تمخضت العالمية فأنجبت فقرًا !

الخميس ٥ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٢:٤٣ صباحاً
تمخضت العالمية فأنجبت فقرًا !

# انتهت كما هو معلوم في الـ24 من نوفمبر الماضي عبارة “العالمية صعبة قوية” عن عمر يناهز العقدين من الزمن، ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل جاءت انعكاسات تلك النهاية دراماتيكية وقوية، وأظهرت الكثير من الأمور التي كانت مغيبة ومتوارية بقصد أو بدون قصد عن أنظار البعض طوال الفترة الماضية، والتي كان للعبارة خلالها وقع السحر وفعل المخدر والذي يتم التدثر به عند أي سقوط وأي إخفاق، كما أخذت على عاتقها أن تكون العزاء الوحيد والبلسم الشافي الذي يمكن التصبر والتلهي به قبل أن تخرج تبعات الرحيل الأبدي متسارعة ومدوية، ولم ولن يستطيع أحد الآن إيقافها ولتلقي في الوقت نفسه وخلال أسبوع واحد فقط بظلالها الثقيلة والمحبطة والكئيبة على أنفس وأجواء ومزاج من ابتدعوها وليصْحُ القوم أخيرًا من سباتهم ويتنبهوا إلا أنهم كانوا أسرى لعبارة خادعة ومزيفة كلفتهم الكثير والكثير، وليس أصدق وللتدليل على تكاليفها الباهظة إلا النظر في سجل البطولات لفريقهم خلال الـ19 عامًا الماضية، والذي توقف عند أرقام صادمة وحصيلة بطولاته رقمية ضعيفة وفقيرة جدًّا بالنسبة والتناسب لعدد السنوات اقتصرت على 3 بطولات، أي بمعدل بطولة كل 6 سنوات و3 أشهر!، وهو ما جعل الأنصار يضربون أخماسًا بأسداس ويقروا في الوقت نفسه بأنهم قد وقعوا ضحية لخدعة كبرى انطلت عليهم محملين كل من كرسها وساقها عليهم من بعض الإعلاميين المحسوبين على فارسهم مسؤولية ما حدث!

# وليت الأمر توقف عند هذا الحد لكن وكما يقال المصائب لا تأتي فرادى؛ حيث ظهر وفي المقابل وعلى النقيض أن المنافس اللدود ومن كانوا يتندرون عليه بالعبارة الشهيرة قد جمع وخلال ذات الفترة 30 بطولة! وهو ما جعله يسجل بونًا شاسعًا بينه وبين جميع منافسيه ويوسع الفارق مع عالميهم المفضل وصل إلى حوالي الخمسة أضعاف!

# ولو توقفنا عند العبارة القضية والتي اتخذت للمناكفة وقمنا بتحليلها لوجدنا أنها في الأصل في غير محلها ولا تستند إلى حقيقة أو مبدأ ولا حتى منطق وكل ما علينا للتبين من ذلك هو القليل من التفكير..

فهل يمكن مثلًا أن نقارن أنديتنا بل وأندية قارتي آسيا وإفريقيا في الوقت الحالي ومهما كانت قوتها وبطولاتها بالأندية الأوروبية أو بعض أندية أمريكا الجنوبية؟ وإذا ما صادقنا على أن المتأهل لكأس العالم للأندية هو فقط من يستحق أن نطلق عليه لقب (العالمي).. فهل هذا يعني أن ناديًا مثل يوفنتوس الإيطالي أحد أعرق وأشهر وأغنى الأندية بالعالم ليس عالميًّا؟! وقس على ذلك أرسنال، ومانشستر سيتي، وروما، وبوروسيا دورتموند، وباريس سان جرمان، ومارسيليا، وأجاكس، وبورتو، وبنفيكا، وكلها أندية عالمية عريقة وشهيرة لم يسبق لها التأهل لهذه البطولة بشكلها الجديد، وفي المقابل هل يعني أن أندية مثل أوكلاند النيوزلندي، ومازيمبي الكونغولي، وسبهان الإيراني، والأهلي الإماراتي والنصر السعودي تعتبر أندية عالمية؟!

# وأخيرًا وفيما يتعلق بالعبارة الأخرى التي لا تقل سذاجةً وسفهًا عن العبارة التي تحدثنا عنها بداية وهي عبارة “التفحيط” في البطولة الآسيوية دون جدوى، فالتفحيط وكما قيل وحتى وإن تأخر فلا يخفى على أحد بأنه مر وتعرض لظروف كبيرة وقاهرة في أحيان أخرى كان خلالها حامل راية الوطن الوحيد قاب قوسين أو أدنى من تحقيق البطولة، ولا ينكر ذلك إلا جاهل، وكلنا يتذكر نهائي نيشيمورا الشهير 2014م، وظروف الإصابات وعدم التوفيق في نهائي أوراوا 2017م، والاستعانة بمدربه لتدريب المنتخب وحرمانه من لاعبيه الدوليين عام 2006م، وقبلها تأهله الملغي عام 2000م كل ذلك يعني أن الفريق قدم مهر البطولة غاليًا ومضاعفًا ومن الملعب وليس بالترشيح من المكتب أو غيره!، فهل يا ترى حقق من أعاروه (بالتفحيط) شيئًا لم يحققه؟! كما أن الهلال وبتواجده الدائم شرف الكرة السعودية أولًا وحفظ ماء وجهها وهي المبتعدة عن البطولات الآسيوية منذ فترة طويلة، وسجل نفسه اسمًا يتردد في أصقاع المعمورة وظل محفورًا بالذاكرة حتى أصبح براندًا عالميًّا وماركةً مسجلةً وهو ما لا يحظى به غيره ممن يقلل من مشاركاته الدائمة، وكلنا تعلمنا في المدارس عن أهمية وفائدة المثابرة والكفاح والاجتهاد والإخلاص وعدم اليأس والاستسلام، وأن لكل مجتهد نصيبًا ولو بعد حين، لكن مع الهلال بالذات تتغير القناعات الثابتة وتُغيب المقولات والحكم المأثورة!!

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • محمد ال الشيخ

    غريب أن تنشر صحيفةالمواطن المحترفة مثل هذا المقال السخيف الذي ينضح عصبية وكراهية ، من واجب المحرر أن يرتقي بذائقة القارئ فلا يسمح بنشر تعصب مشجع تقمص شخصية كاتب

  • حسن

    صح لسانك كلام صحيح وما عليه غبار بس من يقنع بعض من يكابر ولا يريد الحقيقة لأنها تقتله