى انتشاره وتقبله في المجتمع السعودي.

نص الحوار:

حدِّثنا عن بدايتك مع هذا الفن؟

أنا من محبي الفن منذ صغري، والدي ووالدتي من محبي الفن وحرصا على أن أذهب معهما للمعارض والمتاحف في كل فرصة ممكنة في داخل المملكة وأثناء السفر، والبداية كانت في الجامعة وشاهدت فيلماً وثائقياً عن رسام شوارع اشتُهر وأصبح رساماً تُعرَض أعماله حول العالم، وكثير من المقاطع بهذا الفيلم شدت انتباهي، مثل كيف كانوا يبتكرون الأفكار والطرق التي تسهل وتسرع عملهم غير القانوني بالشارع مثل طرق التفريغ إلخ، فقررت أن أجرب وبدأت بالبحث بالإنترنت خصوصاً موقع اليوتيوب الذي ساعدني بشكل كبير في فهم نظرية الألوان وكيف أنسقها، كما تعلمت أساليب معينة مثل التفريغ ودمج الألوان وتجهيز الجدار أو اللوحة، فكنت أرسم كرتوناً أو ورقاً مقوى، وكنت أحاول إعادة تكرار أعمال أعجبتني، فكنت آخذ بعض الأساليب من رسام وأخرى من الآخر حتى طورت نفسي وأصبح لدي أسلوب خاص، وبنفس هذا الوقت بدأت المعارض تنتشر في المملكة ولم أكن واثقاً من رسمي أو مستواي للمشاركة، ولكن الأشخاص الذين كانوا حولي شجعوني على التجربة، فكانت اللوحات في بعض المعارض جميلة وفي البعض الآخر فشلت فتمنيت أنني لم أشارك، ولكن كل هذه التجارب تعلمت منها الدرس.

ما أنواع الجرافيتي، وما أصعب نوع؟

الجرافيتي فن الرسم على الجدران، وهو فن قديم جداً توجد له آثار قديمة عند حضارات سابقة، وكثير من المؤرخين يعتبرونه أول فن ابتكره الإنسان، حيث كان البشر يرسمون على الكهوف باستخدام عظام الحيوانات، وينقسم هذا الفن إلى نوعين نوع الكتابة (graffiti) وهو الجرافيتي المكتوب، والنوع الثاني هو فن الشوارع (street art)، وهذا النوع الذي يكون مرسوماً، كما توجد أنواع تندرج تحت الجرافيتي الكتابي مثل التوقيع، وهو مجرد كتابة اسم الرسام باستخدام بخاخ أو قلم بشكل فني، ثم الأصعب التي تسمى آل ثرو throw-up، هذه تكون أكبر وملونة وبشكل بالوني أو خالٍ من الأطراف الحادة، ثم النوع الأخير وهو الوايلد ستايل، وهذا النوع أكثر تعقيداً ويصعب بالغالب قراءته إلا من فناني الجرافيتي، ويتكون من حواف حادة وإضافات إلى الرسمة نفسها مثل الأسهم، أما عن فن الشوارع فهناك ثلاثة أنواع عامة وهي الرسمة العادية أو الرسم عن طريقة التفريغ أو الاستكرات، والصعوبة تعتمد على الفنان والنوع الذي يمارسه والناتج المطلوب، وفي الغالب رسامو الجرافيتي يركزون على أحد الأنواع وليس كلها، فبالنسبة لي شخصياً أنا أركز على رسم الشخصيات والتفريغ فيصعب علي طريقة الكتابة المعقدة.

ما أفضل الأدوات المستخدمة في فن الجرافيتي؟

أفضل الأدوات استخدام البخاخات المختصة بالجرافيتي لأنها سريعة، وتتحمل عوارض التعرية، ولكن يمكن استخدام أي نوع صبغ من أصباغ الجدران مثلاً للرسمات الكبيرة جداً أو الأقلام للتوقيع السريع.

هل هناك أماكن مستهدفة لهذا الفن؟

حالياً مع نشاطات هيئة الترفيه انتشر جداً هذا النوع من الفن في المملكة، ففي المعارض يوجد طلب عالٍ على الرسامين، وفي المقاهي والمطاعم، وكذلك الأمانات تستعين بالرسامين لتجميل المدن.

