داخل أزمة إيران المالية بسبب موقفها من FATF

الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٤:٣٦ مساءً
داخل أزمة إيران المالية بسبب موقفها من FATF

قالت إيران فوكس، مؤسسة بحثية عن الأوضاع الإيرانية وتأثيراتها على المنطقة، إن إيران أدخلت نفسها في مأزق وضعها بين خيارين قاسيين بسبب موقفها من مجموعة العمل المالي FATF. 

وأشار التقرير إلى تحذير أحمد بورفالا، مستشار غرفة التجارة الإيرانية في إيطاليا، في 22 ديسمبر قائلاً: إذا لم نمرر فواتير إلى مجموعة العمل المالي FATF، فإن مستقبلًا مظلمًا ينتظرنا.

ما هي FATF؟

هي منظمة حكومية دولية، تهدف لمحاربة تزوير العملات وتمويل الإرهاب، وكانت المملكة أول دولة عربية تنضم لها في  يونيو 2019؛ لجهودها في محاربة غسل الأموال.

تصريحات بورفالا، هي أحدث دليل على نزاع طويل الأمد بين المسؤولين الإيرانيين حول تشريعات الانضمام إلى اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، والانضمام إلى اتفاقية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية (باليرمو)، وهما تشريعان من شأنهما أن يجعلا طهران متوافقة مع المعايير المالية الدولية.

وفي فبراير، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، عن مخاوف مماثلة، محذرًا خلال كلمة ألقاها في البنك المركزي الإيراني من أن المعاملات المصرفية الإيرانية مع العالم ستواجه مشكلة إذا تم قطع العلاقات مع FATF.

ما هي الأغراض الرئيسية لـ FATF وكيف تتعامل إيران معهم؟

قال التقرير إن هدف FATF الأول هو مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل؛ لذلك، فإن كل حكومة تمتنع عن الانضمام إلى هذه الهيئة الحكومية الدولية تعلن ضمنًا أنها لا تنوي الامتثال لإجراءات النظام المالي الدولي، أو تنوي إساءة استخدام النظام المالي العالمي لتطوير أهدافها غير الشفافة.

وتابع: وبالنظر إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين، فإن إيران تنتهك جميع أغراض فرقة العمل المالي في وقت واحد، وأصبح الالتزام بأحكام المنظمة الدولية يعرض بعض أنشطتها الأكثر أهمية للخطر.

نقلت خبر أونلاين، عن وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، في 10 نوفمبر 2018 قوله: غسل الأموال حقيقة واقعة في بلدنا، وهناك الكثير ممن يستفيدون منها.

وأضاف التقرير: نظام الملالي لديه خلفية طويلة في تمويل الكيانات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، في أكتوبر 2011، كشفت التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي عن خطة الحكومة الإيرانية لاغتيال سفير المملكة لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير، وتم تسمية العملية في وسائل الإعلام بمؤامرة الاغتيال الإيرانية، كما دفع فيلق القدس لتاجر المخدرات المكسيكي، لوس زيتاس، نحو 1.5 مليون دولار للوفاء بخطط مؤامرات إرهابية.

وواصل التقرير: بالإضافة إلى تورط إيران في الأنشطة الإرهابية، يقدم المسؤولون التمويل والدعم المادي واللوجستي للجماعات الأصولية والإرهابية في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال، في يناير 2018، زار إبراهيم الريسي، الرئيس الحالي للسلطة القضائية في إيران، بزيارة شخصية إلى لبنان والتقى بزعماء حزب الله، بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله، كما زار مواقع حزب الله العسكرية في جنوب لبنان.

 والجدير بالذكر أنه في فبراير 2012، أكد الأمين العام لحزب الله بشكل علني أن حزبه تدعمه إيران، قائلًا: لقد تلقينا دعمًا معنويًا وسياسيًا وماديًا بجميع أشكاله الممكنة من إيران منذ عام 1982.

وفي الوقت نفسه، في مايو 2003، كشفت المعارضة الإيرانية عن الجهود التي تبذلها الحكومة الإيرانية للحصول على أسلحة الدمار الشامل، في ذلك الوقت، كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) عن تجارب السلطات الإيرانية على جوانب مختلفة من أسلحة الدمار الشامل في موقع لافيزان-شيان في طهران.

مشكلة إيران مع FATF:

منذ فترة طويلة، قبل 2015، حاولت إيران الانضمام إلى فريق العمل المالي لإنقاذ نفسها من الظروف الاقتصادية القاسية، ومع ذلك، رفضت الحكومة الإيرانية دائمًا وقف الدعم لحلفائها الإقليميين الذين تم تصنيفهم ككيانات إرهابية من قبل الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والحقيقة هي أن السلطات تعتمد على الجماعات المتطرفة مثل حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية ومتمردي الحوثيين في اليمن، وما إلى ذلك، لتنفيذ أطماعها.

المأزق الإيراني:

واختتم التقرير: بهذا الموقف الإيراني، باتت حكومة البلاد بين اختيارين قاسيين، الأول رفض مشاريع قوانين FATF ومواجهة المجتمع الدولي والاستمرار في الأزمات الاقتصادية، والثاني هو قبول الضغوط الدولية وبالتالي سيتعين على أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم أن تنكر هدف مؤسسها الخامنئي في إنشاء الهلال الشيعي، مقابل التغلب على العجز المريع في الميزانية للعام المقبل.

ويُذكر أن إيران فى فبراير 2020، سيتم إدراجها على القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي FATF، ما لم تنضم إلى اتفاقية باليرمو و CFT.