سي إن إن: أردوغان لم يعد الحليف المطيع للناتو 

الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٩ الساعة ١٢:٥٥ مساءً
سي إن إن: أردوغان لم يعد الحليف المطيع للناتو 

قال المؤلف والكاتب الصحفي “تيم ليستر”، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يعد الحليف المطيع لحلف الناتو، بعد طرحه فكرة حاجة بلاده إلى حيازة أسلحة نووية.

وفي مقاله على شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أورد ليستر أن الرئيس التركي يعتبر رؤيته للإسلام السياسي منافسة لرؤية السعودية والإمارات، وكثيرا ما يتهم الولايات المتحدة بمحاولة التقليل من شأن بلاده، وتكرار جملة “تركيا أكبر” في خطاباته.

ولكن هل يعتقد “أردوغان” أن لتركيا الحق أو الحاجة إلى حيازة أسلحة نووية لتعزيز وضعها؟

في الشهر الماضي، أشار أردوغان للفكرة قائلاً: “إن بعض الدول لديها صواريخ برؤوس حربية نووية، وليس واحدة أو اثنتين، لكننا لا نستطيع الحصول على ذلك، ولا أستطيع أن أقبل هذا، هناك إسرائيل، في مكان قريب منا، تقريباً كجيران، إنهم يخيفون الآخرين بامتلاكهم للنووي، ولا يمكن لأحد أن يلمسهم”.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها أردوغان هذا الموضوع، وقد أشار البعض إلى أنه ربما كان تحذيراً بأنه في حال تحركت إيران أو المملكة العربية السعودية نحو الانضمام إلى الدول المسلحة نووياً، فإن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي، يأتي ذلك على الرغم من تصريح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، العام الماضي، لشبكة سي بي إس نيوز، بقوله: “إن المملكة لا تريد الحصول على أي قنبلة نووية، ولكن دون شك إذا طورت إيران قنبلة نووية، سنحذو حذوها في أقرب وقت ممكن”.

من جهة أخرى، فإن تركيا وضعت بمساعدة روسية، برنامجاً للطاقة النووية، ولكنها من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهناك فرق شاسع للغاية بين الطاقة والسلاح.

ويقول “زيا ميرال”، الكاتب التركي البريطاني، إنه في الوقت الراهن، لا توجد علامة ملموسة على أن تركيا تسعى لمتابعة الأسلحة النووية، كما أن ذلك سيستغرق وقتًا طويلًا مع وجوب وجود التزام مالي كبير، وجهد جبار ضد الضغوط العالمية الكبيرة، ومن شأن ذلك أن يجعل الأسلحة النووية مكلفة ومدمرة.

وتابع الكاتب قوله بأن تركيا في ظل حكم أردوغان، لم تعد حليف الناتو المطيع الذي يحرس الجناح الجنوبي للتحالف ضد التوسع الروسي، كما أن أردوغان يتصور مكاناً جديداً لتركيا، حيث سيختار هو حلفاءه.

ويشمل هذا الدور التوسعي، إنشاء قاعدة عسكرية في قطر، والدور البحري المتنامي في البحر الأحمر، وأكبر قاعدة عسكرية خارجية في الصومال، وعمقت الحرب الأهلية السورية إصرار أردوغان على التأثير التركي.

هذه الخطوات دفعت مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي السابق، الجنرال هربرت مكماستر، إلى وصفها بأنها أكبر تحول جيوسياسي في حقبة ما بعد الحرب الباردة، متابعا أن تركيا تريد أن ترى نفسها تتحول بعيدا عن أوروبا وأن تكون أكثر تأثيراً في الشرق الأوسط.

وحاليا يرى أردوغان العالم من حيث القوى المتنافسة، الولايات الأمريكية والصين وروسيا، وأن تركيا يجب أن تتعامل وفقا لمصلحتها الخاصة، وهذا يعني حتما فصلا عن واشنطن، وهو ما اتضح في لقاء بوتين وأردوغان، أثناء تناولهما الآيس كريم معًا، فكرد على التهديدات الأمريكية بحجب مبيعات الطائرات المقاتلة طراز F-35 إلى أنقرة، تحول أردوغان إلى بوتين وسأله: “إذا سنشتري واحدة من هذه؟”، في إشارة إلى مقاتلات الجيل الخامس سوخوي سو-57.

ويختتم “ليستر” مقاله بقوله: “ترفض القيادة التركية الحالية قواعد خارطة الطريق الحالية وتريد تغييرها، وهذا قد يكون واقعًا سيئًا بالنسبة لواشنطن”.