 ما مدى ارتباط فن الجرافيتي بالسياسة؟

هذه تعتمد على رغبة الفنان، الكثير من الفنانين يريدون إرسال رسالة في مكان عام، فمثلاً الرسمة الشهيرة للفنان أحمد زهير حين عبر عن حزنه بخبر وفاة الملك عبدالله، رحمه الله، لم تكن سياسية، أو الرسمات الموجودة في التحلية أو كورنيش الخبر فقط لتجميل المنطقة، ولكن حول العالم يوجد رسامون يرسلون رسالات سياسية في رسومهم لأنها في منطقة عامة سوف يراها عدد كبير.

 كيف تجد انتشار فن الجرافيتي في السعودية؟

انتشر هذا النوع من الفن في آخر خمس سنوات بشكل سريع، حيث إن أغلب هذه الرسمات في أماكن عامة متاحة رؤيتها للجميع، ومع الرؤية والاهتمام بالفنون وإنشاء حاويات مثل منظمة مسك الفنية سوف نرى انتشاراً أكبر، بالحقيقة هذا شيء جميل فإذا رجعت للماضي 10 أو 15 سنة كل الذي تراه في الشارع هو لوحات الدعايات ولكن الآن نرى فنوناً وأشغالاً تجمل المنطقة، وهناك دراسات عديدة تبين أن فن الشوارع يطور المنطقة ويحفز الشباب للإبداع ويساهم في تقليل الجرائم.

من أشهر ممارسي هذا الفن في المجتمع السعودي؟

راشد المتيعب، تركي الرميح، مازن الشمراني، طلال الزيد سابقاً.

أقرب عمل نفذته وقريب لقلبك؟ وكيف كان صداه وانتشاره؟

عندما عملت مع الشركة العالمية اديداس لعمل رسمة على حذاء وتم رسم شعاره بطريقتي الخاصة في أسبوع التصميم في الرياض، وتكررت في دبي، هذه كانت بالنسبة لي نقطة التحول من هاوٍ إلى محترف، فالعمل مع شركة عالمية معروفة ومحبوبة عندي منذ صغري وأشتري منتجاتها كان مثل الحلم، فبعد الانتشار الكبير تم التواصل معي من الصحف ومن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، بعدها تغيرت نظرة الكثير لي من إنسان “يشخبط” إلى فنان حقيقي.

أبرز المناطق التي عملت بها فن الجرافيتي؟

من أشهر الأعمال لي مطعم سيركل في بوليفارد الرياض، وجدار الفعاليات في دبي، ومشاركتي في سباق الفورملا آي الدرعية.

ما طموحاتك في المستقبل والخطط للوصول للعالمية؟

طبعاً الوصول للعالمية هدف مهم جداً بالنسبة لي، أول الخطط وأهمها هي أنني تواصلت مع العديد من الفنانين الذين استفدت من خبراتهم فكل شخص أعطى نصائح مختلفة، ولكن المجمل اتفق على نقطتين أولها يجب أن تكون منضبطاً ومحترفاً وتتعامل بشكل جدي وهذا يعني ممارسة يومية، وإنشاء صفحتك الخاصة ومجلد أعمالك، الثاني التواصل والاختلاط مع الأشخاص الذين في المجال وحضور المعارض وما يختص بالفن.

كلمتك الأخيرة؟

من كل ما تعلمته من الجرافيتي والعمل على اللوح استطعت أن أصبح رساماً ليس فقط للجرافيتي ولكن للفن التشكيلي من خلال دمج أساليب مختلفة، المهم هو عدم التحطم، فعندما يغلق بوجهك باب، فالله سبحانه وتعالى يفتح لك باباً آخر، هذه السنة تواصلت مع أكثر من ١٠٠ معرض حول العالم وتم اختياري لمعرضين الأول كان الشهر الماضي في مصر والثاني الشهر المقبل في فرنسا، والأهم هو أخذ الموضوع بمحمل الجد، أرى الكثير من المبتدئين يُنتجون أعمالاً جميلة ويشاركون بها لعدة سنوات، أما أنا فلم أشارك بعمل مرتين وهذه قاعدة وضعتها لكي أستمر في التدريب وبنفس الوقت أبتكر أعمالاً جديدةً.