قيس سعيد .. بين المحاصصة الحزبية وسلطة القانون

الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٤:٤٥ مساءً
قيس سعيد .. بين المحاصصة الحزبية وسلطة القانون

بعد أداء اليمين الدستورية أمس سيكون على الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد مواجهة العديد من الملفات أبرزها الإصلاح السياسي والاقتصادي وترويض حركة النهضة التي دعمته بشكل واضح ومعلن في جولة الإعادة.

رئيس بلا تجربة سياسية

التخوف الأكبر الذي أبداه معارضو ترشيح قيس سعيد لا يزال حاضراً بعد أداء اليمين الدستورية لسببين أولهما هو أن الرئيس الجديد ليس له ماضٍ سياسي يمكن من خلاله الحكم عليه والثاني يتمثل في مساندة بعض الجهات الراديكالية مثل حركة النهضة.
وسيكون على الرئيس الجديد إرسال رسائل طمأنة للجميع – معارضون ومؤيدون – أنه رئيس لكل التونسيين وأنه لن يرضخ لابتزاز الجهات التي ساندته في الانتخابات فيما يتعلق بشخص رئيس الحكومة الجديد أو بتوزيع الحقائب الوزارية حيث يتخوف المواطنون من أن يلجأ للترضية والمحاصصة في توزيع الحقائب الحكومية كنوع من رد الجميل لمن وقف معه وسانده.

مشهد استثنائي 
إلا أن ما يبعث على الأمل هو أن الرئيس قيس بن سعيد جاء من خارج المشهد السياسي والحزبي التونسي المعروف فهو ذلك الرجل القادم من أوساط جامعية أكاديمية قانونية، استطاع تكوين قاعدة شعبية وسحب البساط من تحت أقدام أشخاص لهم تاريخ سياسي معروف، لكن اختياره يكشف عن تغيرات في مزاجية الناخب التونسي الذي مل وعود السياسيين وحاول تلمس المصداقية في تصريحات وكلمات رجل لم يتلوث بدهاء السياسيين وحيلهم للحصول على التأييد السياسي لكن كان منحازاً لشعارات الثورة التي يقودها الشباب التونسي منذ سنوات.

حالة الوعي التونسي 
ويراهن الرئيس قيس بن سعيد على حالة الوعي التي انطلقت لدى الشعب التونسي ما سيحتم عليه القطيعة مع ممارسات ما قبل الثورة التي دفعت الشعب إلى الخروج على زين العابدين بن علي وما بعدها ممثلاً في إخفاقات حركة النهضة التي قادت البلاد بعد الثورة.
وخلال خطابه أمام البرلمان التونسي أمس أكد قيس سعيد حرصه على الحفاظ على الوحدة الوطنية، والعمل على أن يكون رئيسًا جامعًا لكل التونسيين معبراً عن تمسكه بسلطة القانون وإعلاء كلمته، مشددًا على التمسك بمبادئ الحرية والديمقراطية.
وحذر سعيد من خطورة آفة الإرهاب، متوعدًا بالوقوف في وجه كل من تسول له نفسه الإخلال بأمن تونس وشعبها.